عنصر أساسي من عناصر النظام الإيكولوجي للأرض، وسلامة المحيطات أمر بالغ الأهمية للحفاظ على سلامة الكوكب. فمن بين كل خمسة أشخاص يعيش شخصان اثنان على مسافات قريبة نسبياً من الشواطئ، ويعتمد ثلاثة من كل سبعة أشخاص على الموارد البحرية والساحلية في معيشتهم. وتنظم المحيطات المناخ وتعالج المغذيات من خلال الدورات الطبيعية، وتوفر في الوقت نفسه طائفة واسعة من الخدمات، منها الموارد الطبيعية والغذاء والوظائف التي تفيد البلايين من الناس.
وبالنظر إلى الأهمية البالغة للمحيطات بالنسبة لصحة كوكبنا ولرخاء الإنسان، فهي عنصر أساسي في رؤيتنا الناشئة للتنمية المستدامة، بما في ذلك المجموعة الجديدة من أهداف التنمية المستدامة التي يجري الآن إعدادها للاسترشاد بها في كفاح العالم ضد الفقر على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة.
ويطرح تغير المناخ تحدياً كبيراً يتهدّد صحة المحيطات وإنتاجيتها. والعلم واضح في هذا الصدد: لقد تسبب الإنسان في تغيرات للنظام المناخي ذات صلة باحترار المحيطات. فمستويات مياه البحار آخذة في الارتفاع، مع ما ينجم عن ذلك من آثار مدمرة على المجتمعات الضعيفة، لا سيما على من يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة النامية.
والمحيطات تمتص جزءًا كبيراً من انبعاثات غازات الدفيئة، ومن ثم تزايُد درجة حمضيتها. وأما النظم الإيكولوجية للمحيطات ففي تدهور. والشعاب المرجانية التي تغذّي الكثير من الأحياء البحرية عرضة للابيضاض، بل وحتى للموت بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
إن اليوم العالمي للمحيطات (5 يونيو/ حزيران من كل عام) فرصةٌ لنا لكي نوطد عزمنا على تقدير محيطاتنا ومواردها حق قدرها، وعلى حمايتها وإحيائها. وتسعى الحكومات هذا العام إلى اعتماد اتفاقات تاريخية عن تغير المناخ والقضاء على الفقر. ولكي تنجح في هذا المسعى يتعين أن تنظر في الدور الأساسي الذي تضطلع به محيطات العالم.
والمحيطات وإن كانت مترامية الأطراف فإن لها قدرة محدودة على تحمل ما يسببه البشر من أضرار. وفي هذه السنة التي يمكن أن تكون سنة فاصلة، يجب أن نلتزم باستخدام هبات المحيطات استخداماً سلمياً وفي إطار من الإنصاف والاستدامة على مدى أجيال قادمة.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 4661 - الخميس 11 يونيو 2015م الموافق 24 شعبان 1436هـ