استعرض المتمردون الحوثيون قوّتهم أمس السبت (6 يونيو/ حزيران 2015) بإطلاق صاروخ «سكود» على الأراضي السعودية قبل أيام من محادثات السلام المقرر عقدها في جنيف مع النظام المنفي المدعوم من السعودية.
وأطلق المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من العسكريين الذين بقوا موالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل فجر أمس صاروخ «سكود» على جنوب السعودية، المنطقة التي تعرضت لهجوم على جبهات عدة. إلا أن القوات السعودية اعترضت الصاروخ، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
ونقلت الوكالة بياناً صادراً عن قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، جاء فيه «في الساعة 2:45 من صباح السبت أطلقت ميليشيات الحوثي... صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط، وتم بحمد الله اعتراضه». وأسفرت معارك تلت هذا الهجوم عن مقتل أربعة عسكريين سعوديين بينهم ضابطان إضافة إلى «عشرات القتلى» في الجانب اليمني، حسبما أعلنت قيادة التحالف في بيان.
صنعاء، الرياض - أ ف ب، د ب أ
سجل النزاع في اليمن أمس السبت (6 يونيو/ حزيران 2015) تصعيداً جديداً مع هجمات واسعة النطاق للمتمردين الحوثيين على السعودية بعد أن كثف التحالف الدولي الذي تقوده الرياض الغارات الجوية التي تستهدفهم وذلك مع دنو موعد محادثات السلام المرتقبة في جنيف.
وأطلق المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من العسكريين الذين بقوا موالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل فجر أمس صاروخ «سكود» على جنوب السعودية المنطقة التي سبق وتعرضت أمس الأول (الجمعة) لهجوم على جبهات عدة.
والهجوم هو بحسب وسائل إعلامية سعودية الأول بهذا الحجم منذ بدء حملة الضربات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية على المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن.
وأسفرت المعارك التي تلت هذا الهجوم صباح أمس عن مقتل أربعة عسكريين سعوديين بينهم ضابطان إضافة إلى عشرات القتلى في الجانب اليمني، حسبما أعلنت قيادة التحالف في بيان.
وجاء في بيان لقيادة القوات المشتركة نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس): «تمكنت قواتنا المسلحة السعودية اليوم (أمس) من صد هجوم على عدة محاور بقطاع جيزان ونجران من الجانب اليمني اتضح أنه منسق ومخطط ومنفذ من قبل تشكيل للحرس الجمهوري التابع لقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وبمساندة من ميليشيات الحوثي».
وأكد الحوثيون إطلاق صاروخ «سكود» على «قاعدة الأمير خالد الجوية». وبحسب تصريح أدلى به متحدث عسكري لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» قال فيه إن «أبطال الجيش واللجان الشعبية اقتحموا موقع الرديف للمرة الثانية وتمكنوا من إحراق عدد من آلياته العسكرية فيما فر الجنود من الموقع».
وكانت طائرات قوات التحالف العربي بقيادة السعودية قصفت خلال الليلة قبل الماضية مواقع عسكرية عدة وكذلك مواقع للمتمردين في شمال اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء وأيضاً في الجنوب. واستهدفت الغارات مخازن للأسلحة والذخيرة في جبل نقم وفج عطان والنهدين وهي ثلاث تلال مطلة على صنعاء تعرضت لهجمات مراراً في السابق، وكذلك مقر قيادة القوات الخاصة ما أدى إلى انفجارات عنيفة هزت طوال الليلة قبل الماضية العاصمة صنعاء بحسب شهود عيان.
وكشف الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري، امتلاك المتمردين لما يقارب 300 صاروخ «سكود» إلا أنه قال إن قوات التحالف استطاعت «تدمير الكثير من صواريخ سكود كان يملكها نظام صالح».
وقال عسير في لقاء مع فضائية «العربية» أمس إن إطلاق «الحوثيين وميليشيات علي صالح صاروخاً واحداً بعد مضي 70 يوماً من بدء العمليات العسكرية اتجاه السعودية يدل على نجاح قوات التحالف في تدمير الكثير من الصواريخ التي يمتلكونها»، مؤكداً «عدم استبعاد قوات التحالف أن تعيد الميليشيات إطلاق صواريخ، وقوات الدفاع الجوي السعودي في أتم جاهزيتها للتصدي لهذه الصواريخ».
وأمس نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بياناً صادراً عن قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي بقيادة السعودية، جاء فيه «في الساعة 2:45 من صباح اليوم (أمس) أطلقت ميليشيات الحوثي و (الرئيس السابق) المخلوع علي عبدالله صالح صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط (جنوب غرب السعودية)، وتم بحمد الله اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بصاروخي باتريوت».
وأضاف البيان «أن القوات الجوية للتحالف بادرت، في الحال، بتدمير منصة إطلاق الصواريخ التي تم تحديد موقعها جنوب صعدة» معقل الحوثيين في شمال اليمن.
وإطلاق صاروخ «سكود» أمر نادر منذ بدء الضربات الجوية على اليمن، إذ أن قوات التحالف سيطرت منذ الأيام الأولى لعمليتها على المجال الجوي لليمن بعد أن قلصت قدرات الدفاعات الجوية واستهدفت مواقع إطلاق صواريخ «سكود».
ويأتي هذا التصعيد في وقت وافق الحوثيون أمس الأول (الجمعة) رسمياً على المشاركة في محادثات مع الحكومة في جنيف بمبادرة الأمم المتحدة في مسعى لإنهاء الحرب في هذا البلد الفقير.
وأكدت الأمم المتحدة أمس (السبت) في بيان أن محادثات السلام التي تتولى رعايتها بين الحكومة اليمنية والمتمردين ستعقد في جنيف في 14 يونيو الجاري.
وكرر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون «دعوته الملحة كل الأفرقاء في اليمن إلى بدء مشاورات بحسن نية وبدون شروط مسبقة بما فيه مصلحة الشعب اليمني» كما أضاف البيان في شأن المفاوضات الهادفة إلى وقف نزاع مستمر منذ أسابيع وأوقع أكثر من ألفي قتيل.
العدد 4656 - السبت 06 يونيو 2015م الموافق 19 شعبان 1436هـ
