أكدت أحدث دراسة من جامعة أكسفورد البريطانية أن قيادة سرب حمام الزاجل المتمرسة التي تمتلك روابط بينها وبين أفراد السرب، تحقق النجاح في عملية تحليقه في أعالي السماء. وعلى عكس ذلك، فإن قادة السرب «المترددين» يساهمون في تردي أداء السرب كله أثناء التحليق. كما نوهت الدراسة بدور القادة الصغار الذين يقودون مجموعات الحمام المتعددة الموجودة في وسط السرب، إذ يؤدي ذلك إلى ملاحة أفضل، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط يوم أمس الأربعاء ( 10يونيو/ حزيران 2015).

وقالت الجامعة في رسالة إلكترونية وصلت إلى «الشرق الأوسط» إن التنظيم الاجتماعي التراتبي، أي وجود رؤساء ومرؤوسين داخل سرب حمام الزاجل، مع وجود عدد من القادة ذوي الصلات الممتازة مع أفراد السرب يتيح للسرب التميز بدقة أعلى في التحليق، كما يتيح تصحيح بعض أخطاء التحليق لدى بعض الطيور المنفردة.

ونجح باحثون من الجامعة البريطانية وجمعية علوم الحيوان في لندن في تطوير «سرب طيور افتراضي» من حمام الزاجل بهدف اختبار كيفية تأثير الشبكات الاجتماعية المختلفة لأفراد الحمام على أداء عمليات ملاحة وتحليق أسرابها. وقد دققت عمليات المحاكاة في الكثير من الجوانب ابتداء من حالات انعدام وجود أي شبكة، أي إن كل فرد من أفراد السرب له علاقات بدرجة متساوية من القوة، أو وجود شبكات عشوائية، حيث توجد روابط أقوى بين أفراد الحمام من بعضها البعض، أو وجود شبكات تراتبية، فيها رؤساء ومرؤوسين.

وظهر أن الأسراب التراتبية التي يتتبع فيها واحد من الحمام حمامة أخرى فقط، وهو ما يسمح للمعلومات الانتقال بسرعة بين أفراد السرب بواسطة ما يسمى «سلسلة القيادة»، تؤدي مهمات طيرانها بدقة وتحليقها بشكل أفضل من باقي الأسراب. وأشرفت على الدراسة الدكتورة أندريا فلاك الباحثة في جامعة أكسفورد سابقا وفي معهد علوم الطيور في معهد ماكس بلانك الألماني حاليا، والدكتورة دورا بيرو من جامعة أكسفورد. وقالت بيرو: «لقد أظهرنا في السابق ولدى توظيف نظم الرصد الملاحية الدقيقة عبر الأقمار الصناعية لرصد تحليق الطيور، أن حمام الزاجل يمتلك روابط تراتبية منظمة من رؤساء ومرؤوسين، يشكل فيها أفراد السرب رابطة منظمة بين الرئيس والمرؤوس. أما في دراستنا الجديدة فقد وضعنا نموذجا رياضيا للبحث في مختلف أنواع الروابط بين أفراد السرب الواحد وتأثيراتها على أدائه».

ونشرت الدراسة هذا الأسبوع في مجلة «إنترفايس» الصادرة عن الجمعية الملكية البريطانية.