هي «درجة» يضعها المدرّس لك، قد ترفعك وقد تعصف بمعدّلك، هي درجة قد تجعلك سعيداً بما حقّقته أو حزيناً لما لم تحصل عليه وتظن بأنّه مستواك، وفي نهاية المطاف وبعد البكاء المرير والحزن الشديد، تعلم بأنّها ما هي إلاّ «درجة»، وأنّك أقوى منها، فالحياة لا تتوقّف عندما تشعر بالظلم، بل تستمر، فإمّا أنّك تواصل ما بدأته، أو تتوقّف وتنكسر، وبالطّبع شخصيتك هي مركز قيادتك، وهي ما تجعلك تقوى أو تضعف أمام التحدّيات.
أبناء البحرين يقدّمون الامتحانات اليوم، منهم من يدرس ويجتهد طوال العام، ويقدّم الامتحانات النهائية، ويطمح في حصوله على أعلى الدرجات، ومنهم من لم يتعب ولم يفتح كتاباً، وفي نهاية المطاف توضع له درجة عالية، ولا ندري إن كان الحظ هو حليف الكسلان وعدو الشاطر أم ماذا؟
فأحدهم يتعب ويشقى، ولكن عند الامتحان يمرض أو يمر بظرف فلا يؤدّي المستوى المطلوب، وأحدهم يغش ويلعب ويرتفع مستواه إلى نفس درجة المثابر، ولكن المحك النهائي قبل الدرجة هو المدرّس، فهو من يُقدّر إن كان الطالب (يستاهل) أعلى الدرجات أم لا، والأثر الذي سيتركه بعد وضع الدرجة!
ليست نظرة تشاؤمية، ولكن لنتصارح مع النّفس البشرية، فهل يستوي ذاك المثابر مع ذاك الخامل؟ وهل يستوي طالب العلم مع رافض العلم وطالب الشهادة فقط؟ طبعاً لا يستويان، فطالب العلم له منزلة كبيرة، إذ أنّه يريد الدرجة ولكن بتعبه ودراسته، وطالب الشهادة قد يغش وقد يلعب طوال العام، وقد يتساوى الاثنان في الدرجة، ولكن صدّقونا، وهذا ما تثبته التجارب، بأنّ طالب العلم هو الذي يستفيد من علمه لتطوير نفسه وعمله، أما طالب الشهادة، فإنّه يفرح قليلاً ويعلّق الشهادة على الحائط، ولكنّها زينة ليست أكثر ولا أقل!
هناك من الطلبة من يريد نهل كل صغيرة وكبيرة من أستاذه، وهناك منهم من يريد التعرّف على آخر أساليب الغشّ حتى يرقى بالعلامة، وكلاهما لا يتساويان، فالأوّل سيقدّم لوطنه وأبناء وطنه، والثاني ما هو إلاّ عالة على المجتمع باسم حامل شهادة!
أبناؤنا اليوم يقدّمون الامتحانات النهائية، سواء في المدارس الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، أو الجامعات، ونحن نعوّل عليهم الكثير، ونذكّرهم بأنّ العلم ومدى الاستفادة هو ما يثبت في النفس، وليس الغش أو اللعب على الأساتذة من أجل رفع المستوى، بل هو كلّ معقّد من الدراسة والمعرفة والعطاء، فلا تتردّدوا في تقديم الامتحانات، واسعوا إلى الأفضل، ولا تُحبطوا عندما ترون الدرجة لو كانت أقل من المتوقّع، فالدراسة ستنتهي، وسيبقى العمل هو المحك على حصولك بشرف على شهادتك.
