سألتني إحداهن... ابني، هل هو متخلف عقليّاً؟
وكانت إجابتي ببساطة... هو مختلف في طريقة تفكيره؟
نفس الحروف تكررت واختلف المعنى كثيراً... واختلف التأثير...
رغم أن كثيراً من المصطلحات العلمية قد تغيرت على مستوى العالم والخاصة بالمشكلات النفسية والتعليمية والسلوكية إلا أننا وللأسف الشديد لازلنا نستخدم القديم منها (حتى على مستوى المتخصصين في المجال) .
وبالتالي فإن الفكرة النمطية عن المشكلة أو التأخر في قدرة ما أو وجود اضطراب ما خاصة في مرحلة الطفولة كان كما كان، ويصعب تغييره.
ولأعطي مثالاً هنا وباختصار في حدود هذه المساحة المختصرة... ولأذكر هنا اضطراب التوحد فمنذ ما يقارب العشر سنوات ظهر هذا المصطلح في الدول الخليجية وعانت ولاتزال تعاني منه الكثير من الأسر... والمشكلة أمست وكأن الزمن وقف لدينا عند هذا الحد فأمست كلمة طفل توحدي صاعقة تصيب الأهل، وذلك لأننا مازلنا متمسكين بالكلمات الكلاسيكية كالتوحد بأشد درجاته فمن الممكن أن تظهر لدى كل طفل مجموعة مختلفة من الأعراض. ولكن هناك علامات عامة يشترك فيها كثير من الأطفال الذين يجري تشخيص حالتهم في وقت لاحق. إلا أن وجود بعض هذه العلامات لا يعني بالضرورة أن الطفل مصاب بالتوحد. وقد ظهرت في الفترة الأخيرة درجات وأطياف مختلفة من هذا الاضطراب وتشمل اضطراب التوحد، متلازمة أسبرجر، متلازمة ريت، اضطراب الانتكاس الطفولي، الاضطراب النمائي الشامل - غير المحدد.
ولكل اضطراب منهم درجات في الشدة وطرق في التعامل، ونقاط قوة وضعف يجب ملاحظتها والعمل عليها وذلك للحصول على أفضل النتائج للتعامل مع هذ الطفل.
كما أنه في وقت من الأوقات كان الاعتقاد السائد أن التوحد رد فعل نفسي لتصرفات أحد الوالدين أو كلاهما، وخاصة عندما يكون الوالدان باردان في تعاملهما أو منعزلين غير ودودين أو من كان لديهم مشاكل نفسية أو انفصام في الشخصية ولكن الحقيقة أن الوالدين مهما كان تعاملهما مع الطفل ومهما كانت حالتهم النفسية ليسوا سبباً في حدوث التوحد.
هنا لا بد من التنويه أن الوالدين والعائلة يلعبون دوراً رئيسياً وأساسياً في تطور الطفل المتوحد وزيادة اكتسابه للمهارات الفكرية والسلوكية، فالعائلة هي المدرسة الرئيسة في تدريبه وتعليمه، ويمكنهم وضعه في مستوى فكري ونفسي أرقى و أفضل.
فاطمة _ السيكولجست:- لكل أم مهما قالوا عن طفلك فهو مختلف وليس متخلف.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"العدد 4661 - الخميس 11 يونيو 2015م الموافق 24 شعبان 1436هـ
ام هادي
شكرا جزيلا على المقال استاذة فاطمة
المشكلة في الأم
كمعلم أواجه مشكلة مع أولياء الأمور وبالخصوص الأمهات، حيث أنهم يعتقدون أن ابنهم غبي ومتخلف ولا يستطيع التعلم ويحلون هذا الوهم بحل الواجبات عنه وكأن المعلم لن يكتشف ذلك، وبعد التي والاتي يعترفون بأنهم يكتبون عنه والسبب أن ابنهم ما يعرف ومن الفئات الخاصة !! فأولياء الأمور هم من يتهمون أبناءهم بالتخلف إذا وجدوا أنه بطيء في التعلم أو أقل من أقرانه، لذلك عليكم بإقناع أولياء الأمور قبل المجتمع، فحتى لو وصف المجتمع الطفل بالتخلف فتأثير المجتمع لا يقارن بتأثير العائلة.
يعطيك ألف عافية
كل اسبوع موضوع متجدد تنتظره بفارغ الصبر !!! كل التقدير والشكر لشخصك وشخصيتك التي عرفناها من خلال هذه الصحيفة في كل جمعة .. مباركة .