العدد 4662 - الجمعة 12 يونيو 2015م الموافق 25 شعبان 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

ريا والعيون وبحرك المفتون

عيون ريا لنا تحكي

زمان فات بسلطانه

خميلات غزت حقلك

ورود يزهو بريحانه

تباهي النخل بأشكاله

بهرنا اللوز بألوانه

بجنانك سحرتي الناس

وعذب مائك وجريانه

مزرعة ريا وماحوته من موقع استراتيجي حيث تقع بين؛ القريتين سماهيج والدير، ويحدها من الشمال البحر، كما قام على حرثها واعمارها ايد وسواعد وطنية ديرية، ومن ضمن تلك السواعد الحاج منصور ابوعبدالله وزملاؤه الحاج سلمان ابوجمعة والحاج عبدالله ابوراشد رحمهم الله جميعا وغيرهم كثير لم يتسن لنا ذكرهم، هؤلاء الفلاحون الذين عاصرناهم منذ أواخر الستينات الى منتصف الثمانينات، وشاهدنا ايضا حالة البؤس والتعب الشديد مرسومة على محياهم، ومن آثار ذلك حرث الجداول بالأدوات البدائية وتلقيح النخيل وتعديلها، ويوزعون علينا رطبا جنيا في موسمه مقابل مبلغ زهيد جدا، إلى اغلب بيوتات قرية الدير.

وكانت مزرعة ريا تحوي أنواعا كثيرة من الخضار والفواكه سابقاً كالموز والرمان واللوز والطماطم وغيره، وهذه النخيل الباسقات التي مازالت في أيامها الأخيرة وتصارع الاحتضار وبدأت فعلا الجرافات تجرف النخيل بكل برود، وأشجار اللوز والخميلات، وبدأ العد التنازلي لإنهاء وجود ريا السعادة والمرح، كما لايفوتنا ان نذكر شيئا من الماضي الجميل وعراقته، حيث كانت ريا مقصدا للسياح من أهالي القرية وخارجها كأهالي سماهيج والمحرق وقلالي والحد والبسيتين وخارج محافظة المحرق ايضا، ريا مصيف متكامل حيث الطبيعة الخلابة التي تتمثل في تدفق المياه العذبة وثمة العيون الطبيعية يشرف عليها في الشمال البحر ويزيد في طبيعتها اذ ان هنالك (كواكب) في البحر وهي عبارة عن آبار صغيرة ينبع منها الماء البارد الزلال وهذه الآبار يستفيد منها السياح والزوار في حالة الجزر ويشربون منها ويملؤون قربهم ايضا من هذا الماء الصافي، ويستمتع السواح بالسباحة في البحر وبعد ذلك الماء العذب داخل المزرعة.

ومن الطبيعة الخلابة وهي كانت ملفى لأنواع الطيور وأثناء تواجدك فيها تسمع تغاريدهم وزقازقهم ونعيقهم وهذا مما يزيد طبيعة مزرعة ريا حسنا وجمالا.

وبعد أيام قلائل ستكون مزرعة ريا ذكرى من الماضي والعيون التي شيدها وبناها الأجداد، إلى الآن مازالت باقية في انتظار الطمر كسابقتها في وطننا الغالي، كنا نتمنى تطويرها وتحديثها وفتحها للزوار السائحين وإعادة رونقها ونظارتها كما كانت عليه سابقاً، لكن مع الأسف الشديد فوجئنا بهذا المشروع الاستثماري ووأد الجنة الجميلة والماضي الجميل.

مصطفى الخوخي


بابا... متى تشتري لنا هاموراً؟

بابا متى تشتري لنا هاموراً؟ إنني أسمع زميلي في الصف أن أباه يشتري لهم كل شهر هاموراً، فمتى تشتري لنا الهامور؟

سمعت وسمع غيري هذه الأيام مناداة الأطفال وإلحاحهم على آبائهم يطالبونهم بالهامور ولكن كيف؟ كيف يمكن لرب الأسرة شراءه وقد صار سعره سعر أونصة الذهب؟ أو كيف يمكن أن يقدمه في قائمته اليومية على الأدوية أو السلع الضرورية كالمدرسية والبيتية والمعيشية وقطع غيار السيارة وما السلع الرمضانية حارقة المحافظ إلا على الأبواب؟

إنني أعرف أفراد أسر كثيرة، تتمنى أن تشتري هاموراً لأبنائها، لكن كيف تغامر على ذلك وقد صار سعره 20 ديناراً بثلاثة كيلوات؟ رغم أنه كان يوماً ما متوفر ومن أفضل الأطباق البحرينية قاطبة التي تقدم فوق السفرة، إلا أننا فقدناه أو بالأحرى صار سعره سعر الذهب لا يقوى على أكله الميسورون فكيف بالفقراء مع العلم أن دول الخليج تكثر فيه أسماك الهامور، إلا أن هامور البحرين مختلف ولايزال متربعاً الصدارة ومن أفضلهم جودة وطعماً على بقية الأسماك كالشعري والصافي والكنعد، في السابق لقد كثرت وتنوعت طريقة اصطياده أما لفاحاً كما يعبر عنه الصيادون أو الجزازيف أو بالشباك أو بالقراقير بدليل يعني أن الهوامير كانت موجودة بكثرة، إلا أنه في السنوات العشر الأخيرة اختفى من محلات أو مضاعن صيده بسبب عمليات الهدم الجشعة التي طالت بيوته وبيوت بقية الأسماك ودفان أراض كبيرة من البحر، إضافة إلى ذلك والأخطر من ذا وذاك إقدام واحتكارالمطاعم الكبيرة الفخمة والفنادق الكبرى كميات كبيرة يومياً من الأسواق لتخزنه في ثلاجاتها لتقدمه أطباقاً خاصة مربحة تقدر بعشرة دنانير أو أكثر للقطعة الواحدة منه لعملائها ونزلائها، وبذلك ارتفعت أسعاره عن ذي قبل حتى صار سعر الكيلو للمستهلك عشرة دنانير للكيلو، ما يعني أنك تستطيع أن تشتري بدلاً منه 5 كيلو أو أكثر من سمك الصافي، والسؤال المهم وهو إلى متى يظل سعر الهامور مرعباً ومخيفاً؟

أليس من الأحرى بوزارة التجارة التحكم في سعره أو على الأقل توقف ارتفاع أسعاره الذي صار كسعر الوقود بدلاً من ترك الناس والمستهلكين تحت رحمة شباك و «ميادير» الصيادين والجزافين. أحد أصدقائي كان من البحارة القدامى و من محبي الهوامير يقول كلما ذكروا لي سعر سمك الهامور زادت نبضات قلبي فرحاً وألماً لقد استبشرت خيراً حينما قرأت كما قرأ غيري يوماً ما عن عزم قيام شركات كبرى استثمارية صينية وبحرينية وغيرها تقدر بملايين الدولارات إنشاء بيوت للهوامير واستزراعهم لصالح الشعب البحريني ومن ثم إنتاج 75 طناً شهرياً من سمك «الكنج». خلف حجير رجل الأعمال والمستثمر قال أيضاً إن مجموعة من المستثمرين البحرينيين والصينيين يعملون على إنشاء مشروع للاستزراع السمكي في مملكة البحرين يهدف إلى إنتاج 75 طناً شهرياً من سمك الهامور، إلى جانب إنشاء مصانع مكملة باستثمارات... فمتى ترى هذه الشركة النور وتباشر عملها؟ وتوفر هوامير بأسعار معقولة فمتى ذلك؟

مهدي خليل

العدد 4662 - الجمعة 12 يونيو 2015م الموافق 25 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً