فقدت والدتها أولا بعد أن أصيبت بالسرطان نتيجة مضاعفات أدوية، لتفقد اثنتين من عائلتها، رأتهما واحدة تلو الأخرى كيف كان المرض يتسلل لجسدهما دون أن يحتضنهما أحد ليثقفهما بشأن هذا المرض. في الوقت الذي أكدت فيه المواطنة ابتسام الصايغ أن المريض بإمكانه التغلب على المرض في حال تم التوقف عن النظرة إلى الثقافة حول هذا المرض على أنها مرعبة.

وقالت الصايغ: «إن النفسية تلعب دوراً كبيراً في علاج المريض، إلا إننا في البحرين نفتقر إلى التشخيص في المرحلة الأولى، فالعديد من الأعراض قد يراها الطبيب عادية، إلا أنه مع تطورها يكتشف الأخير بأن المريض بمصاب بمرض السرطان وقد يكون في المراحل الأخيرة».

وأضافت قائلة «فقدت عددا من أفراد عائلتي بالمرض، وليس المرض هو الذي كان سبباً في وفاتهم، فالموت حق وقد يكون بأي شكل من الأشكال، إلا أنه أعتقد لو كان الدعم موجوداً لديهم لكانوا اليوم موجودين معي، إن ثقافة المرض مرعبة فقد يتعرض المريض إلى النصح إلا أنه قد تكون بطريقة غريبة، على رغم من أن السرطان ليس قاتلا، فالإنسان قد يتعرض لمضاعفات من مرض القلب أو السكري أو غيرها من الأمراض».

وتابعت «نحن بحاجة إلى دعم المرض نفسياً فهم يكفيهم ألم العلاج، فالعلاج المكثف وعدم وجود مكان تسوده الإيجابية لتقديم الدعم يؤثر عليهم نفسياً، في السابق كان لا يوجد احتواء إلى المريض ولا مصارحة له، نحن بحاجة إلى أن تتم مصارحته بالمضاعفات على أن يتم احتواؤه نفسياً في الوقت نفسه».

وأكدت الصايغ أن البحرين اليوم أصبحت بحاجة إلى إحصاءات لمعرفة عدد المرضى وأنواع السرطانات المصابين بها، موضحة أن هذه الدراسات قد تفيدنا مستقبلاً، لتقليص الأعداد وتوفير الأدوية النوعية لهم، مشيراً إلى أن دعمهم لا يقتصر على وزارة الصحة فقط، إذ إن هناك حاجة إلى إنشاء جمعية لناجين من السرطان، فالناجي عندما يلتقي بالمصاب يعطيه الأمل في الحياة لمحاربة المرض.