العدد 4656 - السبت 06 يونيو 2015م الموافق 19 شعبان 1436هـ

راضي يفقد السمع بعد تعرضه لحادث... وزوجته الصمّاء: تخطيتُ العوائق وانخرطتُ في المجتمع

سيما النواخذه - راضي علي
سيما النواخذه - راضي علي

شاء القدر أن تنقلب لعبة بين أخوين إلى حادث يؤدي إلى فقدان أحدهما قدرته على السمع والنطق بعد أن دفعه أخوه من على السطح ليسقط من ثلاثة طوابق ويدخل على إثر ذلك في غيبوبة لمدة عشرة أيام فقد على إثرها سمعه ونطقه، وشاء القدر أن يتزوج زوجته التي هي من الصم، وقد أسفر ذلك الزواج عن إنجاب طفلتين سليمتين.

راضي علي حاول التحدث، إلا أن مخارج الحروف لم تساعده على ذلك، مؤكداً أن لغة الإشارة هي لغته في التواصل مع غيره، وخصوصاً في ظل صعوبة استيعاب بعض الكلمات بسبب ثقل لسانه.

روى علي قصته إلى «الوسط» ودخوله إلى عالم الصم قائلاً: «كنت أبلغ من العمر ثلاث سنوات، عندما شاء القدر أن أصاب بحادث لتتغير حياتي بعد ذلك، فقد دخلت في غيبوبة لأيام استيقظت من بعدها محاولاً التحدث بعد ذلك، إلا أنني أحسست بثقل في اللسان واتضح أن مخارج الحروف تأثرت بسبب الحادث كما فقدت القدرة على السمع».

وأضاف: «التحقت بمركز مدينة عيسى للتأهيل، وهناك كانت المشرفة تقوم بوضع سماعة في أذني وكنت أشتكي من الألم، وكنت أتعرض للضرب كل ما حاولت إزالتها وبقيت على هذه الحالة لمدة أشهر حتى تم استبدال السماعة بواحدة أخرى تبلغ قيمتها 750 ديناراً، وكانت ذات جودة فبقيت معي لسنوات».

وتابع: «لم يشكل فقدان القدرة على السمع والنطق على حياتي، إذ حصلت على وظيفة في مجلس النواب، وكنت مراسلاً لفترة إلا أنني تمكنت بعد ذلك من التطور في العمل لأصبح أمين مكتب».

وأضاف: «أحياناً أحاول التحدث مع الزملاء في العمل، إلا أن مخارج الحروف تكون غير واضحة، لذا أفضل التحدث بلغة الإشارة حتى وإن كانت غير معروفة لديهم».

وأوضح علي أنه بعد حدوث خلل في السماعة التي كان يرتديها رفع خطاباً إلى المسئولين للحصول على واحدة أخرى، إلا أنه على رغم ذلك لم يحصل عليها حتى الآن، مؤكداً أن كل ما يطلبه هو توفير هذه السماعة ليتمكن من السماع.

أما زوجته سيما النواخذة فقد ولدت بين أخوات صم أيضاً، وكانت أخواتها الأصغر سناً يرافقنها إلى مركز التأهيل، كن يعشن مع بعض كصديقات وكانت لغة الشفاه والكتابة والقراءة هي اللغة المستخدمة بينهم.

وقالت النواخذة: «تعلمت في مركز التأهيل للمرحلة الإعدادية، ولعدم وجود مرحلة الثانوية العامة للصم، فقد درست الحاسوب لأربع سنوات، إذ رفضت أن أغلق الأبواب على نفسي مهما كانت العوائق التي تواجهني، إذ كنت أتغلب على العوائق، ونتيجة ذلك تمكنت الحصول على وظيفة كمحاضرة ومازلت أعمل في هذه الوظيفة منذ 12 عاماً».

وأضافت: «قد يعاني الأصم من عدم القدرة على مخاطبة من حوله، وخصوصاً أثناء زيارات الوزارات الخدمية كالصحة، فكثير من المشاكل تواجهني عند زيارة المركز الصحي، وبدأت هذه المشاكل عندما كنت حاملاً بابنتي فقد تم تحويلي إلى مستشفى السلمانية، في الوقت الذي كانت تصرف فيه الطبيبة الأدوية من دون أن يكون لي علم عن وضعي الصحي، على رغم أنني كنت أعاني من مشاكل حمل».

وتابعت: «مازالت هناك نظرة مستفزة إلى الصم فعندما أتكلم بلغة الإشارة سواء كنت في مركز صحي أو في أي مكان دائماً ما أرمق بنظرة وكأني مختلة عقلياً، بينما لغة الإشارة هي لغتي للتعبير عن نفسي، لماذا هذه النظرة، أنا لست معاقة، فأنا لا أختلف عن غيري، ما يميزني هو لغة الإشارة التي قد يفهمها العديد، إلا أن هذه لغتي وعلى الجميع تقبلها».

العدد 4656 - السبت 06 يونيو 2015م الموافق 19 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:55 ص

      مجتمع يدعي التطور

      مجتمع يعاني من الرجعيه و النظر الغير سويه ما مشكله المعاق بدنياً او عقلياً هل هو من اختار الي نفسه ان يكون في هاذه إلحاله ان الله سبحانه و تعالي اعلم بالخلق و أرزاقهم يجب علي الجميع احترام المعاق يوجد أشخاص ليس لديهم رحمه او ضمير ابسط الأمور المواقف المخصصة للمعاقين لا يتم احترام حقهم في المواقف و العقوبه يجب ان تكون رادعه لمن يستخدم المرافق الموضوعه للمعاقين بدون وجه حق

    • زائر 3 | 7:49 ص

      ليوفقكم الله ويحفظكم

      سدد الله خطاكم سيما وأخ علي ليرعاكم الله بحق محمد وآل محمد مهما كانت نظرة الناس لا تدعيها تكون عائق وحاجز يعيق دربك تخطي كل الصعوبات وستكونين في المقدمة أن شاء الله

    • زائر 2 | 5:34 ص

      تحية

      سيما الرائعة لا زلت اذكرك من أيام الثانوية
      انسانة مكافحه عظيمة
      ألف تحية لك

    • زائر 1 | 9:46 م

      الله يوفقك صديقتي

      انسانه مكافحه و واصلتى تعلمك الى الجامعه .اشجع حماستك وروحك القويه واسال الله لكم التوفيق

اقرأ ايضاً