يعاني بعض الناس من أزمة في «الثقة بالآخرين» وخاصة أزمة الثقة بالشريك ويرجع ذلك إلى أسباب تختلف من شخص لآخر، ولكن ما هي الثقة التي نطلبها من الآخرين أو من الشريك، وهل طلبنا من أحدهم أمر ما وعدم تنفيذه لأسباب قد يراها هو مناسبة تدفعنا لمعاتبته بأن لديه أزمة ثقة بالآخرين وخاصة الشريك.
ولنلخص هنا بعض الاسباب التي توجد هذه الأزمة بين الافراد وخاصة الشريكين فقد تكون نتيجة مقابلة كثيرين الإحسان بالإساءة، والمعاملة السيئة التي قد يكون تعرض لها من أهله أو أقربائه أو القريبين منه، فينشأ عند الإنسان صراع في داخله، يؤدي به إلى فقدان الثقة بالعموم ولأحدثكم عن أنواع عدم الثقة أو الشك بالآخرين فالأول «الشك العادي المقبول» واعتقد شخصيا أن كل شخص يحتاج إلى درجه بسيطة من الشك لحمايته من الوقوع في بعض الأخطاء والتأكد والتيقن من الأمور قبل الإقدام عليها خاصة إذا كانت مبنية على خبرات سابقه أو توقعات اكتسبت من خبرات الآخرين. أما النوع الثاني فهو الذي يكون سمة من سمات الشخصية ومن الممكن ان نطلق عليه الشخصية الارتيابية وتتسم في الأغلب بالشك بدون دليل مقنع والتردد كثيرا في إطلاع الآخرين على أسراره خوفا من أن تستغل يوما ما ضده بشكل أو بآخر وعدم القدرة على الصفح والغفران، ويكون هذا التفكير والانفعالات بسلوك يشمل جميع نواحي الحياة وكل الناس بدون استثناء وإن كان نصيب البعض أكبر (مثل الزوجة والأبناء والأقارب والزملاء).
وهنا قد يتساءل القارئ كيف لي أن أعالج هذه المشكلة، لن أتحدث (بفلسفة) جماعة علم النفس، ونظرياتهم هنا رغم أني احدهن واتبنى كثيرا من نظرياتهم، وأقول ثق في نفسك أولا، فكثيرا من الناس يثقون في أنفسهم ولكنهم لا يثقون في الآخرين.
اذا ما الحل، شخصياً ومن واقع خبرتي المتواضعة أعتقد انها صفة تعتمد في تحليلها لتجربة الشخص نفسه وواقع تجربته (وأتحدث هنا) عن الشك المعقول، من النوع الاول فليس علينا ان نثق في الآخرين بشكل متسرع وثقة عمياء ليس انتقاصا منهم، بل حماية لأنفسنا من كثير من الصدمات التي قد يحملها لنا هذا التسرع.
فاطمة_السيكولجست: أحب جميع الناس، لكن ثق بالقليل منهم (ويليام شكسبير)
إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"العدد 4647 - الخميس 28 مايو 2015م الموافق 10 شعبان 1436هـ
شكرا للتذكير
موضوع شيق وجميل
شكرًا لك
هنيئا لي ولكل قارئ يقرأ لك كل جمعة ويفهم ما تكتبين ويطبقه على أرض الواقع . بشغف انتظر جديدة الجمعة القادمة !