تحت عنوان: «إنهم أفضل من برامجكم التلفزيونية»، تحدّث الكاتب محمد عبدالله عن تهافت القنوات وانحدار مستوى برامجها وما تقدّمه إلى الناس، ونحن معه تماماً فيما ذهب اليه ونزيد بأن أحد النقاد كان يقول ان القنوات الفضائية صارت تتنافس مثل الراقصات في الملاهي، فإذا خلعت إحداهن قطعة من ملابسها، أرادت الأخرى منافستها فعرّت (........)!
غير أن المسألة كلها تنحصر في مقولة: «الجمهور يريد هكذا»، الشباب الذي يريد الثقافة والعلم والتنوير لن يتسمّرأمام قناة تقول له «مش حتقدر تغمّض عينيك»! أو قناة تبث أفلاماً متواصلة على مدار الساعة يطغى فيه الغث على السمين، أو قناة لا همّ لها إلا إثارة الفتن والإحن وبث الخلاف بين أبناء الدين الواحد.
المشكلة ليست في القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى كالصحافة وغيرها، والخلل ليس في طريقة تفكيرها وخططها ونهجها بقدر ما يكون في المشاهدين والقرّاء أنفسهم، أنت فقط، تتبع حجم الاتصالات الهاتفية التي ترد على برنامج فني يستضيف مطربة او ممثلاً لسؤالها عن آخر اغنية او سؤاله عما إذا كانت (قُبلته) تلك في فيلمه الأخير كانت حقيقية أم مفبركة!، أو انظر لعدد الزيارات التي تتردد على خبر يتحدث عن (فضيحة) لفنان أو فنانة، أو أن فلانة الممثلة انفصلت للمرة السابعة! او مقالاً دسماً عن الجنس!، ستجد كما هائلا من الذين طافوا وتجشّموا عناء التعليق على ذلك الخبر، في حين ان الأخبار العلمية مهجورة وغير ذات جذب، اما الأخبار السياسية فهي لا تستجلب سوى من لديه حقد او ثأر لدى طائفة من الناس ليفرغ غلّه بتعليق يكاد يشعل الصحيفة او الموقع!
الشباب لا يجد نفسه الا في برامج التسلية والترفيه والإثارة (غير البريئة)؛ لأن وسائل الإعلام في العالم العربي تتعمّد تضليل الشباب وتجهيلهم وتشجيعهم على التفاهة ببرامج وأفلام إثارة الغرائز والشهوات والعواطف سواء غرائز الجسم او النفس بحيث يصبح أكبر همّ الشباب أو (الشابّات) ان يشبعوا غرائزهم بأية وسيلة متاحة ويحققون أحلامهم بالحصول على فتاة تشبه (..........) أو تحصل الفتاة على شاب يشبه (.........)، وأن يصبح ذا مال أو جاه بالبحث عن اقصر الطرق و أسهلها.
قيل قديما إنه «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»، فلو لم تجد تلك القنوات الهزيلة جمهوراً ومشاهدين ومتواصلين، لكانت اغلقت مثل اي صحيفة او مجلة عندما لا تجد من يقرؤها، لكنها تجد العكس، فالشركات والمؤسسات التجارية لا تتوقف عن منحها عقود الاعلانات بحيث تجد أن 70 في المئة من وقت بثها مخصص للإعلانات.
ختاماً فإن القنوات التلفزيونية الرزينة والمحترمة والتي اتخذت منهج التوعية وبث المعرفة اصبحت قلة تعد على أصابع اليد مثلها مثل الصحف والمجلات، وهي قليلاً ما تصمد امام عاصفة المنافسة إذ تجد مثل هذه القنوات والصحف والمجلات تتناقص وتتلاشى بسبب شحّ الاعلانات وقلة الاقبال وضيق ذات اليد.
