العدد 4662 - الجمعة 12 يونيو 2015م الموافق 25 شعبان 1436هـ

مشاركون في منتدى «الوسط» يدعون لتكريس سينما بحرينية وطنية

منتدى «الوسط» خلال مناقشة العرض - تصوير عقيل الفردان
منتدى «الوسط» خلال مناقشة العرض - تصوير عقيل الفردان

طالب مشاركون في منتدى «الوسط»، بالعمل على خلق سينما وطنية بحرينية، وذلك بالاعتماد على الطاقات الشبابية البحرينية في هذا المجال. جاء ذلك في المنتدى الذي نظمته صحيفة «الوسط»، والذي ركز على الاحتفاء بمنتجي الأفلام القصيرة «بحرين سينماتك»، وكذلك التركيز على محاولة الوصول لصناعة خصوصية في الفيلم البحريني تجعله مميزاً وحاضراً بقوة أمام الآخرين.


خلال الاحتفاء بمجموعة «بحرين سينماتك» وعرض أفلام مخرجيها

مشاركـون في منتـدى «الوسط» يدعــون لتكـــريـس سينما بحرينية وطنية

الوسط - حبيب حيدر

في أمسية ثقافية ضافية حافلة بالأضواء والآراء عقدت صحيفة «الوسط» منتدى خصص هذه المرة لفئة شبابية طالعة، هي مجموعة «بحرين سينماتك» التي تشتغل في إنتاج الأفلام القصيرة، والآخذة يوماً بعد آخر في الارتقاء بإنتاجها، والتألق في حضورها والالتفات إليها، فقد أحرزت هذه المجموعة من مخرجين وممثلين وفنيين، مجموعة من الجوائز المتقدّمة في المهرجانات السينمائية المحلية والخارجية مهدية هذا الفوز دائماً للبحرين.

في هذه الأمسية التي عقدت مساء يوم الأربعاء 3 يونيو / حزيران 2015م وخصصتها «الوسط» للاحتفاء بمنتجي الأفلام القصيرة «بحرين سينماتك» وأدارتها الزميلة منصورة عبدالأمير وحضرها مجموعة من المثقفين والمهتمين، تم عرض مجموعة من الأفلام بعدها تمّ التداول مع مخرجي الأفلام من قبل الضيوف الذين اتفقت مداخلاتهم على الإشادة والتشجيع، وتراوحت بين التنويه بواقعية الإنتاج في تركيزه على التراث مدخلاً للواقع، وبين التوجيه لتنويع الإنتاج بمدارسه المختلفة بين اللمسة التراثية والحالة الواقعية والصيغة الفنتازية، وكذلك مراعاة التناسب بين الفترة الزمنية التي يرصدها الفيلم وبين بعض اللقطات التي تُظهر أحياناً أدواتٍ من زمن مختلف، وكذلك التركيز على محاولة الوصول لصناعة خصوصية في الفيلم البحريني تجعله مميزاً وحاضراً بقوة أمام الآخرين، وهو ما ركز عليه منتجو الأفلام القصيرة وما تلمّسه بعض النقاد في إشاداتهم بالأعمال الفيلمية القصيرة.

في بداية الأمسية رحبت مديرة المنتدى منصورة عبدالأمير بالحضور والضيوف وقدمت ديباجة عن الأفلام التي ستعرض في الأمسية:

منصورة: للبحر حكاياه ولمن يعيشون على ضفافه أكثر من حكاية معه... يبتليهم لكن يبتلع همومهم، يمنحهم الحياة لكنه يأخذها منهم.

لا تثق بالغرباء وحذار من ذوي الأقدام السوداء ممن يغتالون الطيبة غدراً وطمعاً. حين يصل الأمر لأبنائك فحذارِ حذارِ من منتهكي البراءة، المقربين منهم على وجه الخصوص. عند ما يكون القهر رجلاً والقيد شريكاً.. يصبح الموت حرية وخلاصاً. الحب ليس مشاعر تنمو في قلب شاب وفتاة فقط... إنها عاطفة تحتضن الكون بأسره. أجمل التضحيات وأصدقها شكلاً تلك التي تنطلق بعفوية وبراءة صبي يفعل ما هو مستحيل بالنسبة إليه من أجل عيون «زينب».

