بالإرادة والعمل يمكن لأي شخص أن يصل إلى هدفه ويحقق مبتغاه، وبمساندة الآخرين حين يجدون من صاحب الهدف رغبةً قويةً في إنجازه يمكن اكتمال أي مشروع أو أي حلم ليغدو واقعاً معاشاً، خصوصاً حين يحمل مسعىً نبيلاً.

هذا باختصار ما قام به فريق الناجين من السرطان وأصدقائهم، حين قرّروا المضي في الاحتفال السنوي باليوم العالمي للناجين من السرطان؛ فها هم يستعدون لإطلاق النسخة الثالثة منه بشكلٍ يبدو أكثر إحكاماً وتنظيماً من خلال ما ينشر لهم من إعلاناتٍ وأخبارٍ في حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالفريق أو في الصحافة.

فريقٌ يشكّله متطوعون مؤمنون بعملهم، لا تقف وراءه ولا أمامه أية مؤسسة أهلية أو خاصة، بل تحركه الرغبة الصادقة في مساندة كل فرد في المجتمع ممن أصيب بهذا المرض ومازال يتعالج ليهزمه أو من نجا منه واستطاع أن يكون قدوةً لغيره في تحمل كل ما يتعلق بالإصابة من آلام جسدية ونفسية، وفي الوقوف جنباً إلى جنب مع ذوي المرضى أو معارفهم، ليبثوا في قلوبهم الأمل وفي أرواحهم القوة، فتغدو الأيام أقل دراماتيكية وأخف تراجيدية مما تبدو عليه؛ وليكون مشوار العلاج أسهل على رغم كل ما يعتري المريض وذويه من خوف وقلق وألم، وعلى رغم السوداوية التي تحملها كلمة «سرطان» سابقاً حين لم تكن كل قصص النجاة منه تصل إلى الناس مثلما يحصل اليوم.

هذا الفريق استطاع أن يوسّع دائرته عاماً بعد عام، ليثبت أن العمل التطوعي مازال بخير، وأن الراغبين في فعل الخير ونشر الثقافة ومساندة الآخرين مازالوا موجودين في عالم كثرت مآسيه، وكثر فيه من لا يملكون قلوباً بشرية، ومن غيّبوا ضمائرهم وقتلوا كل إحساس إنساني بداخلهم. والمشاركون في الفعالية استطاعوا أن يثبتوا أن الاستجابة للدعوات التي لا تبتغي غير خدمة المجتمع وتثقيفه ونشر ثقافة العمل التطوعي بداخله مازالت مستمرة، ومازالت تحقق نجاحات باختلاف نسبتها.

يوم الجمعة القادم في السابعة والنصف، سيكتب الله لفعالية هذا الفريق لهذا العام أن ترى النور على مضمار نادي الشباب بقرية السنابس، وهذه دعوة للقراء الأعزاء للمشاركة فيها؛ كي تكون المشاركة دافعاً للفريق لمزيدٍ من العطاء ومزيدٍ من العمل؛ ولكي يغيّر المجتمع نظرته لهذا المرض والمصابين به؛ وليعرفوا أن هناك ناجين كثيرين استطاعوا أن يجتازوا مرحلة الخطر ومرحلة المرض ليشفوا منه تماماً، ويغدو مجرد ذكرى ودليلاً على قوة إرادتهم ورغبتهم في مواصلة الحياة من غير مرض اسمه السرطان.