أعلن «الائتلاف الدولي ضد الجهاديين» بقيادة واشنطن في ختام اجتماعه في باريس أمس الثلثاء (2 يونيو/ حزيران 2015) دعمه الخطة العسكرية والسياسية العراقية التي اعتمدتها بغداد لاستعادة مناطق من أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» بعد سقوط مدينة الرمادي الاستراتيجية.
وقال نائب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن في ختام الاجتماع الدولي «إنها خطة جيدة عسكرياً وسياسياً» مضيفاً أن «وزراء الائتلاف تعهدوا بتقديم دعمهم لهذه الخطة».
وأطلقت القوات العراقية و»الحشد الشعبي»، فصائل شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، في 26 مايو/ أيار عملية «لبيك يا حسين» التي تغير اسمها لتصبح «لبيك يا عراق» لمحاصرة الرمادي، لإنهاء سيطرة تنظيم «داعش».
وتمكنت القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، خلال الأيام القليلة الماضية من فرض سيطرتها على مناطق حول الرمادي، مركز محافظة الأنبار.
وأضاف بلينكن الذي حل محل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إثر إصابته بكسر في عظم الفخذ في حادثة دراجة هوائية، «في العراق الآن، لدينا الاستراتيجية الصائبة، مزيج من ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليين يعملون بفاعلية».
من جهته أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «التصميم التام» على مكافحة التنظيم المتطرف مشيراً إلى «معركة طويلة الأمد».
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وجه أمس (الثلثاء) انتقاداً شديد اللهجة إلى الاسرة الدولية مندداً بفشلها في وقف تقدم تنظيم «داعش» وذلك قبيل بدء اجتماع الائتلاف الدولي ضد الجهاديين في باريس لبحث الاستراتيجية الواجب اتباعها.
واضاف العبادي «وفي ما يتعلق بدعم العراق، الكلام كثير لكن الأفعال قليلة على الأرض».
من جانب آخر، اكدت مصادر أمنية وأخرى محلية أمس (الثلثاء) قيام تنظيم «داعش» بقطع مياه نهر الفرات عند سد الرمادي، ما تسبب بانخفاض كبير في منسوب النهر، وقد يشكل مخاطر أمنية وأزمة إنسانية جديدة في محافظة الأنبار وغيرها.
ويقع السد الذي تتخلله فتحات واسعة وينظم السيطرة على منسوب المياه في الفرات، إلى الشمال من مدينة الرمادي (غرب بغداد) التي باتت منذ 17 مايو/ أيار الماضي، تحت سيطرة المتطرفين.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت «بعد إغلاق تنظيم (داعش) جميع فتحات السد أصبح منسوب المياه لا يصل إلى مضخات المياه في الخالدية والحبانية» إلى الشرق من الرمادي.
وحذر كرحوت من قيام «داعش بتنفيذ هجمات على مناطق الخالدية والحبانية من خلال تسلل عناصرهم إليها بعد انخفاض منسوب المياه هناك».
وطالب القوات الأمنية بـ «البدء بتنفيذ عملية عسكرية، تستهدف الرمادي بشكل عاجل وسريع لاستعادة السيطرة على السد أو قصف إحدى بواباته للسماح بتدفق المياه إلى الخالدية والحبانية».
وأشار إلى أن هذا الإجراء سيساعد في تجنب النزوح من تلك المناطق.
وتشهد المناطق الواقعة إلى الشرق والجنوب من الرمادي انتشار قوات عراقية هدفها استعادة الرمادي من سيطرة المتطرفين.
وقال الشيخ رافع الفهداوي ،زعيم عشيرة البو فهد التي تقاتل ضد التنظيم المتطرف في الخالدية ان «انخفاض منسوب المياه في بلدتي الحبانية والخالدية، يترك اثرا على الصعيدين الانساني والعسكري».
وحذر الفهداوي من أن «انقطاع المياه عن مناطق الخالدية والحبانية سيؤدي إلى أزمة إنسانية كبيرة ليس في هذه المناطق فحسب وإنما في المحافظات الجنوبية التي يعبرها نهر الفرات، مثل بابل والديوانية وكربلاء والنجف والسماوة» وجميعها في وسط وجنوب البلاد، على امتداد الفرات ثاني أكبر أنهار العراق.
بدوره، رأى عون ذياب رئيس دائرة الموارد المائية سابقاً، والخبير في شئون المياه أن «هدف داعش ليس قطع المياه، إنما خفض المنسوب، للاستفادة منه لأغراض عسكرية».
وأوضح «عندما ينخفض منسوب المياه، سيتمكنوا من التسلل من الرمادي إلى الخالدية ثم العبور إلى مناطق أخرى بشكل أسهل».
واضاف «بدأت المياه تنخفض والنهر بدء يجف في عدة مناطق (...) وهناك خطورة على مشاريع مياه الشرب».
العدد 4652 - الثلثاء 02 يونيو 2015م الموافق 15 شعبان 1436هـ