أكدت وزارة الخارجية الروسية، أمس الاثنين (1 يونيو/ حزيران2015)، أن القرم جزء من روسيا، ولهذا فمن الممكن إذا لزم الأمر نشر الأسلحة النووية الروسية هناك.
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن مدير قسم شئون عدم انتشار الأسلحة والرقابة عليها بالخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، أن «يحق لروسيا بلا شك، إذا اقتضت الضرورة ذلك، نشر أسلحتها النووية في أراضيها، بما في ذلك في شبه جزيرة القرم».
جاء ذلك تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الأوكراني بافل كليمكين الذي قال في اجتماع الناتو في أنطاليا التركية منتصف مايو/ أيار الماضي: «إن أية خطوات وحتى إشارات من الجانب الروسي بشأن إمكانية نشر أسلحة نووية في القرم ستعتبر خرقاً صارخاً لكل القواعد الدولية، وعلى المجتمع الدولي في هذه الحالة أن يرد بكل حزم».
وفي سياق ذاته، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين بـ «عبثية» انتقادات دول الاتحاد الأوروبي للائحة الروسية السوداء التي تمنع 89 شخصية أوروبية من دخول روسيا.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي «اشعر بالانزعاج عندما أفسر عبثية (..) مثل هذا المنطق».
واعتبر أن الإجراءات التي اتخذتها موسكو «متناسبة بل أنها دون العقوبات الأحادية الجانب التي اتخذها الاتحاد الأوروبي».
وأضاف «هذه العقوبات تشمل شخصيات دعمت بشكل نشط انقلاباً تعرض أثره مواطنون روسيا في أوكرانيا إلى اضطهاد وتمييز».
وانتقد الاتحاد الأوروبي والعديد من دوله مثل ألمانيا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا، بحدة منذ الجمعة اللائحة الروسية التي صدرت رداً على عقوبات وإجراء مماثل اتخذه الاتحاد الأوروبي.
وتضم اللائحة الروسية 89 اسماً بينها اثنان لرئيسي وزراء سابقين وعدد من كبار المسئولين في مجال الدفاع وبرلمانيين ومعارضين للسياسة الروسية، وأبلغت روسيا اللائحة الجمعة إلى السفارات المعنية.
ولم تعلن موسكو عن اللائحة قبل كشفها من قبل الأشخاص المعنيين والدبلوماسيين.
وأوضح لافروف «لم نرغب في إتباع المثل السيئ للاتحاد الأوروبي وشن حملة مدوية من خلال كشف هذه الأسماء كما فعلت بروكسل» مؤكداً أن موسكو لم تبحث عن «إثارة فضيحة».
وندد الاتحاد الأوروبي عبر احد المتحدثين باسمه السبت بالإجراء الروسي ووصفه بأنه «اعتباطي تماماً وغير مبرر».
وفي سياق منفصل، ذكرت أطراف النزاع في شرقي أوكرانيا أن خمسة أشخاص لقوا حتفهم في غضون 24 ساعة خلال تجدد المعارك بالمنطقة.
واتهم الانفصاليون الموالون لروسيا وحدات الحكومة الأوكرانية بقتل ثلاثة مدنيين إثر قصف في منطقة دونيتسك، فضلاً عن إصابة خمسة آخرين.
من جانبه، أوضح الجيش الأوكراني أن شخصين في صفوفه لقيا حتفهما وأصيب آخر إثر قصف من جانب المجموعات المسلحة من المتمردين، ولم تؤكد أية جهة مستقلة هذا النبأ.
يأتي ذلك فيما بدأت أمس تمارين حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في دول البلطيق وبولندا، في خطوة تهدف إلى طمأنة الدول المجاورة لروسيا وسط توتر بشأن أوكرانيا.
ويثير اندفاع روسيا في شرق أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم في مارس/ آذار 2014، مخاوف هذه الدول التي كانت منضوية تحت راية الاتحاد السوفيتي طيلة نصف قرن.
ويشارك أكثر من ستة آلاف جندي من 13 دولة في الحلف الأطلسي في تمارين «السيف القاطع» 2015 في استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، وجميعهم أعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
العدد 4651 - الإثنين 01 يونيو 2015م الموافق 14 شعبان 1436هـ