رعى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أمس الأربعاء (3 يونيو/ حزيران 2015)، الاحتفال الذي أقيم بمركز عيسى الثقافي، لتسليم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الثانية 2013 - 2015، وفاز بها أشيوتا سامنتا من الهند في مجالي الرعاية الاجتماعية والتعليم.
وقال عاهل البلاد، في كلمة بهذه المناسبة: «نشهد معكم في هذا اليوم نتائج أعمال جائزة عيسي لخدمة الإنسانية في دورتها الثانية، وهي تخطو خطوات واثقة على مختلف الأصعدة، لتتميز كجائزة عربية عالمية، في مجال الخدمة الإنسانية، تتعدى الحدود المكانية، دون أي اعتبار عقائدي أو جغرافي أو قومي، غايتها المثلى الحث على خدمة البشرية».
المنامة - بنا
تفضل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، فشمل برعايته يوم أمس الأربعاء (3 يونيو/ حزيران 2015)، الاحتفال الذي أقيم بمركز عيسى الثقافي بتسليم جائزة عيسى لخدمة الانسانية في دورتها الثانية 2013 - 2015م ، والتي فاز بها أشيوتا سامنتا من دولة الهند الصديقة في مجالي الرعاية الاجتماعية والتعليم.
فلدى وصول جلالة الملك، كان في الاستقبال نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.
العاهل: جائزة عيسى مرجع تستحضر مبادئ فقيد الوطن
وفي بداية الاحتفال عزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي، وبعد تلاوة آي من الذكر الحكيم، تفضل جلالة الملك بإلقاء كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة، ضيوفنا الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نشهد معكم في هذا اليوم نتائج أعمال جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الثانية، وهي تخطو خطوات واثقة على مختلف الأصعدة، لتتميز كجائزة عربية عالمية، في مجال الخدمة الإنسانية، تتعدى الحدود المكانية، دون أي اعتبار عقائدي أو جغرافي أو قومي، غايتها المثلى الحث على خدمة البشرية، وهي ذات القيم والمبادئ التي آمن بها صاحب العظمة الوالد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله، مستلهمة ذلك من تواضعه الجم وقربه الحميم من أبناء شعبه.
إن المنجز الإنساني للراحل الكبير، عبّرت عنه روحه السمحة الودود، التي أكسبت شخصه وبلاده احترام العالم، فكانت حافزاً لكل إنسان يسعى ويعمل لخدمة بني البشر، والتخفيف من معاناة الإنسان أينما كان. وهو أمر طالما ألهم مساعينا ليكون شعب البحرين مثالاً للانسجام والتآخي، على أساس العلاقات الإنسانية المتينة مع مجتمعه العالمي، ليعيش في أجواء الانفتاح المستنير، من خلال تثبيت دعائم التكاتف والتسامح. معبرين، بهذه المناسبة التي نعتز بها، عن تقديرنا وشكرنا لكل الهيئات والأشخاص الذين عملوا ويعملون لخدمة الإنسانية وخيرها.
لقد سرّنا أن يتقدم عدد من الأجلاء العاملين في مجال الخدمة الإنسانية، أفراداً وهيئات من مختلف البلدان، لنيل هذه الجائزة في دورتها الثانية، وأن يتولى التحكيم بينهم خبراء اختصاص عالميون، وأن يفوز بالجائزة أكاديمي عصامي وإنسان متواضع من جمهورية الهند الصديقة، بنى خدماته الإنسانية المتطورة بكفاح متواصل، سعى من خلاله إلى إيجاد مبادرات إنسانية فاعلة من أجل عالم خالٍ من الفقر والجوع والجهل، وعمل على احتضان المعدمين والفقراء، ليوفر لهم فرص العمل والحياة الأفضل، حيث أصبح مشروعه واحداً من المشاريع العملاقة، في شرق الهند يقدم التعليم والسكن المجاني، بأحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات، ضمن حرم جامعي مستقل، يضم الآلاف من الأطفال والشباب الذين ينتمون لأفقر العائلات، في إنجاز متفرد لا مثيل له، يعطي بذلك مثالاً يحتذى في البذل والعطاء ونكران الذات، فتحية تقدير وإعجاب للدكتور أشيتا سامنتا على هذا الإنجاز الرائد.
