حتى وقت قريب جداً ما كان أحدٌ ليظن أن ظاهرة العمليات الانتحارية يمكن أن تصل إلى مرحلة التهديد لأبواب مساجدنا، فلطالما اعتقدنا أن دولنا ومجتمعاتنا الخليجية هي مجتمعات مسالمة وآمنة، وأن الإنسان الخليجي بطبعه المسالم والوديع لا يمكن أن يصل به الأمر لتفخيخ نفسه بالمتفجرات ليقتل أخاه في الوطن، لا لشيء إلا لأنه مختلفٌ عنه مذهبياً، حتى فتحنا أعيننا على هذا الواقع حيث تطايرت أشلاء المصلين في مساجد المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.
ما الذي جعل الأمر يتفاقم ليصل إلى هذه المرحلة من الخطورة؟ بل السؤال الأهم: ما الذي أوجد هذا الفكر الدخيل على مجتمعاتنا أساساً؟ وما هي الأرضية والبيئة التي ترعرع فيها؟ وما الذي يجعل شاباً في مقتبل العمر أن يعتقد أنه بقتله أكبر عدد من المختلفين عنه في المذهب يضمن له دخول الجنة لينعم بملذات الآخرة، فيذهب مختاراً لتفجير نفسه بين المصلين في المساجد، مطمئناً إلى أنه بعد لحظات سيكون في جنة الخلد ينعم بالحور العين؟
لا يمكن الإجابة عن هذه الأسئلة بشكل سطحي، أو القول بأن التنظيمات الإسلامية التكفيرية ما هي إلا صنيعة الولايات المتحدة والدول الغربية، أو تجاهل الأسباب الرئيسية، لمجرد أنها من الأمور التي لا يجب الحديث عنها لأنها كانت ولاتزال من المحرمات التي منع الإنسان في العالم العربي حتى من التفكير فيها لقرون طويلة.
في العام 1973 أصدر المفكر السوري بوعلي ياسين كتابه الفريد «الثالوث المحرم»، الذي بحث فيه تحريم الحديث عن الدين والسياسة والجنس في عالمنا العربي، وما أنتجه هذا المنع من تخلف طال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وأرى أن ما نمر به في هذه المرحلة بالذات من تطورنا الفكري هو نتاج لهذا المنع وما ترتب على ذلك من تشوّه طال العقل الخليجي. فحتى وقتنا الحالي، لايزال الحديث عن اجتهادات رجال الدين في التفسير والسنّة النبوية من المحرّمات التي يعاقب عليها في القانون، ويمكن لانتقادٍ ولو بسيط أن يذهب بقائله إلى السجن حتى وإن كان هذا الانتقاد مذكوراً في كتب فقهاء وعلماء دين آخرين سبقونا بعقود طويلة، وبذلك تم ربط الدين الإسلامي بشكل عام مع تفسير الدين الاسلامي لبعض العلماء بشكل خاطئ بحيث أصبح الحديث عن «الإجتهاد في التفسير» محرّماً لا يمكن الاقتراب منه.
الدعوة هنا ليست للمساس بالمعتقدات الدينية التي جاء بها الإسلام الحنيف، ولكن مراجعة التراث الديني لبعض رجال الدين وتفسيراتهم لما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف، واجتهاداتهم التي قد تختلف عن اجتهادات عدد آخر من رجال الدين حتى من المذهب نفسه. فهناك الكثير من الاجتهادات التي يجب مراجعتها، وأهمها تكفير أصحاب المذاهب الأخرى.
لقد فشلت جميع محاولات التقريب بين المذاهب الإسلامية رغم عقد العديد من المؤتمرات العالمية منذ بداية التسعينيات وحتى الآن، بسبب عدم وجود نية حقيقية لتجاوز المختلف عليه حتى وإن كان هامشياً، والأخذ بما هو متفق عليه بين الجميع، ولذلك فإن السائد الآن هو الفكر المتعصب لمذهبه وجماعته، بدلاً من الفكر المتسامح والمنفتح على الآخر.
مثل هذه الاجتهادات التكفيرية لا يمكن إلا أن توجد جيلاً من المتعصبين طائفياً، خصوصاً مع غياب وحجر الفكر المستنير، لتكون مثل هذه الاجتهادات الأرض الخصبة التي ستنبت حقلاً من الانتحاريين المستعدين لدخول الجنة متى ما طلب منهم ذلك.
هناك عامل مشترك بين جميع الانتحاريين، وهو الالتزام الديني، فجميع المنتحرين هم من الملتزمين دينياً ممن يأخذون بتعاليم وتفسيرات دينية لعددٍ من رجال الدين التي تبرر تصرفاتهم وعملياتهم الإجرامية، كما أن لديهم فكراً سياسياً محدداً، ودافعاً جنسياً واحداً يمكن اختصاره في «الحور العين» وذلك ما سنناقشه لاحقاً.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 4662 - الجمعة 12 يونيو 2015م الموافق 25 شعبان 1436هـ
الانتحارين ليسوا متدينين
هؤلاء الانتحارين ليسوا متدينين وان ظهروا بمظهر يحسب على المتدينين هم في الحقيقة فاشلين في الحياة ليس لهم هدف في الحياة ومعظمهم أصحاب سوابق اجرامية ومدمني مخدرات
السؤال المحير كيف نفسر الآية " من قتل نفس ....جزاءه جهنم
هل هذه الآية الغيت من القرآن الكريم ، تقول من قتل نفس ولم تحدد هذه النفس سوى مسلم كافر مسيحي يهودي المهم النهي عن قتل النفس الانسانية المحرمة المحترمة .
فكيف يكون الجمع بين النهي عنده تعالى وفي نفس الوقت دخول جنته ، مال هؤلاء لا يفقهون قوله تعالى في كتابه القرآن الكريم وهم يتلونه ليل نهار لكن لا يتجاوز ترايقهم .
وكذلك حديث الرسول الاكرم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) ، كيف يكون مسلم وهو يقتل اخوه المسلم ويطمع في الجنة ، ويتغذى ويتعشى مع الرسول ؟؟؟
هذه الآية والحديث تكفيان .
التكفيريين
الى الان هناك من لا يريد ان يخطئ هذا النوع من الفكر الذي شوه سمعة الذين الاسلامي وجعل العالم ينظر الى المسلم ويتدكر الاعمال الرهاببة المنسوبة له
احترام الآراء دليل العقل
إذا أردت ان تعرف من يحكمك فأبحث عن الأمور اللتي لايمكنك انتقاضها
هل سنجد يوما
هل سنجد يوما تتطاير أشلائنا في المساجد كما تطايرت أشلاء إخوتنا في الشرقية؟