دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إلى استقبال شهر رمضان بالمحاسبة والتوبة، والندم على ما فات من التقصير، معتبراً أن شهر رمضان خطوة نحو التغيير، ونقطة رجوع إلى الله وعودة إلى حماه.
وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (12 يونيو/ حزيران 2015): «إن الواجب علينا جميعاً أن نتقي الله عزّ وجل، ونتخذ من استقبال شهرنا موقف محاسبة وتوبة، ونقطة رجوع إلى الله وعودة إلى حماه، فمن كان تاركًاً للصلاة فليتب، ومن كان عاصياً لله فلينب، ليهتم كل أب ببيته وتربية أبنائه على تعاليم الإسلام، فإنه سيموت وحده، ويبعث وحده، ويحاسب على ما قدمت يداه، ليكن كل إنسان منا مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، وليجعل من نفسه مشعل خير في أهل بيته وحيّه ومن حوله، وفي وطنه، لنكن أمة واحدة كما أراد الله منا».
وذكر أن «سنة الله تعالى في خلقه، حياة ثم ممات، وحكمته في كونه، قدوم وفوات، واقتضت فطرة الله عز وجل على بني البشر النقص والهفوات، والتقصير في أداء التكاليف والواجبات، ولهذا شرع سبحانه وتعالى، مواسم تمسح الذنوب والآفات، وتغسل الزلات، وتزيل العثرات، مواسم تزيد في الحسنات، ويمحو الله بها الكثير من السيئات، ومن تلكم المواسم ، شهر رمضان المبارك، الذي ينتظر قدومه المسلمون بكل لهف، ويتأمله المؤمنون بكل شغف، وما هي إلا أيام قلائل، ويحل هذا الضيف بيننا، فمرحباً بشهر رمضان المبارك، فهكذا تُطوى الليالي والأيام، وتتقلص الأعداد والأرقام، وتنصرم الشهور والأعوام، والناس قسمان، قسم قضى نحبه، مرتهن بعمله، حسابه على ربه، وقسم ينتظر...».
وتساءل «كم من الناس من ينتظر شهر رمضان بلهفة وشوق، لينهل من بركاته، ويغترف من خيراته، فهو المعين الدافق، والنهر الخافق، وهو شهر النفحات والرحمات الربانية، وما أحوجنا إليها في زمن ضعف فيه الإيمان، وفسدت فيه الكثير من القيم والأخلاق، وقست القلوب، وزاد القلق والهموم والغموم، وكثرت الهواجس، وضعف اليقين بما عند الله وما أعده لعباده، فما أحوجنا لهذه النفحات الربانية».
ورأى القطان أن «بلوغ رمضان، لنعمة كبرى، ومنة عظمى، يقدرها حق قدرها، الصالحون المشمرون، فواجب على كل مسلم ومسلمة منَّ الله عليه ببلوغ شهر رمضان، أن يغتنم الفرصة، ويقطف الثمرة، فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة، وندامة لا تعدلها ندامة، فقد كان النبي (ص) يبشر أصحابه بقدوم رمضان، تهيئةً لنفوسهم، وشحذاً لهممهم».
وأضاف «هذا رمضان مقبل علينا بعد أيام قليلة، فأقبلوا عليه، وخذوا منه الصحة لأجسامكم، والسمو لأرواحكم، والعظمة لنفوسكم، والقوة لأجسادكم، والبذل والفضل، والكرم والعفو والتسامح والصدق، لتسمو أخلاقكم، فرمضان فرصة لتربية النفس في هذه الجوانب، لتستقيم طوال العام، ومن لم يدرك هذه الحقائق الربانية، فقد يخسر، وأية خسارة أعظم من السقوط من عين الله ورعايته ورحمته».
وأكد أن «رمضان فرصة للتوبة النصوح، والندم على ما فات من التقصير، والعزم على عدم العودة إلى الذنوب والمعاصي والآثام، فالتوبة إليه والتضرع بين يديه من أهم الأعمال في شهر رمضان، فكلنا والله ذوو خطأ، وكلنا ذاك المذنب، والخطأ من طبيعة البشر، والمعصوم من عصمه الله سبحانه وتعالى، والكمال لصاحب الكمال سبحانه، وكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون».
