أعلن الاحتفال الذي رعاه جلالة الملك يوم أَمس، تكريم الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانيَّة الدكتور أشيوتا سامنتا من ولاية أوديسا بالهند، وتبلغ قيمة الجائزة مليون دولار أميركي.
ومن الجميل جدّاً أن تستذكر البحرين مناقب سمو الأمير الراحل عبر مكافأة «إسهامات أولئك الذين يريدون تغيير العالم نحو الأَفضل»، وتقدير جهود الأفراد والهيئات التي تقدم «خدمات عالية ومتميزة للبشرية حول العالم في قطاعات الإغاثة والتصدي للكوارث، التعليم، الحوار بين الحضارات، تعزيز التسامح الإنساني والسلم العالمي، التحضّر المدني، العناية بالبيئة والتغيُّر المناخي، التخفيف من وطأة الفقر والعوز، إلى جانب المنجزات العلميَّة التي أسهمت في خدمة الإنسانيَّة».
القيام بخدمات إنسانيَّة عمل عظيم؛ لأنه يستهدف إنقاذ الأرواح، وتخفيف المعاناة، وصون وحماية كرامة الإنسان في عالم يعاني باستمرار من الكوارث والظروف التي تجعل البشر يعيشون في ظروف قاسية رغمًا عنهم.
القائمون على الخدمات الإنسانيَّة هم أناس يشعلون الشمعة بدلاً من لعن الظلام، وهم أناس يجدون سعادتهم في إغاثة الآخرين ومساعدتهم على تخطي الظروف القاسية.
الذين يتطوَّعون لخدمة الآخرين تجدهم أكثر سعادة؛ لأنَّهم أَوَّلاً يشعرون باحترام وتقدير ذاتيّ، ولأنَّهم ثانياً يحصلون على تقدير واحترام من يحصل على المساعدة... وهم ثالثاً يشعرون بسعادة عندما يقدّرهم الآخرون على ما يقومون به. الخدمة الإنسانيَّة تزيد من الترابط الاجتماعي الذي تحتاج إليه أيُّ بلد من أجل تحقيق استقرار نفسي، واجتماعي وسياسي.
وعلى رغم أنَّ الخدمة الانسانيَّة غير سياسيَّة، الا أنَّها تخدم الجوانب الصحيحة من الحياة العامّة؛ وهي تفعّل مفاهيم الإيثار والاعتماد على النفس، وتعزز احترام الناس لبعضهم بعضاً، وتبعث في داخل النفس مشاعر الرضا، وهذا كله يصبُّ في صالح الاستقرار في مختلف جوانب الحياة.
إنَّ تشجيع ثقافة الخدمة الإنسانيَّة وممارستها في كلّ مكان، يعتبر عملاً حميدًا؛ لأنَّه ينظر إلى الإنسان كإنسان، بعيداً عن أيَّة فوارق تخلق التباعد، وما نأمله هو أن ينعكس تكريم الأعمال الإنسانيَّة علينا في مجتمعنا، بحيث ندفع في اتجاه العمل التطوّعي وخدمة الآخرين، وتعزيز القيم التي تقدّس الكرامة الإنسانيَّة والاحترام والتعاون نحو مستقبل أفضل.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4653 - الأربعاء 03 يونيو 2015م الموافق 16 شعبان 1436هـ
الشباب
الشباب محرووم من حقوقه الشرعيه واكثرهم قابع فى السجن او عاطل عن العمل لانهوا يحمل المذهب الجعفري المشتكى لله