اننا إذ نعرب للدكتور سامنتا عن التهنئة بفوزه المستحق لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الثانية، يسرنا أن نشكر نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس أمناء الجائزة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، على جهوده، مشيدين بدوره وانجازاته خلال مسيرة عمله، وأثناء قربه من الراحل الكبير. كما نشكر أعضاء المجلس ولجنة التحكيم على ما بذلوه جميعهم من جهد ولما تميزت به مداولاتهم ومشاوراتهم من حيطة واحتكام للمعايير الموضوعية والإنصاف والتجرد، في اختيار الفائز لهذه الدورة مسترشدين في عملهم بما أكدنا عليه من مبادئ نراها والحمد لله مجسدة في هذا الاختيار الموفق.
والله نسأل أن تكون جائزة عيسى لخدمة الإنسانية قيمة مضاعفة وداعمة لصرح العمل الإنساني في مملكة البحرين وفي العالم. كما نأمل أن تصبح الجائزة مرجعاً نستحضر من خلاله مبادئ وأعمال فقيد الوطن والإنسانية والد شعب البحرين العزيز صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح الجنان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لجنة التحكيم... منهجية دقيقة وأسلوب تشاوري شفاف
بعد ذلك ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الانسانية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، كلمة هذا نصها:
صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر.
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر.
بهدي من الله عز وجل، بادرتم جلالتكم، بإحداث جائزة رفيعة القدر، عميقة الدلالة، تحمل اسم والدكم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة اكراماً لروحه واستحضاراً لذكرى مولده التي تهل علينا اليوم، جائزة يكافأ بها أي فرد أو مشروع أو مؤسسة، تخلص في تقديم خدمة إنسانية، في مجالات مكافحة الفقر والجوع والعناية بالتعليم والصحة والبيئة، وتحسين ظروف المعيشة وفي مجمل الأعمال والمبادرات التي تعيد البسمة والأمل، والسعادة والطمأنينة، لمستحقيها، في مشارق الأرض ومغاربها.
صاحب الجلالة
تكمن الرمزية العميقة لهذه الجائزة، التي تجمعنا الآن في كونها تشير الى ما يميز خصال جلالتكم وشعبكم، كفاعلين دؤوبين على خدمة قضايا الإنسانية في مختلف مجالاتها، تكرسون جهدكم وسعيكم الموصول، من أجل ان يسود التوافق والتسامح والتآخي بين بني البشر كافة، حيثما وجدوا.
شرفتموني جلالتكم للمرة الثانية، بترؤس مجلس أمناء «جائزة عيسى لخدمة الإنسانية» وهي التفاتة كريمة معهودة من جلالتكم أعتز بها لعدة أسباب، في طليعتها أني تشرفت بالقرب من الراحل الكبير، وكنت شاهداً طوال سنوات على ما كان يتصف به المغفور له بإذن الله تعالى والدكم القائد الإنسان من أخلاق نبيلة وسجايا إنسانية رفيعة، وتواضع جم تجلت كل تلك المناقب في حبه لعمل الخير، والرأفة بالضعفاء، والعطف على المحتاجين.
ورغم جسامة المسئوليات الملقاة على عاتقه، فإنها لم تشغله ابدا عن التفكير المستمر والاهتمام بقضايا شعبه الوفي. كان رحمه الله متصدراً لجموع المحسنين، سباقا لفاعلي الخير، بارا بالضعفاء والمعوزين، عطوفا ومواسيا للمرضى، متابعا ومستفسرا عن أحوال معاناتهم، فهم الأبناء الطيبون، وهو الأب الحنون، يبادلهم المحبة بتلقائية ويقاسمهم المودة بصفاء.
وحين ننظر الى أعماله الانسانية، طيب الله ثراه، نرى كيف عبرت عنه روحه السمحة الودود التي أكسبت شخصه وبلاده احترام العالم، فكانت حافزاً لكل إنسان يسعى ويعمل لخدمة بني البشر والتخفيف من معاناة الانسان أينما كان.
والتزاماً بنص المرسوم الملكي المؤسس للجائزة، انكبت لجنة التحكيم لتختار من يستحق هذا التكريم ألاستثنائي، معتمدة منهجية دقيقة وأسلوباً تشاوريّاً شفافًا، بالاستماع الى كل رأي حصيف ومفاضلة موضوعية بين الأسماء والمشاريع والمؤسسات.
وفي سياق الحرص على النزاهة، وتوخي العدل والانصاف، بذلت لجنة التحكيم جهوداً متصلة، فاستطلعت وتحرت بشأن مختلف المبادرات والمشاريع التي تصب في خانة العمل الإنساني، بمختلف أرجاء العالم، متوخية استيفاءها الشروط المؤهلة، حيث انتقل بعض أعضاء اللجنة الى بقاع نائية لمعاينة المشاريع المقترحة، والتأكد منها على الطبيعة، بغية التحقق من جدواها، قبل اختيارها ومعاينة قيمتها وأهدافها، وهل تصل حقا الى الشرائح المستهدفة.
ويساور أعضاء اللجنة اطمئنان وقناعة انهم اجتهدوا، قدر الإمكان، واعتمدوا أهم المعايير، آخذين بعين الاعتبار الحيثيات السليمة قبل الحكم، حيث سادت مداولاتهم في كل أطوارها روح التكامل والتشاور، فوقع اقتراح اللجنة على من توسمت في مشروعه الخير، ومن تتوافر فيه الشروط المؤهلة للفوز بنيل هذه الجائزة المميزة.
ونحمد الله الذي هدانا ووفقنا في تطبيق المعايير المؤسسة للجائزة، فوقع اتفاقنا بوعي واجماع، على اختيار الفائز «اشيوتا سامنتا»، مدير ومؤسس معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية، بجمهورية الهند الصديقة، الذي تعتبره اللجنة، قدوة في عمل إنساني رائد ومتميز، يتمثل في إنقاذ آلاف الاطفال واليافعين، بناتا وذكورا، من كل الاجناس والأديان، يخرجهم من براثن وآفات الفقر والتشرد والحرمان، الى افاق الأمل والعمل والإنتاج.
تؤوي مؤسسته قرابة 25 الف نزيل معوز، وبموازاة ذلك، شيد الدكتور أشيوتا سامنتا صرحا تعليميا هو عبارة عن مدينة جامعية شاسعة، تستقبل آلاف الطلاب، يتلقون في معاهدها وكلياتها التعليم والتدريب في مختلف التخصصات.
صاحب الجلالة
لم يكن مجلس الأمناء ليصل الى هذه النتيجة، لولا متابعتكم واستفساركم عن عمل المجلس والأشواط التي قطعها، بغية تقديم أية مساعدة يتطلبها السير الطبيعي والناجح لأعماله، معبرين عن الشكر والتقدير لجلالتكم ولكل من ساهم في هذه الجهود الخيرة وخاصة أعضاء مجلس أمناء الجائزة ولجنة التحكيم الدولية.
ونتمنى أن تستمر هذه الجائزة منارة إنسانية، دالة على ما يختزنه شعب مملكة البحرين من نزوع متأصل نحو فعل الخير والإسهام، بكل إمكاناته وطاقته، بما يسعد الإنسانية ويؤلف بينها، داعين الله التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك شاهد جلالة الملك والحضور فيلما وثائقيا تناول سيرة الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.
سامنتا: كافحت في طفولتي من أجل لقمة العيش... ولابد من القضاء على الفقر
بعدها تفضل جلالة الملك بتسليم الجائزة الى الفائز الدكتور أشيوتا سامنتا من دولة الهند الصديقة في مجالي الرعاية الاجتماعية والتعليم.
ثم القى أشيوتا سامنتا من دولة الهند الصديقة الفائز بالجائزة كلمة، قال فيها: «لقد كرمني مجلس أمناء جائزة الشيخ عيسى لخدمة الإنسانية تكريماً بالغاً، وشرفني أسمى درجات التشريف، باختياري لنيل جائزة الشيخ عيسى لخدمة الإنسانية المرموقة للدورة 2013 - 2015، فالفخر والاعتزاز يتملكاني، وينبض قلبي بعظيم الامتنان لحصولي على هذه الجائزة التي تُعنى بخدمة الإنسانية، ولتلقيها من الأيادي الميمونة لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين».
وأضاف «أود أن أتوجه بأسمى آيات الشكر للجميع، ولشعب البحرين العظيم الذي لمس كل ما قدمته من تضحيات وقدر ما أنجزته للارتقاء بحياة الفقراء والمجتمعات المهمشة، وقد رفعت هذه الجائزة معنوياتي، وشجعتني على المضي قدماً، ومن المؤكد أنها ستظل مصدر إلهام لي في كل اللحظات (...) أنا مدين بهذا التقدير الكبير لهؤلاء الأطفال الصغار في معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية، ولحبهم الكبير، الذي لا يعرف حدوداً أو شروطاً، ولكل من يدعون لي بالخير والتوفيق في كل بقاع الأرض، وفي المقام الأول لله العلي القدير، الذي يهديني للدرب القويم (...) يعجز لساني عن وصف الامتنان، وعن شكركم».
وتابع «في طفولتي، كافحت من أجل لقمة العيش، ومازلت أكافح لإطعام الأفواه الجائعة، فالفقر والجوع مازالا يكتسحان أطفال القبائل، ولابد لي من أن أواصل المشوار والنضال من أجل الوصول إلى كل طفل محروم في العالم، حتى يتم القضاء على الفقر كليّاً ومحوه عن سطح الأرض. إن رؤيتي تتمثل بالوصول لمجتمع بشريٍ غنيٍ فكريّاً، لا جائع فيه، يتمتع فيه الناس بالسلام والرخاء بغض النظر عن طائفتهم أو عقيدتهم أو جنسهم أو عرقهم أو أيديولوجياتهم».
وأردف «يفرض الفقر التحديات الهائلة على الأطفال، أبناء الفقراء، ويحول بينهم وبين غاياتهم، ويحرمهم فرص التعلم بل ويؤثر في نموهم العقلي. كما أن العوامل الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية تؤثر على تعلم الأطفال بشكل كبير، وبالتالي لا بد من النظر في السبل كافة التي تضمن التعليم للفقراء، لابد التفكير فيها بشكل شمولي، لتمكين الأطفال الفقراء أثناء فترة نموهم».
وواصل «ربما أدرك ما الذي يجدر بنا فعله؛ لأنني أنا ذاتي نشأت في فقر مدقع... عانيت الفقر والحرمان، وخبرت غصة الفقير ومكمن ألمه، وترحلت وأنا في العشرين من عمري في الأماكن النائية في بلادي وفي مقاطعة أوديشا التي أعيش فيها، واطلعت عن قرب على فظائع الفقر في المناطق القبلية، وأدركت كيف يقضي الفقر على بواعث الحياة والدوافع الإيجابية لدى المرء. الفقر لا يفتك بالنفوس فقط بل يقضي على العقول، فمن يقع تحت طائلة الفقر والحرمان، تسيطر عليه الخرافات، ويقبل بالعوز والفاقة مصيراً حتميّاً، بل إن بعض المحرومين ينتهج نهجاً متطرفاً، ويختار مسار العنف والإرهاب؛ فالفقر، مع غياب التعليم، من الأسباب الرئيسة لجميع الشرور التي تستشري في المجتمعات البشرية».
وأكد سامنتا عقده العزم منذ فترة طويلة على مكافحة الفقر في المجتمعات القبلية الفقيرة في الدولة، مؤمناً بأثر التعليم والتدريب في تغير حياة الملايين، قبل أن يضيف «شهدت تحولاً كبيراً في حياتي بسبب ما توافر لي من فرص للتعلم، فأردت أن أمنح فرصاً متكافئة للأطفال الفقراء للحصول على التعليم والتدريب، وعلى المهارات اللازمة لتنمية حياتهم على أكثر من صعيد، وتمكينهم من كسب رزقهم، وكانت أول خطوة لي على مسار الدرب الطويل، في عامي 1992- 1993، تأسيس معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية، الذي بدأ بـ 125 طفلاً من أطفال أفقر القبائل، بدأنا في مسكن مستأجر، يشتمل على غرفتين، وباستثمار لم يزد على 5000 روبية (100 دولار تقريباً)، ادخرتها مما كنت أتقاضاه من راتب متواضع نظير عملي الأكاديمي».
وقال: «لم أكن أتصور أن معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية، سيغدو مؤسسة تعليمية عملاقة، ويحظى بدعم العديد من المنظمات العالمية. إنها نعمة كبيرة من الله تعالى، فكل ما تم إنجازه كان بمشيئته، فما أنجز على مر السنين لا يمكن تصوره؛ فلا يمكن لأحد أن يتخيل، أن من قام به كان فقيراً معوزاً، فأطفالنا، الذين كانوا يوماً عبئاً اجتماعيّاً، غدوا متفوقين في كل الميادين، يتفوقون في التعليم وفي الأنشطة الرياضية على المستويين الوطني والعالمي، ويحظون، بعد اتمام تعليمهم، بفرص كريمة للعمل، ويواصلون دراساتهم العليا بروح متوثبة عظيمة، وهذا يرسخ ما تطلعت إليه، منذ البداية، وهو منحهم الفرصة المناسبة، حتى يتمكنوا من المنافسة في كل مجال».
وزاد «ما أخطر أن نتعلم القليل، فأنصاف المتعلمين، عناصر مدمرة لأي مجتمع من المجتمعات. لذلك، أخذنا على عاتقنا، في معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية، أن نوفر فرصاً متكاملة للتعليم، واليوم يتعهد المعهد بتعليم أكثر من 25.000 طالب، من أبناء القبائل الأشد فقراً؛ يتعهدهم من رياض الأطفال، ويوفر لهم التعليم المهني والتدريب، ويزودهم بالمهارات الحياتية، ويوفر لهم السكن المجاني والمأكل والملبس والرعاية الصحية».
وعقَّب «وأنا أقف أمامكم الآن تترأى لي صور لأولئك الآلاف من الأطفال الفقراء في مدينتي بوبانسوار، يواصلون دراساتهم، ويبنون حياتهم، لَبِنَة لَبِنَة، في معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية. أنا حقّاً لا أعرف كيف تم ترشيح اسمي لجائزة الشيخ عيسى لخدمة الإنسانية، أو كيف تم اختياري لهذه الجائزة المرموقة السامية، جائزة الإنسانية. هذا يعني الكثير بالنسبة لي، وبالنسبة لكل الأطفال الفقراء. أنا مدين بهذا الشرف لهم. هذه الجائزة ليست لي، هي لهؤلاء الأطفال الفقراء الذين يحتاجون إلى التعليم والتمكين. إنها لهؤلاء الأطفال الذين يقفون على عتبة الفناء، لأولئك الذين يأتون إلى هذا العالم دون أن نلتفت إليهم، وربما يقضون دون أن نلتفت إليهم. لقد مُنحت هذا الجائزة نظير خدمتي للفقراء وسوف أنفقها في خدمتهم».
وذكر «تُعد أوديشا، المقاطعة التي ولدت فيها، واحدة من أفقر المناطق في بلادي، الهند. لذا لدي الرغبة في فتح فرع واحدٍ على الأقل لمعهد كالينغا للعلوم الاجتماعية في كل منطقة من مناطقها الثلاثين، وأود إنشاء فرع لمعهد كالينغا للعلوم الاجتماعية، في واحدة من هذه المناطق، وتسميته باسم والد جلالة الملك، المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى، الذي تسمى جائزة خدمة الإنسانية السامية باسمه، وذلك بالاستفادة من قيمة الجائزة الكريمة التي تبلغ مليون دولار، بعد موافقة جلالة الملك».
ورأى أن لا حاجة للتأكيد على دور التعليم، فـ»لأغنياء يدركون دوره الكبير ويرسلون أطفالهم إلى المدارس والمؤسسات التعليمية، لكن من للفقراء المحرومين؟ ألم يحن الوقت لأن نلتفت إليهم. أنا بحاجة إلى دعم من جميع قادة العالم وصانعي السياسات وأساطين الصناعة، للمضي قدماً في مهمتي وتحقيق رؤيتي، يجدر بنا تغيير ملامح عالمنا، يجب أن يبرز لنا وجه العالم مشرقاً صافياً دون أن يؤرقه الجوع أو يشوهه الفقر».شكراً لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين
شكراً لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة
شكراً لنائب رئيس مجلس الوزراء، سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة
شكراً لأعضاء مجلس أمناء الجائزة الأجلاء
شكرا لكل البحرين
ثم تشرف أعضاء مجلس أمناء جائزة عيسى للخدمة الانسانية وأعضاء لجنة التحكيم بالجائزة بالسلام على جلالة الملك حيث شكرهم جلالته على جهودهم الطيبة والموفقة، متمنيًا لهم استمرار التوفيق والسداد.
واختتم الاحتفال بعزف السلام الملكي.
العدد 4653 - الأربعاء 03 يونيو 2015م الموافق 16 شعبان 1436هـ