ست ثيمات هي أساس الأفلام القصيرة التي ننوي عرضها الليلة وهي بحسب ترتيب الثيمات «على الضفاف»، «الأقدام السوداء»، «قوس قزح»، «ترويدة»، «كليمنس»،»زينب».

نلتقي هذه الليلة مع هذه الأفلام ومع مخرجيها الشباب أعضاء مجموعة «بحرين سينماتك» وهم أيضاً بحسب ترتيب أفلامهم: حسين الجمري، محمد سديف، محمود الشيخ، محمد عتيق، مهدي رفيع، وللأسف يغيب عن جلستنا محمد إبراهيم لمشاركته في مهرجان وهران الدولي للأفلام.

سيتبع العروض مناقشة مع مخرجي الأفلام الحاضرين منهم، ولدينا في الحضور فريد رمضان الذي يعتبره الشباب الداعم الحقيقي لهم وهو يقف وراء معظم سيناريوهات هذه الأفلام وغيرها.

بعدها أخذت الأضواء فسحتها وتتالت الأفلام الستة الواحد بعد الآخر، حيث ابتدأت العروض بفيلم «الأقدام السوداء» لمخرجه محمد سديف، الذي يحكي قصة براءة الناس الطيبين غير العابئين بدخول الغريب الذي تطمعه براءتنا وطيبتنا حد السذاجة إلى التحكم في حياتنا وقلبها رأساً على عقب، بعده عُرض فيلم «ترويدة» لمحمد عتيق، الذي يجسد قصة الشابة سكينة والقيد الذي صنعته الشكوك والظنون في مجتمع متخلف بائس، ثم فيلم «زينب» 17 دقيقة لمحمد إبراهيم الذي يجسّد تبرعم مشاعر الحب الأولى، وكيف تأخذنا البراءة لاجتياز المسافات من أجل عيون الحبيبة، ثم عرض فيلم «على الضفاف» لحسين الجمري الذي جسّد حكاية طفل أعمى ورجل صلب في صيغة تبادلية ممعنة ودالة، حيث كان الأب يعمل في قطع الصخر من البحر فتهزّه الأيام ويقهره الزمن إذ يصاب فتقطع رجله، ولكن الحاجة وعزة النفس والإصرار على مواصلة الحياة تجعل منه العين التي يرى ولده بها الصخر، وتجعل من ولده الأعمى رجله التي يخطو بها وقوته التي يضرب بها الصخر وسط البحر فينفلق وتتواصل حياة الكدح والتعب وميراث المعاناة بين الأجيال. ثم تلا ذلك فيلم «قوس قزح» 15 دقيقة لمخرجه محمود الشيخ الذي يجسد الاعتداء على البراءة حتى من الأقربين، ثم فيلم «كليمنس» لمهدي رفيع الذي تحلّ فيه الحبيبة مكان الأم، حيث يلتقي البطل بالحبيبة في الطريق إلى زيارة قبر الأم، فيمنح المحبوبة باقة الورد المخصصة للأم في إحساس منه برضا والدته بفرح محبوبته، وهكذا يوصل البطل ماضيه بمستقبله في صورة رمزية بسيطة.

بعد عرض الأفلام الستة التي تتابعت في سرعة ورشاقة من دون الإحساس بالزمن، كان ضيوف «منتدى الوسط» متحفزين للتعالق مع هذه الأفلام بالنقاش والتداول بشأنها مع مخرجيها من خلال مداخلات سريعة بدت في شكل ملاحظات ومؤخذات وتمنيات.

محمد جواد:

بدا من الأفلام المعروضة وكأن هناك اتحاد بين مخرجيها، والكاميرا لعبت دوراً في ذلك، وأما نوعية التصوير فكانت تتفاوت من فيلم لآخر، لكنني كنت أتمنى أن يلتفت مخرجو الأفلام لمحتويات مشاهدهم وتفاصيلها، ففي فيلم «ترويدة» لمحمد عتيق أعتقد أن الفترة الزمنية كانت غير متناسبة، فوجود عمود كهرباء لا يتناسب مع المواصلات القديمة حيث نرى عمود كهرباء وفي مشهد آخر نشاهد استخدام وسائل المواصلات القديمة. الفترات الزمنية فيها تضارب من مشهد إلى آخر، كذلك قصة شعر الأطفال «ستايل» جداً متقدمة عن الفترة التي يجسدها الفيلم، كذلك المنامة نشاهدها حديثة وفي مشهد آخر نكون في بيت في الأربعينات، وكلما نعيش مع الفيلم فترة قديمة تظهر لقطة وكأنها تجري هذا اليوم.

