أناب الممثل الشخصي لجلالة الملك ورئيس المجلس الأعلى للبيئة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، الرئيس التنفيذي للمجلس محمد مبارك بن دينة افتتاح احتفالات جمعية المهندسين البحرينية بيوم البيئة العالمي والورشة المصاحبة له، وذلك اليوم الثلثاء (2 يونيو/ حزيران 2015) بمقر الجمعية بمنطقة الجفير، الذي نظمته الجمعية بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة، ومجلس أمانة العاصمة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "يونيب".

بهذه المناسبة قال الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة محمد مبارك بن دينة:"بالإضافة إلى تركيزنا اليوم على أداء الاقتصاد والحفاظ على البيئة فإننا نتطلع باهتمام إلى رفاهية الأفراد والتركيز عليها، منوها أننا نعيش بعالم لا يمكننا فيه السيطرة والحفاظ على الأنماط الاستهلاكية الراهنة لدينا، الأمر الذي معه يتوجب علينا أن نتخذ إجراءات لازمة من أجل إدارة التنمية المستدامة على كوكبنا، الأمر الذي يدعونا إلى بذل المزيد من الجهد لتغيير أنماط الاستهلاك الحالية لا سيما مع النمو السكاني المتوقع في جميع أنحاء العالم".

إلى ذلك، جاء في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للعالم في يوم البيئة العالمي، ألقاها بالنيابة المنسق المقيم للأمم المتحدة بيتر جرومان:"إن شعار هذا العام سبعة مليارات حلم على كوكب واحد .. فلنستهلك بعناية، الأمر الذي يهدف إلى التنمية المستدامة من خلال تطور ونمو الحياة المعيشية لكافة الأفراد، منوها أننا كأفراد في المجتمعات يجب أن نحرص ونحن نحقق هذا الهدف إلى عدم زيادة التدهور البيئي ودون المساس باحتياجات موارد الأجيال المقبلة، مؤكدا على أننا نستطيع تحقيق ذلك من خلال تغيير أنماط استهلاكنا وتوجهنا إلى السلع التي تستهلك كمية أقل من الطاقة والمياه وغيرها من الموارد".

وفي ختام رسالته، دعا بان كي مون العالم للتفكير في العواقب البيئية المترتبة جراء الخيارات التي نتخذها، داعيا كافة أفراد الشعوب ليكوني أفضل الحكام لكوكبنا.

في حين أفاد رئيس مجلس أمانة العاصمة محمد علي الخزاعي بالقول:"إن أهم التحديات التي تواجهها التنمية المستدامة هذه الأيام هي قضية القضاء على الفقر، من خلال التشجيع على اتباع انماط إنتاج واستهلاك متوازنة، دون الأفراط في الاعتماد على الموارد الطبيعية.

وعليه جاء موضوع يوم البيئة العالمي لهذا العام تحت عنوان "كفاءة استخدام الموارد والاستهلاك والإنتاج المستدامين في سياق القدرة على تجدد الكوكب"، وشعار يوم البيئة العالمي المتمثل في "سبعة مليارات حلم على كوكب واحد، فلنستهلك بعناية"، لحشد الهمم والتصدي لظاهرة الاستهلاك غير المستدام والذي بتنا نتعايش معه كأحد مسلمات الحياة.. فكم شخص منا في هذه القاعة لا يحمل في جيبه هاتفين!!".

وبين الخزاعي على أنهم في مجلس أمانة العاصمة يؤمنون بشدة بالمنافع التي توفرها نماذج الاستهلاك والإنتاج المستدامين على جودة الحياة في المدن. إننا نسعى جاهدين نحو إبراز عاصمة المنامة لتكون احد منارات المدن المستدامة في المنطقة وذلك من خلال إدماج الأبعاد الاقتصادية والبيئة والاجتماعية ضمن البرامج والمبادرات الاستراتيجية التي ينفذها مجلس أمانة العاصمة مع الجهات المختلفة".

من جانبه قال رئيس جمعية المهندسين البحرينية مسعود الهرمي:"يعكس شعار هذا العام مدى ترابط القضايا البيئية والاقتصادية مع الإدارة الحكيمة على كوكب الأرض مما يعود على الإنسان في نهاية الأمر بالمنفعة، ومع تسارع المدنية الحديثة في نموها وازدهارها تتسارع أنماط الاستهلاك المختلفة للبشرية إلى حد لا تستطيع فيه البيئة الطبيعية مواكبة الطلب المتزايد والمتسارع على المصادر الطبيعية بما يؤمن ديمومتها، مؤكدا على أن المختصين يدقون نواقيس الخطر من أنه في حال استمر الاستهلاك بنفس معدلاته الحالية، مع الزيادة المتوقعة لسكان الأرض فإنه سيصبح من الصعب جدا تأمين احتياجاتهم بنفس أنماط الاستهلاك التي تم الاعتياد عليها، ذلك لأن العديد من الأنظمة الحيوية قد وصلت إلى مراحل حرجة، فهي إما أن تكون قد قاربت على النفاد أو أن تكون التغييرات الناجمة عن تأثيراتها السلبية غير قابلة لإعادتها لأوضاعها السابقة.

ونوه الهرمي بالقول :"إن الجمعية تحرص على مشاركة العالم باحتفالاته بيوم البيئة العالمي من كل عام، لما لهذا الحدث العالمي من أهمية وتأثير على كافة المستويات، وعليه فقد نظمت الجمعية بالتزامن مع احتفالها بيوم البيئة العالمي ورشة عمل تهدف إلى تسليط الضوء على أنماط الاستهلاك المستدامة في مختلف الموارد، وتشمل الماء والغذاء والطاقة وذلك في إطار موضوع الاحتفالية لهذا العام".

كما شاركت هذه الجهات بأوراق عمل متخصصة تتناول أبرز قضايا البيئة العالمية والتحديات والحلول لهذه القضايا عالميا، ومن أبرز الأوراق المقدمة ورقة بعنوان "الاستهلاك المستدام وإدارة النفايات في البحرين" قدمها المهندس ريحان أحمد من المجلس الأعلى للبيئة، وورقة مقدمة من أمانة العاصمة بعنوان "المباني الخضراء وعلاقتها بالاستهلاك المستدام"، حيث قدمها المهندس مازن العمران، وعرض المهندس فريد بوشهري من "يونيب" ورقة بعنوان "الاستهلاك والإنتاج المستدام"، في حين قدمت عضو جمعية المهندسين البحرينية ليلى جناحي ورقة عمل بعنوان "ترشيد الطاقة والتنمية المستدامة".