أماط الباحث التاريخي جاسم آل عباس عبر مدونته «سنوات الجريش» اللثام عن عالمٍ من أهل البحرين تتلمذ على يد الشيخ المفيد قبل 1000 عامٍ من الآن، قادت إلى التعرف عليه مخطوطة بالمكتبة الوطنية في العاصمة الإيرانية طهران «كتاب خانه ملي».

المخطوطة التي حصل عليها آل عباس من الشيخ إسماعيل الكلدار، دوَّنت أن الشيخ أبوعبدالله محمد بن عبدالله العبدي البحراني (نسبة الى عبدالقيس) وثق أحاديث لفقيه عصره الشيخ المفيد (واسمه الفعلي الشيخ محمَّد بن محمَّد بن النعمان بن عبدالسَّلام الحارثي المذحجي العكبري، المتوفى في 1022م، ولقب بالمفيد لكثرة ما يستفيد الناس من علمه) في نسخةٍ حوت تأكيدا بصحتها من الشيخ المفيد نفسه.

وعُثِرَ على الشيخ البحراني في مخطوطة بالمكتبة الوطنية لطهران مرقومة (2367718)، وتعود إلى نسخة من كتاب «الأمالي» للشيخ الطوسي «وهي غير مؤرّخة، ولا يعلم كاتبها» حيث كتب الناسخ في نهاية النسخة مجموعة أحاديث للشيخ المفيد، وذكر أنه استنسخها من نسخة كانت بخط الشيخ الحلي (الشيخ أبوعبدالله، محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس العجلي الحلّي المعروف بابن إدريس، صاحب كتاب «السرائر»، المتوفي العام 1201م) وهو قد نقلها (أي الحلي) من نسخة عتيقة كانت بخط الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد العبدي البحراني، بتاريخ كتابة يعود إلى سنة 403 هجرية (1012م). والنسخة مقروءة على الشيخ المفيد، وعليها إنهاء «تعليق» الشيخ المفيد لكاتبها الشيخ العبدي البحراني.

ووفقاً لما نقله آل عباس في «سنوات الجريش»، فإن الشيخ العبدي البحراني ليست له ترجمة في كتب الرجال والتراجم العامة، ولم يذكره أيضاً من صنَّف في تراجم علماء البحرين خاصة، مرجعاً ذلك إلى «شح المصادر الواصلة إلينا في تراجم علماء تلك الحقبة».

ونقل آل عباس عن الشيخ العبدي البحراني أيضاً أنه «حضر في بغداد على الشيخ المفيد، ونسخ مجموعة من أحاديث أستاذه في صفر سنة ثلاثة وأربعمئة هجرية (1012م)، وقرأ هذه الأحاديث التي استنسخها على أستاذه الشيخ المفيد، وشهد له الشيخ المفيد بذلك بخطه على تلك النسخة، فقال: «قرأ عليّ هذه النسخة من أولها إلى آخرها الشيخ أبوعبدالله محمد بن عبدالله العبدي البحراني - أدام الله عزه - وصحّحها وكتب محمد بن محمد بن النعمان في شهر...».

وجاء في نص المخطوطة التي قادت إلى التعرف على الشيخ العبدي البحراني «وجدت في النسخة المنقول منها هذه النسخة ما صورته، الأصل بخط الشيخ الإمام الفقيه محمد بن إدريس عن أستاذي أبي علي، وذكر أنه فرغ من نسخه في جمادي الأولى سنة ثلاث وسبعين وخمسمئة (1177م)، وذكر أنه: (كتبته من نسخة بخط محمد بن عبدالله بن محمد العبدي البحراني، وصورة تاريخ كتابتها في مدينة السلام في صفر في سنة ثلاثة وأربعمئة (1012م)، وعليه قراءة لكاتبها ما هذا حكايته: «قرأ عليّ هذه النسخة من أولها إلى آخرها الشيخ أبوعبدالله محمد بن عبدالله العبدي البحراني - أدام الله عزه - وصحّحها وكتب محمد بن محمد بن النعمان في شهر... ، وبقية الكلام والتاريخ كان قد دُرست كتابتها فلم أثبتها، فإن وجد واجدٌ منها شيئاً يحتمل فساده وأنه غير صحيح فبالله عليه لا يغيره، فهذا به وجدته)».