كذلك طريقة السقوط من النخلة لم تكن متقنة، وفي قوس قزح أعجبتني حركة الكاميرا بين الأروقة ولكنها خلت من المؤثر الموسيقي. أجد أن الموسيقى لم تعطَ حقها في المشهد.

خليفة شاهين:

أحيي الشباب والمهتمين بالسينما بجميع أشكالها وأنواعها. ما أعجبني في الأفلام الستة هي الواقعية، فجميعها بعيدة عن السريالية التي لا يفهمها المشاهد، اليوم الشباب يتقدمون في هذا المجال والفن ويعطون الأحسن. أحببت كل الأفلام التي شاهدتها، وليس لديّ نقد شديد عليها. فقط أرى أن الصوت يحتاج إلى اهتمام أكثر إذ لا يلتقط المشاهد بقية الأصوات المحيطة بالممثل. هناك نقلة كبيرة وواضحة في جدية العمل، أعجبتني لقطة أحمد حينما كان يتحرك في السكة الضيقة حيث تحرّكت معه الكاميرا بفوكس مضبوط بحركة دراماتيكية حلوة، وبصفة عامة هذه أفلام ممتازة وننتظر المزيد.

أما الملاحظات التي طرحت فأرى أنه يمكن تلافيها مع الوقت والممارسة واكتساب الخبرة، فالفن السينمائي يحتاج إلى وقت لكي يتم إتقانه، والمخرج والكاتب والمصور كلهم يتعلمون مع مرور الأيام والتجارب.

عبدالرسول درويش:

حين ممارسة الكتابة فإن الكاتب يتأثر بما حوله، إن كان مسافراً يتأثر بالسفر وإن كان في فصل الشتاء فإنه يتأثر بفصل الشتاء أو الصيف وهكذا، هنا أتساءل هل وقع جميع الكتاب الذين اختارهم المخرجون تحت تأثير الماضي، أليس هناك من يكتب في حضرة العصر الراهن، ولماذا التركيز على الحياة قديماً فقط، هل هو حنين الكاتب للماضي أم ضعف في قراءة الحاضر، ولماذا اختار المخرجون هذه القصص باستثناء القصة الأخيرة.

لماذا غلب طابع الحزن على جميع القصص والأفلام؟ ألا يمكن وضع معالجة درامية من خلال الوجه المضاد للحزن؟ فبدلاً من أن نركز في الفيلم على الحزن لماذا لا نكتب عن الفرح ونبرز ما نريد أن نوصله من رسالة من خلال الفرح؟

من الملاحظ أنك تستطيع قراءة الكاتب من خلال عمله بينما غياب المؤلف هو الأكثر نجاحاً، ووجدت من خلال الأفلام التي عرضت أننا نقرأ الكاتب وثقافته وشخصيته، بينما المخرج الناجح هو من يغيّب المؤلف، لماذا تظهر شحصية المؤلف من خلال الفيلم بينما الأجدر أن يغيب.

الفيلم القصير هو القصة القصيرة ذاتها، إذا لم يكن فيها إسقاط أو رمزية ستتسم بالأسلوب المباشر في الطرح، أما الرمزية فقد حضرت في الفيلم الأخير إذ يستنتج المشاهد ماذا يريد المخرج من هذه القصة لكن في الأفلام الأخرى خاصة الخمسة الأوائل كانت الصورة واضحة فما يريده الكاتب يصل للمشاهد بصورة مباشرة بينما الأجدر في الأفلام القوية هو أن تعطي مساحة وفضاء رحباً للمشاهد لأن يستنتج ماذا يريد الكاتب، وماذا يريد المخرج.

قحطان القحطاني:

استمتعنا بمشاهدة أفلام شباب بحرينيين يقومون بتجربة سينمائية في ظل انحسار ثقافي فني عام. هذه فرصة لمشاهدة أفلام قائمة على إبداع شباب بحرينيين يبدون مشتركين كلهم في إنتاج الأفلام، إذ يتكررون مرة كمخرج ومرة كممثل ومرة كمونتير ومرة كصوت وهذا في حد ذاته شيء جيد وصحي أن يكون هناك تعاون بينكم.

