أكاد أجزم بأن 99.99 في المئة من طلاب وطالبات المدارس في البحرين، وربما في الوطن العربي كافة على اختلاف مراحلهم العمرية والدراسية هم متحمسون للإجازة الصيفية، وخصوصاً بعد فصلين دراسيين طويلين... ولكن لماذا نحن متحمسون؟!، وما الذي نتطلع لعمله خلال هذه الإجازة، ولم نكن نستطيع أن نقوم به خلال الفصلين الدراسيين؟!

أعلم جيداً بأن كثيراً من الطلاب قد لا يؤيدني الرأي، أنا معكم وبكل تأكيد بأن أجسادنا وعقولنا تحتاج إلى راحة والإجازة الصيفية تتكفل بذلك، ولكن هل الراحة ستأتينا بالنوم والسهر، أم كيف ستأتي الراحة؟!.

الكثير من الطلاب ولن أقول غالبيتهم متحمسون للإجازة ليقضوا الإجازة الطويلة التي ربما تمتد لمئة يوم أو أكثر بين سهر في الليل ونوم في النهار، وخصوصاً أن الإجازة الصيفية لهذا العام ستصادف بدايتها مع شهر رمضان المبارك، لذا فإن الكثيرين يخططون لقضائه بين سهر وسمر في المساء ونوم في النهار؟!

أمر مؤسف حقاً، إن كان غالبيتنا يفكر في قضاء 3000 ساعة (معدل تقريبي لساعات الإجازة) في السهر والنوم، والجلوس أمام شاشات التلفزيون، أو الحاسوب أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى... فما الإجازة لدى هؤلاء سوى ضياع للوقت وأثر سلبي على الصحة، وكسل وتراخٍ، ما يساهم بعد ذلك في خلق جيل متراخٍ وهش، وغير نافع.

الفراغ يا أصدقائي والذي يأتي مع الإجازة سيكون سيئاً أن لم تحسنوا استغلاله، فكما يقال: “إنّ الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسده”، لذا احرصوا جميعاً، بأن لا تضيعوا إجازتكم الطويلة هذه بين السهر والنوم واللعب، بل أحسنوا استغلالها بعدد من الأمور التي كانت الدراسة تشكل عائقاً لكم لعملها.

ويمكن شغل فراغ الإجازة وملؤه بأمور عدة منها:

- التسجيل في المراكز الصيفية المنتشرة في غالبية مناطق البحرين، أو التسجيل في الدورات التي تتسابق الصناديق الخيرية في مختلف القرى والمدن على توفيرها للطلاب.

- تنمية مواهبكم والعمل على صقلها وتطويرها.

- القراءة، فخير جليس في الزمان كتاب.

- ممارسة الرياضة، والعمل على تحسين صحتك.

- مساعدة الوالدين أو المقربين في بعض الأعمال المتراكمة طوال العام.

- الاهتمام بحديقة المنزل، وترتيبها.

هذا إضافة إلى العديد من الأمور التي يمكنك استغلال إجازتك فيها، وبالتالي لن يكون لديكم وقت فراغ يرخي أجسادكم وعقلكم... مع تمنياتي لكم أصدقائي بقضاء إجازة سعيدة، وكل عام وأنتم بخير.

مناهل