فيما تتركز الأنظار على نجوم خط الوسط والهجوم في برشلونة ويوفنتوس عشية نهائي دوري الأبطال، يجب أن لا يغيب عن الذهن الدور الكبير لحارسي المرمى في وصول الفريقين إلى النهائي. الشاب تير شتيغن في مواجهة المخضرم بوفون.
الحارس المخضرم جيانلويجي بوفون، المدافع عن عرين يوفنتوس الإيطالي، فاز بألقاب كثيرة يحلم بها أي حارس مرمى في العالم. ولكن لقب دوري أبطال أوروبا مازال ينقصه. والآن تبدو الفرصة سانحة كي ينتزع هذا اللقب عندما يلتقي مساء السبت في برلين فريقه يوفنتوس مع خصمه القوي برشلونة.
ولكن بالمقابل، يتطلع خصمه حارس برشلونة مارك –أندريه تير شتيغن إلى دخول التاريخ مع الفريق الكاتالوني– فهو يلعب موسمه الأول مع البارشا، بعد أن انتقل إليه مطلع الموسم الجاري قادما من بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني.
«الذهب العتيق» بوفون
موقعة برلين ستكون بمثابة صراع بين جيلين مختلفين، على صعيد حراسة المرمى. فعندما أصبح بوفون حارسا في الدوري الإيطالي مع فريق روما في العام 1995، كان تير شتيغن بعمر 4 أعوام فقط؛ يومها انضم تير شتيغن لصغار فريق بوروسيا مونشنغلادباخ في ألمانيا. ولكن على رغم فرق السنين (عمر بوفون اليوم 37 عاما، وتير شتيغن يبلغ 23 عاما) إلا أن كلا الحارسين يبدو قادرا على صنع الفارق في المباراة. يقول تير شتيغن: «نريد استكمال المسيرة، لذلك نحن ذاهبون إلى برلين من أجل العودة بذلك الشيء». وذلك الشيء الذي يتحدث عنه هو ما ينقص مجموعة الحارس الإيطالي من الكؤوس والألقاب.
بوفون الذي لعب 146 مباراة دولية مع منتخب بلاده، يعرف ملعب برلين جيدا. فعلى أرضه تحديدا توجت إيطاليا بلقب كأس العالم سنة 2006. وعدا ذلك حصد بوفون لقب الدوري الإيطالي مرات عديدة وكذلك الكأس المحلية (بمجموع 14 لقبا مع النادي)، إضافة لتتويجه بجائزة أحسن حارس في العالم لأعوام 4 مرات (2003، 2004، 2006، 2007). وتمتع بوفون بمديح دائم من الصحافة الإيطالية. لجماهير أطلقت عليه عدة تسميات، أشهرها: «بوفون المقدس»، و»سوبر جيجي».
المرة الوحيدة التي كان فيها بوفون قريبا من خطف لقب دوري أبطال أوروبا، كانت في العام 2003 عندما لعب اليوفي النهائي أمام مواطنه ميلان، ولكن الأخير فاز بركلات الترجيح. والآن يرى بوفون نفسه قريبا من ذلك مرة أخرى: «للأسف أمام فريق قوي. ومع ذلك سنبذل قصارى جهدنا لأن الظهور في النهائي أمر نادر». بوفون مازال يعتبر من أفضل حراس المرمى في العالم، على رغم بلوغ من العمر عتيا. ولكن ماذا عن خصمه تير شتيغن؟
الفتى الألماني وموسم رائع
يقول بوفون عن خصمه تير شتيغن: «لقد راقبته جيدا عندما كان في صفوف مونشنغلادباخ. إنه حارس رائع. يستحق الموقع الذي وصل له في نادٍ كبير».
الحارس الصاعد تير شتيغن، وبعد صعوبات البداية في الدوري الاسباني، عقب الانتقال من مونشنغلادباخ مطلع الموسم الجاري، يريد الآن استكمال موسم أول ممتاز، حصد فيه لقبه الأول مع النادي، عندما فاز برشلونة على بيلباو في نهائي كأس ملك إسبانيا. لأن لقب الدوري الذي أحرزه برشلونة لم يكن لتير شتيغن فيه دور، بسبب مبدأ المداورة في النادي بين الحارس الألماني (الذي مثل النادي في مسابقتي الكأس المحلية ودوري الأبطال القاري، فيما شارك كلاوديو برافو كحارس أساسي في مباريات الدوري). والجميع يركزون أنظارهم على حارسهم الذي سيلعب دورا حاسما في المباراة. وعن ذلك يقول تير شتيغن: «بالنسبة لي الأمر سيان، سواء فزنا بفضل هدف من ميسي أو بفضل تصدٍ رائع من قبلي. المهم هو أن نحرز اللقب». وإلى جانب قدراته الكبيرة في التصدي للكرات بقبضتيه، يتميز تير شتيغن بمهارة إضافية، وهي لعب الكرة بالقدمين بشكل جيد. زميله الخبير وأسطورة برشلونة زافي قال عن ذلك: «لم أكن أعرف تير شتيغن قبل قدومه إلى البارشا، ولكن يمكن أن يكون حارس برشلونة خلال الـ15 سنة القادمة. لم يسبق لي أن رأيت حارس مرمى يلعب الكرة بقدميه بشكل جيد مثله».
العدد 4655 - الجمعة 05 يونيو 2015م الموافق 18 شعبان 1436هـ