لست هنا في مجال النقد وإبراز سلبيات معينة، استمروا في الإبداع واعبروا إلى مستوى أفضل طالما أتيحت لكم الفرصة لإنتاج مثل هذه الأفلام التي نأمل أن تكون في متناول الجميع والمشاركة بها في مهرجانات تتيح لكم الوصول للإقليمية والعالمية كلما زدتم في إنتاج هذه الأفلام كلما كان هناك زخم ونشاط وفعل ثقافي.

خليفة العريفي:

لحد الآن لم أرَ أفلاماً بحرينية سوى اثنين أو ثلاثة، ولي رأي خاص في الأفلام القصيرة، أرى أنها تُصنع للمهرجانات والنخب ولا تُصنع للجماهير، وبالتالي يفترض في هذه الأعمال ألا تكون تقليدية. الأعمال التي شاهدناها هي أعمال تقليدية بحتة ذهبت إلى الواقع بشكل مباشر ويفترض أن يكون مستواها عالياً وصالحاً للمهرجانات، ولكنها كانت مغرقة في المباشرة وكأن هذا الواقع لا يثير شهية الشباب. نحن لا نعيش الواقع نحن نعيش سريالية، واقعنا سريالي بينما الأفلام التي رأيتها لم تذهب في هذا الاتجاه لم تذهب إلى الأزمة التي يعيشها الفرد ذهبت في الاتجاه المباشر للواقع الذي تعيشه القرية، أنتم شباب ونتمنى أن نرى الشباب لأننا نعيش واقع اليوم، فأنا لم أرَ إلا أعمالاً تقليدية بينما روح الشباب عادة تكون أعلى من الواقع العادي.

ريم خليفة:

أرى أن التركيز كان دائماً على الجانب التقليدي والمرأة دائماً في دور الضحية والمسكينة، والبيئة دائماً قديمة، بينما لدينا الكثير من القصص، ففيلم «وجدة» للمخرجة السعودية هيفاء المنصور بفكرة بسيطة استطاعت أن تعبر عن الحواجز التي تعيشها البنت في السعودية والمجتمع السعودي ووصل هذا الفيلم للعالمية. الإنتاج والتصوير لديكم جميل ولكن القصة غير مقنعة بينما هناك الكثير من القصص التي يمكن التركيز عليها بطريقة ذكية حتى تصل هذه الأعمال.

الملاحظة الأخرى هناك الكثير من الحزن والإحباط والبكائيات، وهذا ديدن الأعمال الخليجية ويبدو أن ذلك انعكس في أعمالكم، وأتمنى أن يكون هناك جانب آخر وملامح أخرى من مجتمعنا، لا حاجة لأن نسوق لصورة غير موجودة، نحن نعيش في زمن الإنترنت والشباب لدينا ثائر في الثقافة في الشارع في مختلف الأماكن وهناك أكثر من قصة، وحكايات كثيرة للمرأة يمكن طرحها من واقعنا البحريني ليس بالصورة التي تم تجسيدها بها. المرأة البحرينية قوية سواء كانت في بيئة محافظة أو بيئة متحررة، ومن الممكن بطريقة ذكية أن نكسر حواجز كثيرة في المجتمع وننقلها.

زكريا رضي:

أضمّ صوتي للفنان الكبير قحطان القحطاني فأنتم تشرفون البلد بهذا الإنتاج وهذه بداية نتمنى أن تستمر، أما بعض المفارقات كعلاقة بعض التفاصيل بالبيئة الزمنية للفليم كقصة الشعر وكيس الهدية والملابس وغيره مثل هذه التفاصيل تأتي مع الخبرة المستمرة ويتحسن بها الإنتاج.

أثق تماماً في الإنتاج البحريني، ومن يتابع الإفلام القصيرة يجدنا تماماً في مصاف الإنتاج الإماراتي وهما في تنافس شديد جداً وهذا يعني أن كوادرنا لديها رؤية وإرادة في أن تصنع أفلاماً قصيرة ذات جودة والمستقبل يبشر بخير.