بيل غيتس خرج من ثاني سنة من الجامعة، وآينشتاين وصفته مدرّسته بالغبي، وهذان الاثنان بالذات قدّما للبشرية ما لم يقدّمه أحد من قبل، وأصبحا أشهر رجلين في العالم يذكرهما التاريخ، ذلك أنّ التميّز لا يتوقّف عند «درجة» في شهادة أحدهم، بل هو حصيلة معرفية وخبرة عملية وعمل متفان من أجل البشرية. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4654 - الخميس 04 يونيو 2015م الموافق 17 شعبان 1436هـ
الواقع
نحن لا نخرج مثقف نحن نخرج متعلم لا يدرك اغلب ما يدرسه لانه بعيد عن الواقع من الصعب ان تغرس حب العلم مع تمديد الدوام والواجبات وكتب غير متزنة
خبط عشواء !
هل تعرفون حاطبَ الليل ؟ هو ذاك و الله ! يأخذ هنا و هناك على غير منهج .
شالفايدة
شالفايدة اذا تفوقت في الابتدائي والاعدادي والثانوي وتخرجت بتفوق مع مرتبة الشرف من الجامعة وبعدين ضليت عاطل لسنوات طويلة ما فادني سهر الامتحانات والتفوف بشيء
امس ثالث اعدادي
امتحان ثالثاعدادي لمادة الرياضيات ليس فقط ب16ورقة انما المصيبة بعض النظريات لم تشرح بتاتاللطلبة
الله
الله اوفق جميع الطلاب من سنه وشيعة والله الم الشمل ويبعد عنه المنافقين والكاذبين والظالمين
في غير محله
اسمحي لي استاذة كلامك في غير محله خاصة في هذا الزمن ولا اريد التفصيل والواقع يشهد
انعدام المسئوليه
ان الاجراءات والاليات المتبعه من قبل الوزارة
تجعل جزء كبير من الطلبة لا يعطي الاهتمام للدراسة طوال العام لان الغالبية تعرف انها سوف تنجح وبالتالي تغيب المنافسة الشديده بين المتعلمين
ايضا لو لي الامر والاهل دور في هذا الجانب فالغالبية من اولياء الامور مشغولون بتوفير حيال كريمه لابنائهم واصبحو يكتفون بالنجاح العادي
البعيد عن التفوق
وتوجد اسباب اخرى لا يسع الوقت
ابو الحور
اختي الكريمة لا يوجد من يختلف معك في ما طرحته
ولكن يبدو ان وزارة التربية والتعليم لها اسلوب اخر
فبالامس قدم بناتنا امتحان مادة الرياضيات في مرحلة الثالث اعدادي
وكان اكثر الاسئلة تتركز على ما تم تدريسه في فتره المنتصف
علاوة على ذلك ان الامتحان في 16 ورقة
تخيلوا 16 ورقة الله يرحم اطفالنا
تخرجنا نحن من الجامعات ولم نرى اكثر من 6 اوراق للامتحان الواحد
فلماذا 16 ورقه ولماذا اكثر الاسئلة متركزه على فتره المنتصف الدراسي
شكرا
موضوع حلو اختي مريم ماشاء الله عليج
الوضع التحصيلي مأساة
اذا لم نتصارح ونحدظ المشكلة سينعار الوضع التعليمي في البلد
كفى مزايدة ومجاملة الطلاب يكرهون الدراسة نعم يكرونها ولذا لا يدرسون بل يعتمدون على الغش بنسبة 95 % لا ابالغ اذا حددت النسبة الشاطر والكسلان يغش عموما والمراقبة ضعيفة اما بسبب ضعف المعلم او الاجراءات الوزارية والادارية للعقاب ضعيفة او لسوء اخلاق الطلاب وتربيتهم
صدقوني لا ابالغ اذا قلت ان المستوى المعلوماتي للطلاب لا يتعدى 10 % والعجيب ان نسب التفوق والنجاح مرتفعة وتتخطى كل الحواجز واذا سألت احد الطلاب الثانوي هل الارض كروية يستغرب كيف؟
صدقتَ
بالفعل ، إن المستوى المعرفي للطلاب لا يتعدى 10 % والعجيب ان نسب التفوق والنجاح مرتفعة وتتخطى كل الحواجز ، و الدلائل أكثر من أن تُحصى .