لدى تفضل سموه بوضع حجر الأساس لمشروع مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي الجديد للقلب، أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ، أن الحكومة لديها إستراتيجية لتدشين المزيد من المراكز الطبية المتخصصة وتطعيمها بأفضل الخبرات لتوسيع خيارات علاج المواطنين في البحرين وعدم تكبيدهم عناء ومشقة العلاج في الخارج .
فالحكومة عملت على الارتقاء بالمستوى الصحي والطبي عبر خدمات صحية وطبية متخصصة تقدم في مستشفيات ومراكز تمتلك تقنية حديثة ومتطورة وفق أعلى مستويات الجودة والمواصفات العالمية.
وقال سموه: "إن الارتقاء بالقطاع الصحي يحتل مكانًا متقدمًا في سلم أولويات الحكومة، إيمانا منها بأن المواطن البحريني يستحق أعلى درجات الرعاية خاصة وان نجاح عملية التنمية في تحقيق أهدافها يحتاج إلى مجتمع صحي قادر على تحقيق متطلبات النمو والازدهار".
وكان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء قد تفضل فشمل برعايته الكريمة صباح اليوم وضع حجر الأساس لبناء مشروع مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي الجديد للقلب بمدينة عوالي،حيث قدرت تكلفة بنائه بحوالي 40 مليون دينار، وسيستغرق بناؤه 36 شهرا على مساحة بناء تقدر بـ44الف متر مربع.
وبهذه المناسبة أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن مشروع مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي الجديد للقلب، يمثل قيمة مضافة للخدمات الصحية والعلاجية في مملكة البحرين، ومنارة صحية جديدة تجسد مدى التقدم الذي تشهده المملكة على صعيد الرعاية الصحية والطبية.
وأضاف سموه أن تطوير القطاع الصحي في المملكة يسير وفق استراتيجية تطمح إلى جعل البحرين مركزا إقليميا للرعاية الصحية والسياحة العلاجية بمستوى عالمي، يعزز من إسهام هذا القطاع كرافد للاقتصاد الوطني ويتيح خيارات متعددة للعلاج وفق أحدث الأنظمة العالمية.
وقال سموه إن "ضمان توفير أفضل سبل الرعاية الصحية والاجتماعية للمرضى، وتعزيز الصحة العامة للمجتمع، هو ما يدفع الحكومة لمواصلة جهودها في تبني مشروعات نوعية للحفاظ على استدامة الخدمات الصحية من خلال التوسع في إنشاء المراكز الطبية المتخصصة التي تعزز منظومة الرعاية المتكاملة وتوفر أحدث الأنظمة العلاجية للمرضى، وإن ما نهدف إليه هو زيادة المكاسب الصحية وتطوير نوعية وجودة الرعاية الصحية في مملكة البحرين".
وأعرب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عن شكره وتقديره لصندوق أبوظبي للتنمية لتمويله المشروع ضمن برنامج الدعم الخليجي، منوها بالدور الحيوي والفعال الذي يقوم به الصندوق في دعم جهود التنمية من خلال التمويل والاستثمار في مشروعات تنموية وحضارية متعددة أسهمت في تعزيز جهود التنمية المستدامة في العديد من البلدان مما كان لها الأثر الهام والكبير في تعزيز النماء والازدهار في تلك الدول.
كما أعرب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عن خالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا على مواقفها الداعمة والمساندة لمملكة البحرين، مؤكدا سموه أن ذلك ليس بمستغرب من الأشقاء في دولة الإمارات في ظل ما يربط بين البلدين والشعبين من علاقات أخوة ومحبة تعززها مساعي قيادتي البلدين لتوطيد هذه العلاقات والوصول بها إلى ما يلبي طموحات الشعبين.
وتوجه سموه بالشكر إلى كافة القائمين على مشروع مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب من أطباء واستشاريين وإداريين وفنيين على جهودهم وما اسهموا به من عمل في وضع اللبنات الأولى للمركز، متمنيا سموه لهم مزيدا من النجاح والتوفيق.
وكان الحفل قد بدأ بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم ألقى رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة كلمة أعرب فيها عن خالص الشكر والتقدير والعرفان لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر والقيادة على الاهتمام والمتابعة الدائمة والحثيثة للمشاريع الصحية بما يسهم في تجسيد أهداف التنمية البشرية المستدامة.
