العدد 4655 - الجمعة 05 يونيو 2015م الموافق 18 شعبان 1436هـ

مسرح الريف يستذكر سيرة مخرجه علي سلمان

خلال برنامجه للإمساك بذاكرة المسرح

المخرج على سلمان
المخرج على سلمان

يجترح مسرح الريف من بين الأنشطة المتعددة لنفسه برنامجاً ثقافياً يسرد من خلاله سيرة رواده محتفياً بهم وموثقاً مسيرتهم المسرحية، واختار من بين أعضائه المخضرمين الفنان والمخرج المسرحي المبدع علي سلمان ليبدأ به باكورة برنامج في استعراض ذاكرة المسرح والإمساك بجمرة الإبداع من خلاله.

في أمسية مسرحية ضافية بمقر مسرح الريف استعرض المخرج على سلمان مسيرته مع المسرح منذ عام 1975م مع مهرجانات الأندية حتى تأسيس مسرح الريف ومشاركاته في مختلف المهرجانات المسرحية وراح يسرد تجربته في المسرح متوقفاً مع مجموعة من المسرحيات التي أخرجها ونالت جوائز مختلفة وأحرزت قصب السبق في أكثر من مهرجان مسرحي، وذلك بحضور ورواد مسرح الريف، ومجموعة من الممثلين والمثقفين والمهتمين والأصدقاء.

عرض سلمان مسيرته مع المسرح فأشار إلى أنه شارك فيما ما يقارب من 30 مسرحية منذ ارتقائه خشبة المسرح عام 1975 منها مسرحية «باسمة والساحر، ومسرحية الأميرة والأطفال، وهي مسرحيات أطفال» بالإضافة إلى مسرحية صيف 75، والقاضي والسلطان، ومسرحية لعبة الدبابيس لسعد الله ونوس وغيرها.

وتحدث سلمان عن تجربته في مجموعة من المسرحيات مبتدئاً بمسرحية صيف 75 فأشار إلى أنها مسرحية تتمتع بالطابع الواقعي الا أن الفضاء المسرحي فيها أخذ حيزاً مميزاً حيث «استخدمت سعف النخيل بالإضاءة لتوجيه بعض مشاهدها للخدعة البصرية وقد أحرزت إعجاب الجمهور في ذلك الوقت.

أما عن تجربته في إخراج مسرحية الحلم الأسود فأشار إلى أنها مسرحية خيالية ستخدم فيها انعكاس الإضاءة على الماء بصور ألوان متعددة حيت أن صبغة الماء الموضوع في إناء المرآة أو الصور المشكلة أظهرت نوعاً مميزاً، وأضاف هي تجربة لم تكن متوفرة لنا في ذلك الوقت عام 1976 في مسارح الريف»

وحول مسرحية العطش والتي قدمها ضمن مهرجان البحرين المسرحي للأندية الوطنية عام 1988م أشار أنه استخدم عرض الحرب بصورة موزعة بين الفضاء المسرحي الداخلي والفضاء المسرحي على الخلفية البيضاء مضيفاً لهما الدخان مع احتراق البيوت بصورة شبه طبيعية مع صورة اختراق الطائرات في الفضاء المسرحي وقد تميزت هذه المسرحية بين جميع العروض وحصلت على المركز الأول.

ثم تطرق إلى مسرحية اللعبة وهي أيضاً ضمن مهرجان البحرين المسرحي للأندية الوطنية ولكن عام 1990 م فأشار إلى أنه اعتمد فيها على وضع الديكور بصورة مضخمة وبلونين فقط الأبيض والأسود ولكن بصورة التداخلات حيث «وضع الكاتب في أعلى يمين المسرح بضلال الشبكة المهترئة وبالإضاءة المسلطة بين ثقوب هذه الشبكة أما السلطان فمن عمق المسرح بصورة مفاجئة وبقية الشخصيات، ولكن الجديد في هذه المسرحية استخدام الإضاءة الزرقاء بصورة التفريغ من محتواها الواقعي واستخدمت في إكسسوارات الممثلين قرطاس الكرتون المقوى مما أعطى صورة جمالية، وقد حصلت هذه المسرحية على المركز الثاني.

أما عن مسرحية ملف صقرام وهذه المسرحية ضد احتلال صدام للكويت 1990م، والجديد فيها ملء فضاء المسرح بالحركة الموظفة، حيث أبرزت صور ضرب الأطفال وإلقائهم في الطرقات بمشهد بصري خادع إذ وظفت الدمى والأطفال الحقيقيين بملابس موحدة يخيل للمشاهد إلقاء الطفل الحقيقي بصورة طبيعية، وقد أشاد بهذه المسرحية الفنان الكويتي «عبدالحسين عبدالرضا» في زيارته للبحرين.

أما مسرحية المستنقع وهي التي قدمت ضمن مهرجان الريف المسرحي 1998م فالجديد فيها أنه لم يكن فيها ديكور ولا ملابس سوى قطع من القماش الملون الذي أغنى فعلاً عن الملابس والديكور حيث استخدمت القماش بصورة ديكور متعدد لمشاهد المسرحية بحيث تم توظيفه بصور وأشكال متنوعة وكذلك فقد اعتمدت ملابس الممثلين منه بصورة الحركة المستمرة كأن يتخذ من القماش ملابس في حركة الممثل أثناء معايشته للدور وأدائه له بصورة جمالية وقد تميزت هذه المسرحية بين جميع العروض وحصلت على المركز الأول.

وحول تجربته في مسرحية أوهام ضمن مهرجان الريف المسرحي 2000 وهي «مسرحية الممثل الواحد التي استغنيت فيها عن المؤثر الموسيقي التقليدي وأضفت في فضاء المسرحية الديكور معلقاً ومتحركاً بيد الممثل نفسه ومكوناً حلقة دائرية في منتصف المسرح ومربوط بها أوانٍ معدنية ( صواني) يستخدمهم الممثل في إصدار المؤثرات الموسيقية في توقيت وأماكن مرسومة بشكل جميل وتكوين ديكور المشهد بينما نرى خلفية المسرح السفينة الرمز الواقف الصامد وهو عبارة عن تكوين قماش أبيض يستمر صموده حتى نهاية المسرحية حيث يقع في نهايتها وهنا تشكل الإضاءة محوراً أساسياً للمسرحية، بحيث رسم الإضاءة بصورة المستقيمات المتقاطعة المسلطة على الديكور والممثل خدمة للحدث بنفسه وقد حازت على أفضل سنغرافيا.

أما على مستوى الكتابة والتأليف فعدد سلمان مجموعة من المسرحيات التي أبدعها للمسرح منها الحلم الأسود، البخيل، مختار المخاتير، القاضي والسلطان، الشحاذ، جمر الصقيع، فلة المسحورة، الجرة.

اختتم اللقاء بمجموعة من المداخلات المشيدة بالمخرج والفنان علي سلمان وبجهوده المسرحية ومشاركته في تأسيس مسرح الريف بل وقبل ذلك مع المهرجانات المسرحية التي تنظمها الأندية، خافظين الجميل له في رعاية الممثلين منذ نعومة أظفارهم، مع بعض التساؤلات عن سبب الانقطاع في بعض الفترات والذي رده سلمان إلى ظروف العمل وبعض الإحباطات، ولكن هذا الجيل يفتح أفق الأمل للعمل معه على الجديد دائماً وخصوصاً بعد تأسيس مسرح الريف وانطلاقته ومشاركته في المهرجانات المختلفة.

العدد 4655 - الجمعة 05 يونيو 2015م الموافق 18 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً