أكد السفير الماليزي لدى البحرين داتو أحمد شهناز عبدالصمد أن بلاده تتمتع بأمن واستقرار يجعلها بيئة خصبة للاستثمار نافياً غياب الأمان في ماليزيا وتخوف البحرينيين خاصة بعد حادثة مقتل المصرفي من أصل بحريني حسين نجاد وأيضاً اختطاف طالب بحريني. إلى ذلك، قال السفير الماليزي إن مجال التعاون في الاستثمار والتعليم مازال قائماً إذ يوجد حالياً 500 طالب بحريني يدرس في الجامعات الماليزية. وأضاف في حديث خاص مع «الوسط» أن البحرين شأنها شأن الكثير من العواصم الإقليمية الكبرى تخطو بخطوات ثابتة لتكون أشبه بمركز تجاري مرموق، كونها تملك كامل المقومات التي تجعل منها مركزاً مالياً وتجارياً متميزاً في منطقة الخليج. وكشف أن حجم التجارة الحالي بين البلدين مازال يعتبر منذ العام 2013 وحتى اليوم صغير جداً ويقرب من 250 مليون دولار في الإجمال ومعظم الفائض التجاري لصالح البحرين مؤكداً أن على البلدين العمل للارتقاء بحجم التجارة بينهما لتصل إلى 3 مليار دولار بحلول 2020. أضف إلى ذلك، المشاريع المتعلقة بالمساحات الخضراء وتشيد المنتزهات العامة في أرجاء مناطق وأحياء البحرين بدءاً بمشروع منتزه مدينة حمد الذي مازال ينتظر العمل على تنفيذه الذي من المتوقع أن يكلف 3.5 ملايين دينار، وهو ما يأتي ضمن مشاريع الشراكة الماليزية البحرينية ضمن تنفيذ مجموعة الحدائق والمنتزهات وتطوير السواحل والواجهات البحرية في مختلف مناطق البحرين.

وهذا نص الحوار كالآتي:

كيف هي العلاقات بين البحرين وماليزية؟ وما طبيعة المشاريع التي يسعى الجانبان على تنفيذها؟

- العلاقات التي تربط ماليزيا بالبحرين تتسم بالودية والتاريخية والعمق، كما أنها تشمل العديد من المجالات، خاصة أن البلدين يتشابهان في العديد من القواسم المشتركة باعتبارهما من الدول المسلمة كما إننا نتفهم طبيعة البحرين وباقي بلدان الخليج خاصة عندما يأتي إلى التعاون التجاري والسياحي والاستثمارات ولهذا فإننا وقعنا على عدد من الاتفاقيات للبدء في مشاريع حيوية ومهمة داخل البحرين مثل مواضيع تتعلق بالطرق والجسور والبنية التحتية للمناطق أضف إلى ذلك العمل على مخطط هيكلي وطني استراتيجي يحول البحرين إلى مساحات خضراء من خلال تشييد منتزهات تحت مواصفات عالمية وخاصة ونحن مختصون في ذلك ولدينا باع طويل جعلنا في مقدمة الدول في مجال تنسيق وتخطيط المنتزهات والحدائق ونحن اليوم ننتظر من الجهات المعنية بالدولة في البحرين للبدء في العمل لمنتزه مدينة حمد المنتظر الذي سيكون أحد أهم المشاريع المهمة التي ستميز البحرين خاصة لو طبق هذا النموذج في باقي مختلف مناطق البحرين.

متنزه مدينة حمد

هل المشروع معطل؟ رغم أن هناك مشاريع تنتظر إنشاء 40 حديقة في مختلف مناطق البحرين؟

- المهندس الماليزي المسئول عن تنفيذ مشروع متنزه مدينة حمد مازال موجوداً في البحرين ينتظر إشارة للبدء في تنفيذ مشروع المنتزه. نحن نسعى من هذه المشاريع والشراكة أن نجعل البحرين نموذجاً للمساحات الخضراء والحدائق تحت المعايير الصحيحة التي تجعل منها مكاناً يستقطب المواطن والمقيم والسائح. وكما ذكرت مسبقاً نحن لدينا باع في هذا المجال ولدينا أنشطتنا ومعارضنا السنوية التي تقام في شهر مايو/ أيار من كل عام وأيضاً مشاركاتنا في معارض أوروبية مثل تشلسي التي تقام في المملكة المتحدة والتي تم فيها تصنيفنا في مقدمة دول العالم من حيث تنسيق وتشييد الحدائق والمتنزهات.

لكن في البحرين توجد متنزهات وحدائق؟

- نعم توجد لكن هناك غياب تام لثقافة تنسيق وتشييد هذا النوع من المتنزهات الذي نود تشييده في أقرب وقت ممكن بمدينة حمد. نحن نريد أن نؤسس لمعايير دولية لشكل المتنزهات في البحرين وهو غير موجود في الوقت الحالي. ونأمل من الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني أن تبدأ بالمشروع وخاصة أنها بصدد تنفيذ 25 حديقة في مناطق لاتزال لا تتوافر فيها حدائق.

