الوفاء للمبدأ، الوفاء للعطاء ... الوفاء للاشخاص الذين رسموا بصماتهم المشرقة وانجازاتهم المخلصة على خريطة الوطن والأمة، وإعطاؤهم شيئا مما يستحقون من التكريم المعنوي في حياتهم، وقبل انتقالهم الى دار البقاء، كل ذلك يعتبر سمة انسانية وميزة حضارية تقوم بها الدول والشعوب، وكذلك الافراد في كل عصر وفي كل زمان.
من هذا المنطلق، نحن نقدر ونثمن لدولتنا الفتية ما قامت وتقوم به من تكريم لبعض شخصيات هذا البلد العزيز ممن كان لهم دور وطني بارز وملحوظ في خدمة البحرين وشعبها المعطاء، وذلك باطلاق اسماء أولئك الرجال على بعض الشوارع الرئيسية والمهمة، عرفانا ووفاء لما قدموه طيلة سنوات اعمارهم المديدة، نسأل الله ان يتغمد الماضين بواسع رحمته ويسكنهم نعيم جنته، وان يمتع الباقين بالصحة وطول العمر ليواصلوا مشوار البذل والعطاء.
فقد اصدر سمو رئيس الوزراء الموقر قرار رقم (62) لسنة 2001 بشأن تسمية ستة شوارع في الدولة بأسماء عدد من الشخصيات الوطنية وهم :
الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة، أحمد علي كانو، السيد محمود السيد احمد العلوي، الاديب ابراهيم عبد الحسين العريض، عبد العزيز سعد الشملان، حسن جواد الجشي. ونحن واثقون ان هناك اشخاصا اخرين ستحتل أسماؤهم عددا من شوارع وميادين البحرين، وهذه الاسماء ليست غائبة عن ذهن المعنيين في الدولة، شاكرين لدولتنا هذه الخطوات الفريدة التي ان دلت على شيء فإنما تدل على الوفاء المتمثل في قوله تعالى « وهل جزاء الاحسان إلا الإحسان» ... الاحسان في صوره المتعددة، وعالمه الارحب . وانطلاقا من المبدأ القائل « الدال على الخير كفاعله» وشعورا وثقة مني بتجاوب المسئولين، فإنني اقترح إضافة اسمين كريمين معروفين من جميع المواطنين المخلصين وكذلك الدولة وهما :
1- الشهيد المرحوم عبدالله المدني، والجدير بأن يطلق اسمه على شارع البديع المعروف، فالمرحوم ( ابو حسن ) كان واحدا من ابرز قاطني هذا الشارع، وكان في مقدمة الذين بذلوا الكثير لخدمة المنطقة والوطن، سواء من خلال رصيده الاخلاقي، او من خلال مركزه في المجلس التأسيسي ثم الوطني، او من خلال قلمه الصحفي وموقعه الاجتماعي، ومواقفه الوطنية المتعددة والجلية، خسرته البحرين فخسرت بفقده ابنا بارا، وعلما من اعلامها المبرزين، ورجلا من ابرز رجالاتها المخلصين.
2- المرحوم محمود محمد المردي، رجل الصحافة الاول في البحرين، على ان يطلق اسمه على شارع المعارض، لأن هذا الشارع فقد علاقته بالمعارض، بعد ان انتقلت هذه المعارض الى مركز البحرين الدولي للمعارض، كما ان هذا الشارع يضم موقع المؤسسة العربية للطباعة والنشر التي انبثقت عنها جريدة (الاضواء) لصاحبها ورئيس تحريرها المرحوم محمود المردي، معلم الصحافة ورائدها، والكل يعرف (أبا رائد) وكيف كان رحب الصدر، حكيما في كلماته وخطواته، جديرا بأن نطلق عليه ونكنيه بـ (ابي الصحافة) البحرانية دون منازع.
فهل يستجيب المسئولون لهذا الاقتراح المتواضع فيتبوأ هذان العلمان موقعيهما المقترحين ويشكلان اضافة وفيه لشخصيتين وطنيتين جديرتين بأن تتذكرهما الاجيال، وكرمزين نتعلم منهما الكثير، وهذا يمثل في نظرنا أقل تقدير.
كاتب بحريني من اسرة الوسط
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد -1 - الخميس 27 يونيو 2002م الموافق 16 ربيع الثاني 1423هـ