شكك ، عضو المكتب الرئاسي لحزب النور شعبان عبد العليم ، في جدية الحكومة المصرية في تنفيذ وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإجراء انتخابات البرلمان قبل نهاية العام الحالي، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الجمعة (29 مايو/أيار2015).
في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس الخميس (28 مايو/أيار2015)، أن «الحكومة لو كانت صادقة في إجراء الانتخابات في هذا الموعد فإنه لا بد أن تأخذ خطوات حقيقية من الآن، وألا تربط تأجيل الاقتراع بشهر رمضان، أو امتحانات الثانوية العامة.. ولا بد أن يرى قانون الانتخابات المعدل النور».
وكان الرئيس السيسي قد شدد خلال اجتماعه مع عدد من رؤساء الأحزاب المصرية، أول من أمس، على ضرورة الانتهاء من انتخابات البرلمان، وتشكيل مجلس النواب قبل نهاية العام الحالي.
وقال عبد العليم، عضو المجلس الرئاسي للنور، إنه «على الحكومة أن تحول كلام الرئيس السيسي لواقع عملي بالانتهاء من قانون الانتخابات وفتح باب الاقتراع»، لكنه استدرك بأن «ذلك لن يحدث على أرض الواقع بسبب أن الحكومة ولجنة انتخابات البرلمان لم تكن لديهما منذ البداية مصداقية في كثير من الأمور».
وتؤكد الحكومة المصرية أنها تسابق الزمن للانتهاء من قانون الانتخابات، إلا أن خبراء دستوريين يشككون في قانونية مشروع الانتخابات البرلمانية المعدل، الذي يتوقع صدوره خلال الفترة المقبلة، بعدما أرسلته لجنة تعديل القوانين المنظمة لانتخابات مجلس النواب إلى قسم الفتوى والتشريع بمجلس الدولة لمراجعته، وفقا لقرار مجلس الوزراء المصري. لكن عبد العليم أبدى تخوفه من تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى بقوله «ما يهم الجميع هو عدم تأجيل الانتخابات، والإسراع في بدء إجراءات الاقتراع مما يعكس مزيدا من الجدية في إنجاز ثالث استحقاقات خريطة طريق المستقبل».
وتعد الانتخابات البرلمانية الاستحقاق الثالث في خريطة المستقبل، بعد الاستفتاء على الدستور وإتمام انتخاب رئيس الدولة، وهي الخريطة التي أعلن عنها الجيش عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في يوليو (تموز) 2013.
وأوضح عضو المكتب الرئاسي لحزب النور أنه «من الصعب عمل تحالف أو جمع جميع الأحزاب المصرية في قائمة موحدة لخوض الانتخابات»، مؤكدا أنه يصعب جمع أكثر من 96 حزبا في قائمة واحدة، ولفت إلى أن «عدم وجود قوائم أو تحالفات بين الأحزاب ليس في مصلحة الناخب، لأنه عندما تكون هناك منافسة بين أكثر من ائتلاف أو قائمة فإن ذلك سيجلب منافع كثيرة للناخب، على اعتبار أن كل تحالف أو كيان سيحاول جذبه إليه»، مضيفا في الوقت نفسه أنه من «الأفضل أن تكون التحالفات بين الأحزاب الكبيرة فقط». ويرى مراقبون أن «النور» هو الحزب الوحيد في البلاد الذي ما زالت قياداته تواصل جولاتها في المحافظات لدعم مرشحي البرلمان المقبل، ويقوم بتنظيم قوافل للعلاج وتقديم خدمات إنسانية، وفي هذا الإطار أكد عبد العليم أن «فترة الهدوء التي حدثت عقب تأجيل الانتخابات أصابت كل الأحزاب بحالة فتور. لكن حزب النور موجود في الشارع فعلا ونشاطه لا يتوقف على الانتخابات فقط».
وحول عدم دعوة «النور» من قبل الأزهر والأوقاف لتجديد الخطاب الديني الذي طالب به الرئيس السيسي للقضاء على العنف والتطرف، قال عبد العليم إن «ما يهم النور هو أن الأمور تسير إلى الخير في مصر حتى لو تم التعاون مع غيره، والنور متواصل بشكل كبير مع الأزهر، وليس لديه أي مانع من المشاركة في تجديد الخطاب لو تمت دعوته».