أحلام الخزاعي:

الفيلم القصير يشكل تحدياً للكاتب والمخرج حيث في الوقت القصير يجب أن توصل رسالة وقيمة واضحة ومؤثرة جداً، ورغم أنكم كنتم تسكنون الماضي، إلا أنه يبدو أن لديكم رسائل كنتم تريدون إيصالها للواقع والحاضر. تأثرت بقيد سكينة لأننا كنا نرى هذه الصورة على المجانين قديماً حيث أتذكر أنه كانت هناك فتاة مقيدة من رجلها، وكان المجنون المرأة التي يخاف عليها يقيدان. هذا واقع كان موجوداً. «قوس قزح» جريء جداً وواقعي وهذه الجرأة فيه تدعوني للجرأة في أن أتساءل: هل كان هناك حاجة لإيصال الرسالة بمشاهد فيها ابتذال لهذا المستوى؟ أعتقد أنه يمكن أن أوصل الرسالة بدون هذه المشاهد، الفيلم الأخير «كليمنس» مؤثر جداً يوصل رسالته بشكل مباشر، بمشاهد بسيطة جداً.

كامل الجمري:

الشباب أمتعونا اليوم بهذه العروض، الفيلم الأخير «كلمينس» أعجبني حيث هناك فقر وهناك أبراج، هناك ظلم وهناك مدنِيّة زائفة، هذه رسالة يمكن إيصالها بدون رمزية، لابد أن نطرح شيئاً واقعياً نحن لا نقدم للنخب فقط. أنا أفتخر بالفنان حسين الجمري فهو إنسان عصامي، فقد تركته قبل فترة لأجده الآن مخرجاً يمارس فنه في فيلم «على الضفاف».

لكني أتساءل: أين المؤسسات التي تدعم وتقدّم الفن البحريني الأصيل؟ أعلم أن إمكانات الشباب المادية قد تعيقهم وأتمنى أن تكون هناك مؤسسة ترعاهم ليقدموا جميعهم فيلماً يمس واقع البحرين، بدل الاقتصار على الأفلام القصيرة.

سيد هاشم آل شرف:

يتمنى منتجو الأفلام القصيرة الشباب مثل هذه الجلسات الممتعة التي تناقش فيها الأفلام، ولكن يبدو أن المطروح في هذه الجلسة هي وجهات نظر ثقافية أكثر منها فنية، لا أحد نظر للأفلام من زاوية سينمائية. السينما تختلف وهي ليست ملزمة بأي وجهة نظر أخرى، وهناك فكرة «السينما الوطنية» للبحرين كما هناك سينما خاصة لكل منطقة. ونستطيع البدء في السينما من هذه الخصوصية، ولنتساءل: كيف نستطيع أن نخلق سينما خاصة للبحرين من حيث مكوناتها وشكلها؟ أجد أن أكثر من تكلموا أشاروا إلى بعض الجزئيات، من صورة وحركة الكاميرا، لا أحد نظر للأفلام ومكوناتها السينمائية: القولبة، النهاية، الصراع، تركيبة الشخصيات. نحتاج أن ننظر لخصوصية السينما البحرينية، وأتمنى أن تكون هناك مؤسسات بحرينية وشباب بحرينيين يخلقون «سينما وطنية»، تستطيع التعرف عليها منذ الوهلة الأولى لخصوصيتها، ومن هذا المنطلق يصنع الشباب سينما بحرينية خاصة بنا.

فتاح حسن:

حينما تشاهد أفلام السينما الغربية وتشدّك، فلا أستغرب لأني أعرف الإمكانيات التي تستخدم لصناعتها لكن حينما تشاهد فيلماً بحرينياً ويشدّك فهذا ما أستغرب منه لأني أعرف الإمكانيات الموجودة عند الشباب. لاحظت الليلة أن الكل ظل مشدوداً طوال فترة عرض هذه الأفلام رغم بساطة الإمكانيات التي يمتلكها الشباب المخرجون. أشد على أيديكم فقد استمتعت وبقيت مشدوداً لها سواء اتفقت مع ما شاهدت أو اختلفت، تحتاجون فعلاً الكثير من الدعم والتشجيع.

أحمد الغانم:

أنا فعلاً منبهر بما شاهدت فهؤلاء الشباب أغلبهم موهوبون وهم غير متخصصين أو دارسين للسينما ولكن أغلبهم استطاعوا أن يتحكموا في الأشياء الحرفية بما لا يقل عن قدرة من درس هذا الفن. أما الكلام عن الواقعية وما شابها من نقاش، أعتقد هذه مرحلة يجب أن يمر بها الفنان في البداية، كلنا ندرك تماماً أن بيكاسو مر على الكثير من المراحل حتى وصل لهذه المرحلة. ولكننا نتفاجأ بمن يحاول أن يختزل المراحل سواء تشكيليين أو موسيقيين أو غيرهم وتكون النتيجة غير مفهومة فهو أساساً اختزل هذه المراحل. وما يفعله الشباب في هذه الأفلام أعتقد أنه الطريق الصحيح، أن تبدأ بشكل واقعي وتتحكم في الأشياء التي لديك بشكل جيد بعد ذلك تستطيع الانتقال لمرحلة ثانية بحيث لا تكون لديك ثغرات يمكن بسهولة تصيدها.