الجامعات الماليزية

ما طبيعة التعاون بينكم وبين البحرين في مجال التعليم؟

- التعاون في مجال التعليم في تزايد مع الجانب البحريني إذ يبلغ عدد الطلبة البحرينيين حتى العام الجاري 500 طالب يدرس في غالبهم مجالات الهندسة والطب البشري وتقنية المعلومات وخاصة أن الجامعات الماليزية معتمدة ومعترفة من قبل قائمة وزارة التربية والتعليم في البحرين وهو ما يجعل اختيار الجامعة المناسبة للطالب سهلاً لأن السفارة في البحرين تحظى هي الأخرى بقائمة للجامعات المعترف بها من قبل الحكومة الماليزية.

ماذا عن المنح الدراسية. هل تطرحون كبعض السفارات منح للدراسة في جامعاتكم؟

- نعم هناك جامعات تطرح مثل هذه المنح لكن هي في الغالب لطلبة الدراسات العليا وفي مختلف المجالات.

ماليزيا أمان

لكن في مطلع العام 2014 تم اختطاف طالب بحريني جامعي في ماليزيا. وأثر حادث الاختطاف على رغبة الطلبة البحرينيين للدراسة في الجامعات الماليزية أو قلل من حضور السياح البحرينيين بعد حادثة مقتل المصرفي المعروف حسين نجاد؟

- ليس صحيحاً وهذه الحوادث تحدث في كل بلد وفي كل مكان إلا أنني أؤكد أن بلدنا آمن ومستقر وليس لدينا أي مشاكل داخلية أو خارجية تؤثر على استقرارنا وعلى أمننا الداخلي. والمصرفي نجاد كان شخصية مهمة في ماليزيا وأعطيت لقب «داتو» وهي أعلى شيء تعطيه الدولة الماليزية. فقد كان عنصراً مساهماً في دفع الاقتصاد وتأسيس مصارف وغيرها في ماليزيا وقد كان متزوجاً من ماليزية أيضاً.

الحجم التجاري والخليج

ماذا عن علاقاتكم مع باقي دول الخليج؟

- بالطبع نتمتع بعلاقات مميزة مع جميع دول الخليج التي في معظمها تحظى معها مشاريع استثمارية وتجارية مشتركة ونحن دائماً ندعم ونقف في صف القضايا التي تمس أمن واستقرار دول الخليج ونبذ كل أشكال الإرهاب والعنف.

ماذا عن الحجم التجاري بين ماليزيا والبحرين؟ وأي تعاون في المجال المصرفي؟

- حجم التجارة الحالي بين البلدين يعتبر صغيراً جدّاً منذ العام 2013 وحتى اليوم ويقرب من 250 مليون دولار في الإجمال، ومعظم الفائض التجاري لصالح البحرين، لكننا نسعى للعمل والارتقاء بحجم التجارة بينهما لتصل إلى 3 مليارات دولار بحلول 2020. هناك مجالات التمويل الإسلامي والمجال المصرفي وهما بحاجة إلى شراكة أكبر وليس من المفترض أن يتنافسا لأن البحرين وماليزيا تتمتعان بمميزات تنافسية أخرى لابد من توظيفها.

التأشيرة السياحية

ماذا عن التعاون السياحي وعدد السياح من البحرين إلى ماليزيا؟

- بحلول العام 2020 نسعى إلى جذب ما يصل إلى 36 مليون سائح إلى ماليزيا. والبحرينيون في تزايد كما أن البحرين واحدة من الدول التي نحرص على تواجد مواطنيها في مواسمنا السياحية المختلفة وخاصة أننا الآن فتحنا من جديد مجال السياحة العلاجية وهو ما نأمل أن نتوسع به.

ماذا عن تأشيرة الدخول إلى ماليزيا؟ وهل تعاملون بالمثل في البحرين؟

- بالنسبة للبحرينيين فهم لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول لقضاء عطلاتهم السياحية ولكن الأمر ليس كذلك مع الماليزيين الذي نأمل أن يتغير في المستقبل القريب.

حالياً كم عدد الماليزيين في البحرين؟ وفي أي قطاعات الأعمال يعملون؟

- هناك 250 مواطناً ماليزياً يعملون في القطاعات المختلفة، مثل والبنوك وقطاع الهندسة والمنشآت إلى جانب شغل بعض الماليزيين في مجال صناعة المواد الغذائية التي بدأت تباع داخل الأسواق المحلية ونحن أيضا نسعى إلى إدخال منتجات «الحلال» التي بدأت تلقى إقبالاً في مجتمعات الخليج.