قال الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة) بمسجد الإمام الصادق (ع) بالدراز إنه «لا دين بلا خطاب ديني، فيوم لا خطاب للدين لا وجود له، والقضاء على هذا الخطاب قضاء على هذا الدين نفسه وما استمر الدين إلا بالخطاب الديني».
وأكد أن تزوير الخطاب الديني هو تزوير للدين بلا ريب، ومن ملك الخطاب الديني وتصرف فيه فقد ملك الدين وتصرف فيه، وضوابط لهذا الخطاب من خارج الدين تزوير ومسخ وإسقاط له، وهو بالتالي تزوير ومسخ وإسقاط للدين، وخطاب لغير الدين إذا أخضع للضوابط الدينية أصبح دينيا، والسياسة التي تجعل للخطاب ضوابط تجعله خطابها لا خطاب الدين، وعلى المجتمع أن يختار بين أن يتحول الخطاب الديني وسيلة من وسائل السياسة فيفارق الدين، وبين أن يحتفظ بدينه فيرفض تسييس الخطاب الديني وإخضاعه لهوى السياسات الدنيوية التي تتصادم مع الدين.
وتابع «وعلى المسجد أن يختار أن يكون مسجدا لله، أو أن يتحول إلى دائرة من دوائر الحكومات يعبر عن رأيه ويكون الخادم الأمين لمصلحتها ويشاركها في خطئها وظلمها واستبدادها. الصحفيون المستأجرون للجهات المعادية للدين، والصحافة الفاجرة والفاسقة المعربدة في أجواء الأمة والتي تملأ مساحاتها الطاهرة وتهزأ بالدين، وتتعرض للدين وعلماء الأمة وحتى من تذعن لهم الأمة بالعصمة، وكل هذا التجرؤ والبذاءة والغثيان والطفولة والجنون والعداء والإجراء يتوسع يوميا، ورغبة واحتضان حار من أنظمة كثيرة تحكم هذه الأمة بالحديد والنار وتلاحق الكلمة الحرة ومن يقولها بالقتل والدمار».
وأضاف قاسم «أقول لكل المشغولين بهم اللقمة والمأوى ومن حقهم ذلك، ولكنهم يغفلون عن خطورة مسألة المسجد والخطاب الديني، أقول لهم إن اللقمة المسلوبة وما يصادر من المادة وحقوقها يعيده المسجد الحر، أما المسجد المصادر فلا تعيده اللقمة الموفورة وترف المادة. المسجد الحر وبخطابه الإسلامي الصادق وغير المكبل ولا مدفوع الثمن من الحكومات يعيد المسلوب من حقوق الناس كما أعادها في زمن الإسلام بما يوقظه من عقل ويبثه من وعي ويدعو إليه من صلاح ويثيره من إرادة وعزم وينكره من منكر».
العدد 2493 - الجمعة 03 يوليو 2009م الموافق 10 رجب 1430هـ