جابر علي
من المواقف الصعبة على الإنسان هي ما يعيشها في حالة انتظار خبر توظيف أو موافقة على أمر مهم يخصه ويتمنى أن يتحقق، فتراه في حالة غريبة وحرجة تذهب به الأفكار إلى مطبات متفارقة، فتجده دائم التفكير في ذلك الأمر الذي أقدم عليه وينتظر نتائجه، فمهما حاول تناسي الموضوع أو إبعاده عن تفكيره، فإنه لا يستطيع، هذه الحالة تكاد تكون متكررة على اختلاف صورها في حياة كل إنسان، وهي في حقيقة الأمر اختبار لمدى قدرة الشخص على الصبر والتمكن من تبريد الأعصاب.
إن هذا الشخص الذي يكون ضحية انتظار صعب يتلف أعصابه، وخاصة إذا كان الموضوع مصيريّاً، فيجد نفسه في منتهى الارتياح والسعادة في نهاية الأمر حتى يتحقق له ما تعب طويلاً في انتظاره وتشوق إلى حدوثه، وكأن كل شقائه في الانتظار لم يكن، فمن الخير له أن ينتظر مهما طال الانتظار.
فيا أخي القارئ عندما تتعرض ويصادفك هذا الموقف تفاءل بالخير قبل النتيجة واترك أمرك إلى الله فعود نفسك على مواجهة المتاعب، وكن قويا في اتخاذ قرارك ولا تترك للشيطان مجالاً أن يشغل بالك في وساوس لا نهاية لها.
صالح بن علي
الأخت مريم الشروقي تحدثت في أحد مقالاتها عن الفقراء تحت عنوان «يارك الله يا الفقير»، وفي بدء الحديث أوردت كلاماً منسوباً إلى الإمام علي (ع) يقول فيه: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»، وبرأيي المتواضع أستطيع القول إن الدول التي تنعم بالديمقراطية الحديثة، والتوزيع العادل للثروات بقدر الإمكان قد قتلت هذا الرجل الذي كناه الإمام بالفقر أو أنه في آخر أنفاسه، وخاصة في الدول الاسكندنافية، إذ من النادر أن نسمع عن مظاهرات احتجاجية وما شاكلها كالتي تخرج عند الدول التي لا تنعم بالديمقراطية.
فالمواطن هناك يعلم من أين تأتي الأموال، وكيف تصرف، وله كامل الحق في أن يثير أي تساؤل يخطر بباله له علاقة بالشأن العام في البلاد. وحتى من يمتلك كلباً فإن عليه أن يسجل هذا الكلب، ويدفع عنه رسوماً للبلدية؛ لأن الكلب يستخدم الحدائق العامة، والأرصفة للمشي مع صاحبه الذي من الواجب عليه البلاغ عن موت الكلب، وموعد موته، ومكان دفنه لكي يرفع عنه دفع الرسوم.
والعجيب والغريب أن الإسلام من خلال القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة يحث على مساعدة الفقراء والمحتاجين أكثر مما يحث فيه على الشعائر الدينية ولكن الاهتمام الإسلامي العام منصب على أداء الشعائر ذات العلاقة الخاصة بين الإنسان وربه، تاركاً المستحبات التي تكرر ذكرها ويجلها الله ورسوله ولها علاقة بالشئون العامة للمستوى المعيشي للمسلمين. ماذا لو جرى التركيز على مساعدة الفقير... هل يا ترى كان سيبقى فقير محتاج في منطقتنا لو قام الأثرياء بأداء ركن الزكاة سنوياً وتم إيصالها إلى المحتاجين الحقيقيين؟ ولماذا وعبر ألف وأربعمئة عام لم يتم التوصل إلى تنظيم محاسبة مالية شرعية يتم عن طريقها الاحتساب الصحيح للزكاة في عصرنا الحاضر؟ نعم لقد قتل الاسكندنافيون الفقر فيا ليتنا نحذو حذوهم.
عبدالعزيز علي حسين
العدد 4655 - الجمعة 05 يونيو 2015م الموافق 18 شعبان 1436هـ
مسكين
ادا الكلب ضال وليس له صاحب من يدفع عنه الضرائب
الكلب ضال والا مفلوت وامجوع
اراضي وش كبرها تتجي ناس تضيق على العباد