ذهلنا، بل صعقنا، بالخبر الذي بثه الشيخ الدكتور النائب السابق جاسم السعيدي على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، بأنه تم إيقافه عن الخطابة في جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى.
لقد أضاعوك «وأي فتى أضاعوا»، فمن للوحدة الإسلامية بعدك يا شيخ الوحدة الإسلامية، ومن للتسامح يا رجل التسامح والإنسانية، ومن لنا بعدك، وقد حرمنا من طلتك البهية قسراً في البرلمان سابقاً، وهانحن الآن سنعيش ألم الفراق الصعب مجدّداً برحليك عن المنبر والخطابة في يوم الجمعة.
كيف لنا الآن أن ننهل من فيض كلماتك الفياضة بالحب والتسامح والاحترام لكافة طوائف البحرين، كيف سنتعلم منك بعد الآن معنى الإنسانية التي لا حدود لها، وأنت محروم من الخطابة على منابر المسلمين؟
نحن مصدومون، لأننا لا نعلم سبباً واحداً يدعو وزارة العدل والأوقاف والشئون الإسلامية إلى اتخاذ هذا القرار حتى ولو كان مؤقتاً، تجاه شيخ التنوير والتسامح والتعايش والوسطية والإنسانية والحب والاحترام.
قلوبنا تعيش منذ اليوم لوعة الفراق على رحيلك من الخطابة، خصوصاً أنك كنت تحيي القلوب بكلماتك العذبة الحانية الرقيقة التي تجري مجرى السحر في الأنفس والتي حرصت فيها أن تجمع البحرينيين ولا تفرّقهم، وتحبّبهم في بعضهم البعض ولا تنفّرهم، وتغرس فيهم قيم الحب بدل الكراهية والبغضاء.
إذا كان من لقبٍ تستحقه عن جدارة واستحقاق، فأنت شيخ الحب والوسطية والاعتدال، بل أنت شيخ الوحدة الوطنية في البحرين والمدافع الأكبر عن حقّ كل بحريني في الكرامة والعدالة والإنصاف.
لقد كانت كلماتك يوم الجمعة في جامع النصف في مدينة عيسى التي تجمع أهلها من الطائفتين الكريمتين، نبراساً يضيء لكل البحرينيين طريق الاحترام للآخر ورفض الطائفية المقيتة التي يسعى زبالة المجتمعات إلى بثها في الناس، ولكن خاب مسعاهم بوجودك يا من تنشر السلام والوئام والحب دائماً على كل البحرينيين.
تعلمنا منك أن التسامح والحب هو أقوى سلاح نواجه به أولئك الظلاميين المنحطين الذين يبيعون للناس حطب جهنم. تعلّمنا من كلماتك وخطبك أن مصير الطائفيين سيكون مزبلة التاريخ، وأن كل أولئك الطائفيين والحاقدين على الناس سيتم التخلص منهم ورميهم بعد أن تحترق أوراقهم عاجلاً أو آجلاً.
قلت في تغريدتك بعد نشرك لخبر إيقافك عن الخطابة: «(هل جزاءُ الإحسانِ إِلا الإِحسانُ)»، نعم كيف تم نسيان سيفك البتار المشهور في دوار الساعة غير خائف من قانون ولا شرطة ولا داخلية ولا نظام، وكيف تم نسيان دفاعك «الأبلج» عن الحق في البرلمان سنواتٍ طوالا، وكيف تم نسيان خطبك التي كنت تجمع فيها الناس ولا تفرّقهم. أهذا جزاء الإحسان؟ ولكن صدّقني يا شيخ، أمثالك من الخيرين جزاؤهم الأوفى سيكون يوم الحساب لأنك ستقف أمام عادل لا يظلم، ولا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فاطمئن ونم قرير العين يا شيخ!
إذا كانوا قد أغلقوا باب جامع عنك، فأبواب جوامع ومساجد سترة كلها مفتوحة لك، كيف لا وأنت الذي كنت تساعد أيتامهم، وأنت الذي لو ترشّحت في سترة لفزت فيها، هم ونحن بانتظارك يا شيخ الحب.
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 4659 - الثلثاء 09 يونيو 2015م الموافق 22 شعبان 1436هـ
لا تعليق ألا
ههههههههههه ترى لازم توضح أخاف يصدقون
قووووووووووية
ودي أصدق
سترة بإنتظاره
ههههههههههههههههههه الخوفه يصدق