رصد باحثون في اليابان جينا يتحكم فيما إذا كانت الخلايا الجرثومية الجنسية الأولية المسؤولة عن التكاثر ستصبح نطفة أو بويضة في نهاية المطاف ليطرحوا رؤية جديدة لبيولوجيا التناسل التي يكتنفها الغموض أحيانا.
ووصف الباحثون الخميس الماضي تجارب على سمكة صغيرة تسمى (ميداكا) أو سمكة الأرز اليابانية أزاحت الستار عن دور جين يسمى (فوكس13) الذي يحدد مصير الخلايا الجرثومية.
وتوجد الخلايا الجرثومية الجنسية الأولية في أجسام الذكور والإناث على السواء من الفقاريات لكن الآلية الجزيئية التي تدفعها للتخصص -لتصبح إما نطفة وهي الخلية الجنسية الذكرية وإما بويضة وهي الخلية الجنسية الانثوية- لاتزال لغزا محيرا.
وخلال بحوث العلماء لتأكيد ان الجين (فوكس13) يعمل كمفتاح وراثي لتحديد نوع الجنس إما نطفة وإما بويضة توصلوا الى ان هذا الجين ينشط بصورة أساسية في الخلايا الجرثومية الأنثوية أو البويضات لمنعها من أن تصبح خلايا جنسية ذكرية أو نطفة لتبقى بدلا من ذلك بويضات في المبيض.
ولا ينشط هذا الجين في الخلايا المحيطة بالاجهزة التناسلية للسمكة.
وعندما قام العلماء بتثبيط نشاط الجين في إناث السمكة تحولت الخلايا الجرثومية الى نطفة في مبيض سمكة (ميداكا) بدلا من تصبح بويضات مثلما هو متوقع في الإناث. ووجد ان هذه الخلايا الجنسية الذكرية أو النطقة كانت تعمل بصورة طبيعية إذ نجحت في اخصاب البويضات ونتج نسل صحي سليم.
إلا ان البشر لا يمتلكون مثل هذا الجين بالضبط لكن العلماء يشكون في احتمال وجود آلية مفتاح تشغيل وراثي مماثلة لدى الانسان.
وقال مينورو تاناكا عالم بيولوجيا التكاثر لدى المعهد القومي للبيولوجيا الأساسية في اليابان إنه لا أحد يعرف ان لدى الخلايا الجرثومية للفقاريات آلية مفتاح تشغيل وراثية تحدد مصير الخلية الجرثومية لتصبح إما نطفة وإما بويضة.
وقال تاناكا الذي نشر بحثه في دورية (ساينس) العلمية "كان ينظر الى الخلايا الجرثومية بوصفها خلايا سلبية تتحكم فيها خلايا أخرى".
واضاف توشيا نيشيمورا وهو أيضا عالم بيولوجيا التكاثر لدى المعهد القومي للبيولوجيا الأساسية باليابان "على الرغم من البيئة المحيطة بالخلايا الجنسية الانثوية مهيأة لخلق انثى الا انني اندهشت كثيرا للحقيقة الخاصة بوظيفة النطفة. إن عملية مفتاح التشغيل الجنسي الموجودة في الخلايا الجرثومية باتت منفصلة عن جنس الجسم وهو اكتشاف حديث للغاية".