أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري تطابق وجهات نظر مصر مع السعودية فيما يتعلق بأزمتي سورية واليمن.
وقال شكري في مؤتمر صحفي في القاهرة مع نظيره السعودي عادل الجبير :"مصر جزء من تحالف دعم الشرعية في اليمن".وأضاف أن مباحثات اليوم تناولت العلاقات الثنائية في مجملها سواء السياسية والاقتصادية أو الثقافية وأن "هناك رغبة مشتركة للاستمرار في العمل بشكل كثيف خلال المرحلة القادمة لتفعيل هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أرفع تحقق طموحات الشعبين الشقيقين".
وأوضح شكري أنه تم أيضا تناول العديد من القضايا الإقليمية سواء المرتبطة باليمن وتحالف استعادة الشرعية في اليمن ووجوده على الساحة حاليا والسعي نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن والتفاعل الإيجابي مع المبعوث الأممي وأيضا استمرار العمليات العسكرية في إطار التهديدات التي تمثلها الأسلحة الموجودة في أيادي عناصر غير منتمية للشرعية في اليمن.
وأكد شكري تطابق الرؤى بالنسبة لاستعادة الشرعية وتنفيذ قرار مجلس الأمن بالجهود والوسائل المبذولة لتحقيق الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني ورفع المعاناة عنه بقدر الإمكان ، مشيرا إلى أنه تم أيضا بحث الأوضاع في سورية وأهمية إيجاد الدعم للقوى المعارضة السورية الوطنية حتى تستطيع أن تفعل العمل السياسي لخروج سورية من أزمتها وفقا لمقررات جنيف1 بالإضافة إلى تناول تكامل العمل بين مصر والسعودية في دعم المعارضة الوطنية ومقاومة ما يتم من انتشار الإرهاب والعناصر الإرهابية على الساحة السورية.
وأوضح شكري أنه تمت أيضا مناقشة التطورات في العراق وليبيا وقضية الإرهاب "وسوف نعمل على المشاركة في المؤتمر المقرر عقده بباريس بعد غد الثلاثاء لدول التحالف ضد داعش للتأكيد على الموقف العربي من أهمية التصدي لهذه الظاهرة بشكل شامل ومتكامل وعمل مشترك وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في هذا الشأن".
وأعرب عن تطلعه لعمل مثمر مع نظيره السعودي خلال الفترة القادمة في ظل التحديات الراهنة،واصفا العمل المشترك بين مصر والسعودية بأنه لا غنى عنه للحفاظ بالنسبة للأمن القومي العربي.
ونفى شكري أنه يتم الإعداد لمبادرة تتم بلورتها مع روسيا بخصوص سورية ، ولكنه أشار إلى تواصل الاتصالات مع روسيا لما لها من نفوذ.
من جانبه قال الوزير السعودي إن "التنسيق بين الجانبين مستمر والفهم المشترك قائم".
وأوضح الجبير أن جهودا تبذل لتحديد موعد للقاء جنيف لحل الأزمة اليمنية ، مؤكدا أن الهدف الأساسي من هذا اللقاء سيكون تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الصادر بشأن الأزمة اليمنية.
وأكد الجبير أهمية العلاقات التي تربط بين البلدين وحرص قيادتي البلدين على تعزيزها ، معربا عن تطلعه لمزيد من التشاور والعمل مع مصر لصالح البلدين والشعبين.
وردا على سؤال حول ما يتردد عن وجود اختلافات في الرؤى بين البلدين بشان حل الأزمة في اليمن والوضع في سورية ، أكد شكري أن المواقف متطابقة وأن العمل يقوم على تنسيق وثيق "ولدينا رؤية مشتركة واضحة في كيفية التعامل مع الوضع في اليمن ونحن شركاء في الائتلاف الذى يعمل على استعادة الشرعية في اليمن وأيضا التواصل والفهم المشترك قائم في التعامل مع الوضع بسورية".
وقال إن سورية تعد مكونا هاما في الأمن القومي العربي وإن ما تعرض له الشعب السوري من تدمير "يقتضي منا أن نكثف من عملنا وتنسيقنا وهو ما يتم بالفعل" ، مشيرا الى أن مصر ستستضيف الأسبوع القادم المعارضة الوطنية السوري "ونحن أيضا على اتصال مع الشركاء الدوليين الذين لهم التأثير على الساحة السياسية".
ومن جانبه أكد الجبير أنه "يتفق تماما مع ما قاله الوزير شكري فيما يتعلق بسورية واليمن ولا يوجد خلافات بين مصر والسعودية فيما يتعلق باليمن أو سورية وكلنا نسعى لإبعاد بشار الأسد عن الحكم بعد أن فقد شرعيته ونسعى لإيجاد الأمن والاستقرار.. كما نسعى للحفاظ على المؤسسات في سورية حتى يمكن التعامل مع التحديات فيما بعد نظام الأسد".
وقال إنه بالنسبة لليمن فإن مصر كانت من أول الدول التي شاركت في التحالف ، مؤكدا على التنسيق المستمر بين مصر والسعودية.
وأعرب الوزير السعودي عن دهشته لما يتردد عن وجود خلافات في الرؤى بين المملكة ومصر وخاصة في تلك الملفات.
وأشار الجبير إلى "إننا ندعم أي جهود لإيجاد حل سلمي في اليمن كما ندعم أي جهود لتكثيف المساعدات الإنسانية للشعب اليمنى وقد تم تأسيس مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية وللإغاثة الدولية ومن أولويات عمله مساعدة الشعب اليمني وإيصال المساعدات الإنسانية له".
وأضاف الجبير أن "اتصالاتنا مع روسيا تتطابق مع الاتصالات المصرية مع روسيا وهي لإقناع روسيا أن تتخلى عن بشار الأسد أو تفرض ضغوطا أو تستخدم نفوذها مع الأسد لإقناعه بالتخلي عن السلطة في أقرب وقت ممكن".
وردا على سؤال حول التحرك المصري السعودي لمواجهة ظاهرة الإرهاب خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مصر والسعودية وليبيا، قال شكري إن مقاومة الإرهاب من الأمور الهامة التي يتم التنسيق الوثيق بين مصر والسعودية "ونحن نشترك في التحالف الدولي لمقاومة الإرهاب المتمثل في داعش ولكن لدينا رؤية واضحة في إدانة كل الأعمال الإرهابية".
ومن جانبه، قال الجبير إن الإرهاب لا يعرف دين و لا مذهب ولا عرق ولا جنس ولا إنسانية "ومن الواجب على جميع الدول في العالم أن تواجه الإرهاب والتطرف بأقوى شكل ممكن ".
وأشار إلى أن السعودية اتخذت مواقف قوية بالنسبة للإرهاب والتطرف ومن يدعمهم "وسنستمر في ذلك حماية للشعب السعودي وللعالم بأجمعه" ، مؤكدا أن التعاون بين مصر والسعودية في المجال الأمني قوي جدا وكذلك في مجال تبادل المعلومات لمواجهة الإرهاب "ويجب أن نسعى معا لتكثيف التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب" .