وأوضح أن «من أعظم الأمور المعينة على التوبة، أن يستحضر العبد سعة رحمة الله سبحانه وتعالى»، مشيراً إلى أن «رمضان المبارك خطوة نحو التغيير لمن هجر قراءة القرآن الكريم، وتدبر أحكامه والعمل بما فيه، فينبغي للمسلم أن يحدد لنفسه ورداً معيناً يحافظ عليه في كل يوم، فيربي نفسه، ويزكي أخلاقه، ويعرف مكانه من الله».
ودعا القطان إلى أن يكون «رمضان هذا العام، مختلفاً عن كل عام، فنؤدي فيه الصيام بشروطه وأحكامه وآدابه، ونعزم فيه على التوبة من الذنوب والمعاصي، ونرد فيه الحقوق والمظالم إلى أهلها، ونستغل أوقاته بالصلاة والقيام وصلاة التراويح والذكر والدعاء والصدقة وقراءة القرآن، ولنقم فيه بإصلاح ما فسد من العلاقات فيما بيننا، بين الأخ وأخيه، والجار وجاره، والصديق وصديقه، والقريب وقريبه، ولنصل أرحامنا، وعلينا أن نجعل من رمضان نقطة لتزكية نفوسنا، وتهذيبها بالأخلاق، وعلينا القيام بواجباتنا ومسئولياتنا على أكمل وجه، ولنتراحم فيما بيننا، فيعطف الكبير على الصغير، والغني على الفقير، ويرحم القوي الضعيف».
وشدد على أنه «آن لنا أن نقوم بهذه الأعمال، حتى يكتب سبحانه وتعالى لنا الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة، ولكي ينظر إلينا سبحانه وتعالى برحمته وعفوه، فيرفع عنا كل شر ومكروه وبلاء... فلنستعد بنية خالصة لوجه الحي القيوم، ولنستبشر ولنفرح بمواسم العبادات والطاعات، لما فيها من الفضائل والمنح والهبات».
وأضاف «لقد أظلنا زمان شهر رمضان المبارك، كنّا قد وعدنا أنفسنا قبله أعواماً ومواسم، بالتوبة والعمل الصالح، ولعل بعضنا قد أمَّل وسوَّف وقصَّر، فها هو قد مدَّ له في أجله، وأخّر وأمهل، حتى قرب من شهر رمضان، فماذا عساه بعد هذا أن يفعل؟! نسأل الله تعالى أن يبلغنا بمنه وفضله هذا الشهر الكريم بالصحة والعافية والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحبه ويرضاه».
وقال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي: «يا أسير الذنوب والشهوات، هذا شهر التوبة، يا عاكفاً على المعاصي والمحرمات، هذا شهر الطاعة، يا مدمن الغيبة والنميمة والنظر والاستماع إلى ما حرم الله، هذا شهر الرجوع إلى الله، يا آكل الربا، يا متعاملاً بالرشوة وآكلاً أموال الناس بالباطل، يا سارقاً ومختلساً من الأموال العامة والخاصة، يا شارباً للخمر ويا متعاطياً للمخدرات، ويا عابثاً بأعراض الناس، ويا مسيئاً لوطنه ومزعزعاً لأمنه واستقراره، هذا شهر الأوبة والإنابة، هذا شهر صوم الجوارح وصونها عن كل ما يغضب الله، هذا شهر القرآن فاتلوه، هذا شهر الغفران فاطلبوه، هذا شهر الصيام والقيام والبر والإحسان فافعلوه».
العدد 4662 - الجمعة 12 يونيو 2015م الموافق 25 شعبان 1436هـ
ممكن
ممكن ياشيخ تنصح الداخليه الى تقمع الناس فى شهر رمضان وهم صيام ان يكفوا عن قمعهم الناس الابرياء ارجوا ان تتطرق لهادا الموضوع لانه ادى الابرياء المسلمون وان يتركوا عنهم ادية البشر ترى هاده مايرضى الله الله اخلص شعبى من الغازات السامة