أعلنت الحكومة السودانية، أمس السبت (6 يونيو/ حزيران2015)، عن انتهاء عملية اختطاف اثنين من الطيارين الروس، كانا قد اختطفا أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، في إحدى ولايات دارفور وتم نقل المختطفين إلى الخرطوم تمهيدًا لترحيلهما إلى موسكو، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (7 يونيو/ حزيران 2015).
وكانت مجموعة مسلحة مجهولة قد اختطفت الطيارين الروسيين الفذين اللذين كانا يعملان لصالح إحدى الشركات المتعاقدة مع بعثة حفظ السلام المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد)، وجرت عملية الاختطاف في زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، وأجبرتهما على الهبوط من سيارة نقل كانا يستقلانها.
وجرى استقبال الطياريَن في الخرطوم بحضور مسؤولين من جهاز الأمن السوداني والسفير الروسي لدى الخرطوم، اميراجاث شيربنسكي، الذي قال إن عملية تحرير الطيارين اكتملت «دون دفع فدية، وكانت خالية من العنف»، مشيرًا إلى نقلهما إلى المستشفى لإخضاعهما لفحص طبي للتأكد من حالتهما الصحية.
ومن جهته، قال والي ولاية وسط دارفور، جعفر عبد الحكم، في المؤتمر الصحافي الذي عقد في مطار الخرطوم، إن «الطياريَن كانا يعملان في شركة متعاقدة مع بعثة (اليوناميد) وتم اختطافهما في 29 يناير الماضي، من داخل مدينة زالنجي». وأضاف أن «إطلاق سراحهما جاء عبر تنسيق بين الأجهزة الأمنية»، مؤكدًا أن «وراء الاختطاف مطامع مالية حيث طالبت المجموعة الخاطفة فدية مالية»، وأن حكومته رفضت ذلك حتى لا تصبح سُنة يتبعها الآخرون.
ومن جانبه، قال ممثل جهاز الأمن والمخابرات السودانية، تاج السر عثمان، إن «عملية تحرير الطياريَن تمت، مساء أول من أمس (الجمعة)، وتم ترحيلهما، صباح أمس، من دارفور إلى الخرطوم جوًا»، مشيرًا إلى أن «جهاز الأمن ظل مهتمًا، وشكل غرفة للمتابعة وقام بالتنسيق مع السفارة الروسية في الخرطوم». وقال إن «المجموعة المختطفة كانت في منطقة نائية بين ولايتي شمال ووسط دارفور».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، علي الصادق، إن «الأجهزة الأمنية المختصة نجحت في الساعات الأولى من صباح أول من أمس، من إطلاق سراح الروسيين اللذين اختطفتهما جماعة متفلتة منذ أواخر يناير الماضي». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية شكلت غرفة مختصة وعالجت الأمر بروية وبحذر حفاظًا على أرواح الرهائن»، مشيدًا بموقف الحكومة الروسية لتفهمها التعقيدات للأوضاع. وقال إن «كل تلك الجهود مكنت من إنهاء عملية الاختطاف بسلام ودون خسائر».
وأكدت وزارة الخارجية أن «حكومة السودان ستظل في كامل اليقظة والحرص على سلامة كل العاملين الأجانب في مختلف أرجاء البلاد، وستواصل جهودها لردع كل من تسول له نفسه التلاعب بأمن الوطن».