وقال: "إن مشروع مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب الجديد بمدينة عوالي كان حُلماً لسنوات طويلة، وأن الحٌلم يتحقق اليوم، بفضل الله سبحانه، ثم بتوجيهات سمو رئيس الوزراء الكريمة في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه".
وأشار إلى أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء له الفضل في التوجيه بإنشاء هذا المشروع، حيث وجه سموه برأيه السديد ونظرته الثاقبة المسؤولين من الأطباء والمهندسين المشرفين إلى وضع متطلبات المشروع وتصميمه، منوها إلى أن اهتمام سموه الشخصي كان هو الدافع والمحرك لبداية التخطيط للمشروع.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للصحة أنّ مشروع مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب بعوالي يُعد نقلة وإضافة نوعية لتشخيص وعلاج أمراض القلب بمملكة البحرين، حيث باتت الحاجة ماسة لتوسعة المركز الحالي الموجود بالمستشفى العسكري كونه يستقبل كثير من الحالات من داخل وخارج مملكة البحرين، إضافة للخدمات الطبية والعلاجية والإدارية المتميزة التي يقدمها المركز على مستوى دول الخليج العربي.
وأشار إلى أن المركز الجديد يشتمل على العيادات الخارجية وقسم الأشعة والتصوير والصيدلية والعلاج الطبيعي وقسم التعقيم والطوارئ والإدارة، إضافة إلى المواقف والخدمات الأخرى في الطابق الأرضي، أما الطابق الثاني فسيحتوي غرف العمليات والعناية القصوى والمختبر، كما يحتوي على الأجنحة المختلفة للرجال والنساء والأطفال والقسم الخاص في الطوابق الرابع والخامس والسادس والسابع، مع إمكان التوسعة المستقبلية في مختلف الأقسام، حيث من المقرر افتتاحه في النصف الأول من عام 2018.
ونوه إلى أن المركز يحتوي على 148 سريراً حال الانتهاء من البناء مقارنةً بـ 68 سريراً في المركز الحالي، ومع بدء تشغيل هذا المركز، ومركز الأورام بمستشفى الملك حمد سيتم رفع نسبة عدد الأسرّة لعدد المرضى من (22) إلى (24) سريراً لكل (10) آلاف نسمة.
وأكد الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة أن الحكومة ومنذ بداية القرن الماضي أولت الخدمات الصحية أهمية كبرى وسعت لتطويرها لخدمة مواطنيها، وخير دليلٍ على ذلك المؤشرات الصحية في البحرين ومقارنتها بمثيلاتها في العالم، حيث يتوفر الآن في البحرين 2498 سرير و3475 طبيب و5627 ممرضة؛ وهو عدد جيد لتغطية احتياجات سكان مملكة البحرين البالغ تعدادهم حوالي 1,4 مليون نسمة.
وأشار إلى أن معدل الإنفاق الصحي السنوي على الفرد في البحرين يبلغ في المتوسط 426 دينارا للبحريني، و256 دينارا للأجنبي، تتحمل الحكومة أغلبها، وأن معدل الإنفاق المباشر للبحريني على الصحة لا يزيد عن 16% وهو معدل جيد، حيث أن المقبول دولياً هو20%.
ثم ألقى مساعد مدير الأشغال العسكرية ورئيس فريق العمل للمشروع العميد عبدالله راشد مندي التميمي كلمة عبر فيها عن جزيل الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على توجيهاته ومتابعته المستمرة وحرصه الدائم على خدمة الوطن و المواطن بالدرجة الأولى والتي أثمرت البدء في تنفيذ هذا المشروع الحيوي.
وقد عرض خلال الحفل فيلم وثائقي عن اهتمام صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بالقطاع الصحي والطبي في مملكة البحرين، وافتتاح سموه لعدة مشاريع حيوية في هذا المجال، فضلا عن ما سيتمتع به مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي الجديد للقلب من خدمات وعلاج متطور سيسهم في توفير العلاج لمرضى القلب في داخل البحرين وخارجها.
بعد ذلك قام صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بالإطلاع على مجسم للمشروع واستمع الى شرح من القائمين عليه حول مراحل تنفيذه ومرافقه والخدمات التي سيقدمها للمواطنين، ثم تفضل سموه بوضع حجر الأساس لمركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي الجديد للقلب.