ثم انتقل الحديث بعدها للمخرجين للرد على تعليقات واستفسارات الحضور، فكانت ردودهم كالتالي:

محمد سديف:

أشكر اهتمامكم وتشجيعكم ونقدكم وأردت أن أشير إلى أننا حين نطرح الماضي فإننا نسقطه على الحاضر، في الأفلام الستة إذا نظرت إليها بمنظورك الخاص تجدها قد حصلت لك أو قريبة منك، فلماذا نهرب من الواقع؟ نحن نهرب للماضي لنطرح واقعنا، حتى أفلام الفنتازيا كانت تطرح قضايا سياسية بشكل فنتازي. حاولنا أن نوصل واقعنا الذي نعيشه الآن ولكن بشكل تراثي. هذه تجارب بسيطة وعبرها نتدرج حيث تعلما بكاميرا عادية وبشكل تدريجي، وها نحن نحاول أن نطور أداءنا ونقدم إنتاجاً سينمائياً ننافس به المحيط، ونتمنى أن نصل للعالمية من منطلق بسيط.

حسين الجمري:

تجاربنا محدودة جداً بمستوى إمكانياتنا المحدودة، وحين نتكلم عن سينما حقيقية سنتكلم عن شركات تدعم هذه الأعمال، وما نقدّمه نستطيع أن نسميه ورش عمل ومحاولات. نحن نقدم صورة، والغموض أو الواقعية مدارس مختلفة، البعض يحب الواقع والآخر يحب الغموض. دخلنا في تجارب فيها غموض أو فنتازيا، وكان البعض يتساءل ماذا تقصد بهذا الفيلم.

محمود الشيخ:

قدمنا حقبة تراثية ولكنها مصادفة أن نجتمع كلنا في الأسلوب نفسه بدون اتفاق مسبق حيث وجدنا أنفسنا نقدّم شكلاً تراثياً. لسنا بمؤسسة ولكن ظللنا أكثر من خمس سنوات نقدم في المجال نفسه، وهنا تبدت لنا فكرة أن نجمع جهودنا في مجموعة «بحرين سينماتك» نشارك باسمها في المهرجانات. تعاونّا مع بعض منذ فترة وعملنا على تقديم أعمال فيها فنتازيا، وأعمال تراثية وأخرى حديثة، ولكن المصادفة اليوم جمعتنا في هذه الأفلام التراثية. عرضنا أعمالنا في أكثر من عاصمة عربية مثل مصر والسودان وحققنا عدة جوائز، واليوم محمد إبراهيم يعرض فيلم «زينب» في مهرجان وهران السينمائي في الجزائر.

حين عرضنا أفلامنا على أرض صناعة الأفلام في الوطن العربي وذلك في الإسكندرية وأمام الجمهور المصري، تفاجأ الجمهور وانبهر ولم تكن لديه عقدة من اللهجة ولا من البيئة. استفدنا من نقدهم وخبراتهم، وكانت هذه نقلة بالنسبة لنا، وكان هناك رأي للسينمائي الكبير مجدي الطيب في أمر مهم حيث نصحنا بأخذ قصص أفلامنا من الكتاب مباشرة بدلاً من أخذها من السيناريست. الطيب أشاد بتجاربنا وبكتابات القاص أحمد المؤذن.

محمد عتيق:

لا نشعر أن أفلامنا متشابهة، فكل فيلم يطرح موضوعاً مغايراً عن الآخر، وله مخرج يحمل حسّاً سينمائياً مختلفاً، أما عن المدارس الفنية فنحن أحببنا أن نستقل بمدرسة مختلفة وتكون لنا خصوصيتنا، هناك الكثير يقلدون الأفلام القصيرة الإماراتية وهي أساساً تقلد السينما الإيرانية، ولكننا أحببنا أن نخرج بصورة مختلفة وخاصة البحرين.

العدد 4662 - الجمعة 12 يونيو 2015م الموافق 25 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً