توفي الشاب جعفر محمد الكيس (28 عاما) من قرية بني جمرة - المصاب بمرض السكلر - أمس (الجمعة) بعد أن غادر الطوارئ بمجمع السلمانية، ليفارق الحياة في المنزل.
وأوضح أمين سر جمعية السكلر البحرينية حميد مرهون أن المريض توفي في منزله، بعد أن غادر مجمع السلمانية الطبي. وأشار مرهون إلى أن المتوفى أعزب وكان يعاني من التآكل في أحد المفاصل، إلى جانب أنه يعاني من إعاقة في الرجل اليمنى.
وبوفاة الكيس يرتفع عدد وفيات مرضى السكلر إلى 16 منذ مطلع العام الجاري، وتأتي وفاة الضحية الـ 16 بعد أقل من 24 ساعة على وفاة الشابة البحرينية مريم علي عبدالله (38 عاما) أمس الأول (الخميس).
الوسط - علياء علي
شكا مريض سكلر يرقد في مجمع السلمانية الطبي عدم تحويله على اختصاصي للأمراض الصدرية على الرغم من أنه مُصاب بضيق تنفس شديد.
وقال: «الأطباء يُعالجوني عن السكلر ولكنني مُصاب أيضا بأمراض أخرى مثل الضغط والمعدة، وطوال أيام رقادي في المستشفى تم علاجي بالسيلان والمهدئات ولم يتم تحويلي على اختصاصي للأمراض الصدرية».
وأوضح المريض «عندما جاء الطبيب المناوب قال إنه لا يستطيع أن يعمل لي شيئا إلا إذا جاء الطبيب المشرف على علاجي، وأنا أعاني من آلام في الصدر منذ عامين وأُدخلت في السابق وحدة العناية القصوى عدة مرات أشرفت على الموت، والأطباء الذين تابعوا حالتي حولوني على طبيبة أخرى من دون أن يخبروني بذلك، تصوروا أن الممرضة في الجناح عندما تتصل لبعض الأطباء لمتابعة حالتي يتعذر بعضهم عن القدوم، ولو فرضنا أن هناك حالة حرجة جدا وتم الاتصال للطبيب ليحضر، فما يمكن أن يحدث لو تمنع الطبيب عن الحضور؟، ألهذه الدرجة لا قيمة للإنسان لديهم؟».
وأضاف «أبلغ من العمر 52 عاما وأنا فقير وأُعيل أطفالا ولو كُنت أستطيع أن أتعالج في المستشفيات الخاصة لفعلت، فقد استنفذت أموالي في العلاج في العيادات الخاصة وخارج البحرين».
إلى ذلك رفعت والدة طالبة مصابة بالسكلر في المرحلة الثانوية تظلما لإدارة مَدرسة ابنتها ومن ثم إدارة التعليم الثانوي عن درجتها في مادة الرياضة التي حصلت فيها على (89).
وقالت والدة الطالبة إن ابنتها المصابة بالسكلر والتي حصلت في جميع المواد الدراسية على تقدير امتياز في الثاني ثانوي ودرجات عالية ما عدا الرياضة قد رفعت تظلما لإدارة المدرسة، وأوضحت أنها أطلعت إدارة التعليم الثانوي بالمشكلة إلا أنها لم تتسلم ردا منذ شكواها للإدارة الأربعاء الماضي.
وأوضحت والدة الطالبة «قبل أن أشتكي لإدارة التعليم الثانوي قمت برفع تظلم لإدارة المدرسة واجتمعت بمديرة المدرسة ومعلمة الرياضة والمعلمة الأولى المختصة إلا أن المعلمة ذكرت أن هناك سؤالا لم تُجيب عليه ابنتي في الامتحان فأخذت عليه صفرا، فسألتهم المديرة عما إذا كانوا قد عاملوها معاملة خاصة كونهم يعلمون أنها مريضة بالسكلر فأجابت المدرسة بأنه لم يتم امتحانها الامتحان العملي مراعاة لوضعها الصحي».
وواصلت «بعدما عُدت إلى المنزل وأبلغت ابنتي بما سمعت وسألتها عما إذا كان هناك سؤال لم تُجب عليه، أكدت ابنتي أنها أجابت عن جميع الأسئلة وأنهم أجروا لها امتحانا عمليا يتمثل في القفز على الحواجز وحمل الأثقال وهي عبارة عن كرة حديد، علما بأن ابنتي إصابتها شديدة بالسكلر وكثيرا ما يتم إدخالها المستشفى من جراء ذلك، فعدت في اليوم التالي إلى المدرسة بصحبة ابنتي لأستوضح من المدرسات».
وتابعت والدة الطالبة «عندما عدت إلى المدرسة بمعية ابنتي والتقيت المُدرسة مرة أخرى استخرجت المعلمة ورقة امتحان مطبوعة أرتنا السؤال الذي ذكرت أن ابنتي لم تُجب عليه، وعندما شاهدت ابنتي الورقة أكدت أمام المعلمات أنهن أخبرن الطالبات خلال الامتحان أن هذا السؤال ملغي على الجميع، حتى أن ابنتي وضعت عليه خطين لئلا تُجيب عليه، فقلت للمعلمة أن تجلب لنا ورقة إحدى الطالبات اللاتي حصلن على الدرجة الكاملة لنتبين من أن السؤال ملغي فعلا ولم تقبل».
وأوضحت «وذكرت المعلمات أنها لم تعرف أن تُجيب على هذا السؤال فألغوه لها إلا أن ابنتي قالت غير ذلك وقد ذكرن في اللقاء السابق أمام مديرة المدرسة أنها أخذت صفرا على هذا السؤال، فما هذا التضارب في الأقوال؟، كما أن المدرسة قالت إنها امتحنت ابنتي امتحانا عمليا بعد أن قالت ابنتي ذلك على الرغم من أنها قالت أمام المديرة إنها لم تمتحنها امتحانا عمليا، بعد ذلك ذهبت المديرة في اجتماع، كما أنني لم أتوصل إلى نتيجة من التظلم للمدرسة».
وبينت والدة الطالبة «اتصلت بوزارة التربية والتعليم وتم تحويلي على إدارة التعليم الثانوي وتحدثت مع المدير إبراهيم جمعان وطلبت مني إحدى الموظفات أن إذا لم أتمكن من الذهاب أن أبعث المشكلة عبر الفاكس وأرسلته بالفعل من يوم الأربعاء الماضي وإلى اليوم (أمس) لم أتلق ردا».
وختمت «ابنتي مجتهدة ومتفوقة، كما أنها لا ترفع صوتها على المدرسة أو تعصي لها أمرا، وتقوم بكل ما يُطلب منها ولا أعرف لماذا تم التعامل معها على هذا النحو؟» وطالبت وزارة التربية والتعليم النظر في المشكلة وإنصاف ابنتها.
السلمانية - جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر
قالت جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر في بيان صدر لها أمس بشأن وفاة جعفر محمد الكيس ومريم علي عبدالله أمان إثر إصابتهما بمرض السكلر، قالت «إن عدد ضحايا السكلر وصل إلى 16 فقيدا، ونحن الآن في بداية الشهر السابع من السنة حيث زعم أحد مسئولي وزارة الصحة قبل فترة من الزمن أن أزمة الأسرّة ستنتهي مع انتهاء فصل الشتاء وإنشاء وحدة خاصة بمرضى السكلر في الطوارئ على تصريح الصحة مؤخرا ولكنه إلى الآن لم ير النور».
وتابعت «ولاتزال وزارة الصحة تمطرنا بوعودها الزائفة, ولا نرى على أرض الواقع سوى الإهمال و الموت الذي يقطف مرضى السكلر ريعان الشباب, فإن لم يمت المريض بسبب خطأ طبي, مات بسبب التأخر في توفير العلاج له, أو بسبب التأخير في الحصول على سرير شاغر». وأضافت في الختام أنه «لم نرَ إلا حبرا على ورق يُنشر في الصحف المحلية من أجل تخدير ثورة الغضب التي تتملك المرضى وأهالي المفقودين.
وتساءلت الجمعية: «إلى متى سنبقى نستغيث ونتساءل ولا من مجيب يا وزارة الصحة؟ إلى متى سنبقى ننتظر التغيير وتسهيل العلاج؟»
العدد 2493 - الجمعة 03 يوليو 2009م الموافق 10 رجب 1430هـ