لا يوجد أي شخص متابع لمنتخبنا الوطني لكرة القدم لم يتضايق من الخسارة المُرة التي تعرض لها «الأحمر» أمس الأول أمام الفلبين بهدفين لهدف في بداية المشوار بالتصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 وكأس آسيا 2019 بالإمارات العربية المتحدة، إذ إننا ومع احترامنا للفريق الخصم، إلا أن مثل هذه النوعية من المنتخبات كنا فقط نتوقع قبل أن نلاقيهم، كم سنفوز بالثلاثة أو الأربعة! لكن اليوم الوضع اختلف، إذ خسرنا في بداية الطريق بالتصفيات أمام منتخب يتخلف عنا في التصنيف الدولي بفارق 31 مركزاً.

في الأسبوع الماضي وفي هذه المساحة كتبت «لم تعد نتائج منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مُهمة كثيراً، بقدر ما نحتاج إلى البناء والتخطيط السليم، الذي سيوصلنا في النهاية إن شاء الله إلى تحقيق نتائج أفضل، إذ إن الوضع إذا ما استمر على ما هو عليه فإننا سنهرم ولن نرى أي نتائج تُذكر لمنتخبنا، وستتواصل كل الإخفاقات السابقة، مدرب منتخبنا الحالي وهو الأرجنتيني باتيستا وأثناء المؤتمر الصحافي، الذي عقده فور توقيعه عقد تدريب منتخبنا الوطني، ركز كثيراً على أنه سيُعطي الفرصة للوجوه الشابة التي تبرز في الدوري، وكذلك لاعبي المنتخب الوطني، مع عدم إغفال بعض من لاعبي الخبرة بحثاً عن التوازن، وكلامه كان يوحي بأنه قادم من أجل البناء وليس للبحث عن النتائج (الوقتية)، ولم نكن متأكدين حينها مما إذا كان المدرب سيفي بهذا الوعد الذي قطعه على نفسه أم لا».

أنا سعيد للغاية بحديث الأرجنتيني والذي بدأ بالفعل تطبيق اللبنة الأولى له في الفترة الماضية، من خلال اختيار بعض اللاعبين الصاعدين الذين لم يأخذوا فرصتهم سابقاً، والذين يحتاجون للاحتكاك والإعداد بالشكل المطلوب كي نرى ثمرات ذلك مستقبلاً، وطبعاً البناء والتخطيط لابد أن يشمل بعض التضحيات، لا أقول هنا أنه يجب أن نخسر من مثل هذه المنتخبات كي يكون تخطيطنا سليماً، ولكن من المُمكن أن نمر بمثل هذه المنعطفات المتوقعة، صحيح أن وقع الهزيمة كان شديداً علينا، ولكن إذا ما أردنا الأفضل فلابد من «الصبر»، نحن لسنا مثل منتخبات اليابان أو كوريا الجنوبية أو أستراليا مثلاً، والتي تخشى أن يتأثر تاريخها ووضعها المتقدم كروياً في القارة بمثل هذه الهزيمة، فتاريخنا ليس بتاريخهم، ووضعنا ليس بوضعهم، نحن تقدمنا في فترة معينة وتراجعنا الآن، ولابد من البحث عن الطريقة التي نعود بها للواجهة، وهذا الأمر من الممكن أن يحتاج لعدة سنوات.