العدد -2 - الإثنين 19 أغسطس 2002م الموافق 10 جمادى الآخرة 1423هـ

الحياة في كثير من الدول العربية قاحلة

في تقرير للأمم المتحدة:

روبرت فيسك comments [at] alwasatnews.com

تجد الدول العربية حرجا في الدفاع عن نفسها تجاه تقرير الامم المتحدة الذي يصف الحياة في معظمها بالجدباء. فالعالم العربي مكبوتة فيه الحرية السياسية، مهضومة فيه حرية المرأة، ومتوقفة فيه العلوم والتنمية.

التقرير الذي صدر في القاهرة بتاريخ الثلثاء 9 يوليو/ تموز 2002 وغطى 22 دولة عربية يبلغ عدد سكانها 280 مليون نسمة يحكم على العالم العربي بالفشل. وفي سخرية واضحة، تزامن التقرير مع مؤتمر لليونسكو عقد في بيروت تغاضى عن قرارات مماثلة. وأدان المتحدثون «النرجسية المتخلفة» في العالم العربي، والفشل في ايجاد مجتمع يعبر فيه الفرد عن هواجس نفسه. وتحدث التقرير عن قلة التسامح في البيئة الاجتماعية التي تقلص نمو دخل الفرد فيها في العقدين الماضيين إلى مستوى أعلى بقليل من دخل الفرد في افريقيا جنوب الصحراء.

تعاني نصف النساء العربيات من الأمية. كما أن نسبة وفيات الأمومة أربعة اضعاف مثيلتها في شرق آسيا. الوزيرة الأردنية السابقة ريما هندي قالت إنها طلبت من معدي التقرير أن يأتوا وينظروا في المشكلة ويقرروا - لماذا الثقافة العربية، ولماذا الدول العربية تتخلف إلى الوراء؟.

ان مجرد نظرة إلى تطورات الاسابيع الماضية في العالم العربي تكون كافية للرد على كل تلك التساؤلات. ففي الكويت - على رغم الالتماسات المتكررة بالاعتدال من قبل منظمة العفو الدولية - شنق ثلاثة من البنغلاديشيين أدينوا بالقتل - أحدهم ظل 13 دقيقة ليموت على الحبل - ومن ثم عرضت الجثث على المشنقة ليراها الجمهور. في مصر، ضرب رجال الشرطة ناخبين اسلاميين حاولوا الادلاء بأصواتهم في انتخابات ملعوبة في الاسكندرية.

سورية أودعت مفكراً السجن حين اقترح أن تكون الدولة اكثر انفتاحا لحوار ديمقراطي. وفي الاردن، حذر رئيس الوزراء الاتحادات التجارية من اقحام نفسها في السياسة وذلك بعد مظاهرات طالبت بمقاطعة المنتوجات الاميركية. وباستثناء دولة واحدة - هي سورية - كل الدول العربية الاخرى تدخل ضمن اصدقاء الغرب وتحظى بالدعم السياسي والحماية العسكرية.

حتى في فرنسا، نرى مشهد الجنرال خالد نزار - ربما يكون أهم شخصية عسكرية في النظام الجزائري - قدم ملازماً ثانياً في الجيش الجزائري (30 عاما) إلى المحاكمة لأنه «افترى عليه» في كتاب عن الحرب القذرة في الجزائر. ومن قبل ذكر حبيب سويدا - وهو عسكري سابق - أنه شاهد مجموعة جنود تسكب الوقود على فتى يبلغ من العمر 15 عاما وتحرقه حيّا. نزار الذي هرب من باريس بعد توجيه دعاوى مدنية بالتعذيب ضده تُرك ليعود إلى فرنسا وذلك اثناء وجود وزير الخارجية الاسباني، ممثلا للاتحاد الأوروبي، في الجزائر نفسها... مرحبا «بالتقدم الملحوظ في حماية حقوق الانسان».

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد -2 - الإثنين 19 أغسطس 2002م الموافق 10 جمادى الآخرة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً