قبل أيام نشرت مجلة «فوربس»، قائمة لأقوى 100 امرأة من نساء العالم، على أساس مجموعة من المعايير المستندة على رأس المال والتأثير السياسي والإداري خلال عام كامل، وفق ما أشارت إليه مويرا فوربز رئيسة ومالكة المجلة بقولها: «قائمتنا تعكس الطرق المتنوعة والفعالة إلى قوة المرأة هذه الأيام، سواء من خلال قيادة أمة أو وضع جدول أعمال للقضايا الحيوية في زماننا».

وقد تصدرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قائمة مجلة «فوربس» لأقوى النساء في العالم، تلتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالمركز الثاني، ومن بعدها الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف.

القائمة هيمنت عليها النساء المشتغلات بالسياسة وسيدات الأعمال والإعلام، وجاءت فيها ثمان رئيسات دول و29 رئيسة مجلس إدارة. ونساء القائمة من مختلف الأعمار، ومتوسط أعمارهن 54 عاماً، فجيل ابرامسون ذات الخمسة والعشرين عاماً والتي عينت في الآونة الأخيرة رئيسة تحرير لصحيفة «نيويورك تايمز» في المركز الثاني عشر، هي الأصغر سناً في القائمة، بينما جاءت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية (85 عاماً) وهي الأكبر سناً في المركز 49.

أنجيلا ميركل التي ولدت العام 1954 في مدينة همبورغ في شمال ألمانيا، لأب قسيس لوثري اسمه هورست كاسنر، متفوقة في دراستها، وقد التحقت بجامعة لايبزغدرست لدراسة الفيزياء بين عامي 1973 و1978. في الثمانينيات انتقلت للعيش في برلين وعملت هناك في المركز الرئيسي للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية العلوم، حيث حصلت على درجة الدكتوراه، وقبل الوحدة الألمانية، ارتبطت بالشأن السياسي بانضمامها لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وبعد إجراء أول انتخابات حرة في عموم ألمانيا الموحدة العام 1990، أصبحت وزيرة لشئون المرأة والشباب تحت حكومة هلموت كول. وكانت الصحافة الألمانية تسمّيها في ذلك الحين «فتاة كول»، لأنها كانت قريبةً منه حزبياً وفكرياً، ولأنه من قام بتقديمها. وفي العام 1994 أصبحت وزيرة البيئة وحماية الطبيعة والأمان النووي، وفي يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 أصبحت انجيلا أول مستشارة لألمانيا وأول مستشار لجمهورية ألمانيا الاتحادية من شرق ألمانيا.

انجيلا ميركل تزوجت مرتين وليس لديها أبناء، وقد اختارتها مجلة «فوربس» الاقتصادية الأميركية لتكون في مركز الصدارة في لائحة أقوى امرأة في العالم منذ العام 2006 وحتى هذا العام الحالي، أي تسع مرات في سابقة من نوعها. كتبت الصحف الألمانية عنها كثيراً، إذ وصلت إلى أرفع منصب سياسي في البلاد واحتفظت به لأكثر من مرة، مدعاةً إلى البحث عن جوانب خاصة في حياتها. وقد كتبت بعض الصحف عن جوانب حياتها، مثل أنها «تفكر مثل الكمبيوتر، وعندما تجلس إلى جوارها لا يتوقف هاتفها المحمول عن الذبذبة». كما قيل عنها أنها «تتناول ستة أكواب من القهوة في اليوم، كما أنها تحب التنزه والنوم لساعات طويلة».

ما يثار لدى قطاعات كبيرة من الناس أن المرأة عندما تصل إلى المركز الأكثر نفوذاً وقوة، إنها امرأة إما تنازلت عن أنوثتها ودورها كامرأة في الحياة، مع العلم أن قائمة 100 امرأة لا يوجد من بينهم سوى 22 امرأة غير متزوجة، وهذا يعني أن الأبناء غير معوقين عن الإنجاز والتفوق؛ وأن الحياة الزوجية ربما تكون دافعاً للأمام، إنما الأمر يرجع إلى ترتيب أولويات وتوزيع مهام؛ أو يكون أنها تهرب من واقع إلى آخر، فهي لا تعيش حياتها كما يجب، وهذا ما يفسره الاستفتاء الذي أجرته إحدى الصحف للقراء إن كانوا يعتقدون أن المستشارة الألمانية سعيدة في حياتها أم لا، فكانت النتيجة أن الغالبية من القراء تعتقد أنها غير سعيدة.

الحياة لا توجد فيها مقاييس ثابتة وليس في كل الأحوال الفعل يساوي ردة الفعل، نحن من يبني القفص ونسجن أنفسنا فيه، بينما الحياة مفتوحة ولكن من دون تكرار.