مضت سنوات كثيرة ومازلتُ أجلس في مكاني، كل من حولي سبقني إلى مستقبل زاهر جميل. وأنا مازلتُ أعد المحاولات الفاشلة واليأس.
حين كنت في العاشرة من عمري سمعت المعلم يقول: العلم نور... العلم سلاح المستقبل... ولكنني لم أتقن هذه الكلمات، بل كنت في طيش عامر بالمغامرات التي لا هدف لها. ولم أُعِر الكتاب أي اهتمام فقد كان همّي هو الاستمتاع بيومي فحسب.
ومضت السنين تلو السنين إلى أن أصبحت في عمر الثلاثين، وها أنا أعمل مراسلاً لدى إحدى الشركات الخاصة حيث لا أحظى بأي ترقيات عملية أو زيادة في الراتب، فشهادتي إعدادية، هنا أيقنت أن كلام المدرس صحيح ولكن بعد فوات الأوان، ليتني أكملت دراستي، ليتني لم أهمل في واجباتي. أحبتي الكرام أنصحكم بالدراسة والحصول على أعلى الشهادات العالية، إلى كل مهمل في حقه التعليمي انتبه فسيأتيك يوم تعض فيه أصابع الندم على ما فرطت وأهملت في دراستك واعلم بأنك ستحصل على أردى الوظائف بسبب قلة تعليمك ومستواك الدراسي، كل منا له القدرة والاستطاعة على إكمال الدراسة ولكن نحن من نصاحب اليأس واللامبالاة والإهمال.
دعونا نضع أيدينا ونقول لا لليأس ولا للإهمال... دعونا نصنع مستقبلاً زاهراً متعلماً مثقفاً واعياً متطوراً لا مثيل له.
علياء العميري
قال وليام وورد «المعلم العادي يبّلغ، والمعلم الجيد يشرح، والمعلم الممتاز يوضّح، أما المعلم العظيم يلهم».
هي صفات أجدها أقل مما جمعته تلك المعلمة، وأقصر من استطالة فضائلها.
ونحن موشكون على انتهاء عام من الدراسة، قرأنا فيه في هذا الركن عشرات الملاحظات من هنا وهناك على هذا المدرس وتلك المعلمة، كانت ملاحظات سلبية بغية التعديل.
وفي زخم تلك الرسائل أتيت وأعلم إني سأسرد شعور الكثيرات مثلي، أتيت حاملة باقة من العرفان والتقدير لمن لم تسعَ لتدريس بناتنا كأداء واجب سعياً لإتمامه والانتهاء منه، ولم تسعَ لنيل حافز أوجملة رضى من الأمهات ولم تسعَ أيضاً لتقرأ ما أكتبُه الآن في حقها.
تلك المعلمة لم تكن مدرسة لبناتنا لنقدرها وينتهي الأمر فور التقدير، بل كانت أمهن بكل ما تحويه الكلمة من معاني الأمومة.
حين تخاف على مستوى فتياتنا وتسعى لرفعه، عندما تتواصل بكل طاقاتها مع جميع الأمهات لتحسين المستوى العام للطالبات، عندما تبسط الدروس بكل طاقتها وتدور في حلقة تكرارها المستمر حتى تتشربها جميع الطالبات بكل حرف ومعنى، حينما نجدها في كل أختبار، مشروع، نشاط، امتحان... أول المتواصلات معنا وأول المتمنيات لفتياتنا التوفيق الدائم...
هي أم قبل أن تكون معلمة، ومن الطبيعي أن تتمنى الأم لابنتها ما هوأفضل، أيسر، أعلى، أبسط، لطالما تغنينا بفضلها وجهودها ولم نكل يوماً عن تذكرها ما حيينا. فاطمة الحايكي، أنتِ رمز سيحفر في ذاكرتنا قبل ذاكرة بناتنا... فشكراً تقف عاجزة أمام جهودكِ النبيلة.
ولية أمر طالبة من طالباتكِ
بنت المرخي
عالم غريب يعتبر الإنسانية لا مكانة لها في عالم المادة، وكم من رجل غير سوي يستخدم عضلاته لضرب زوجته ولضرب أخته أو يتصرف تصرفات عنيفة ضد الأطفال. لا أتصور من يلغي إنسانية آخر ومن يفعل هذا هو إنسان مريض، ففي زمننا عندما يضحك البعض على جراح الناس، وألم الناس بدون إحساس، وكيف يمكن أن يلغي الإنسان إنسانيته، ولا يشعر بألم الغير ويطلب من الآخرين أن يشعر بألمه، أنت قبل أي شيء إنسان لابد أن تحترم آدمية الغير. في هذا الزمن كشفت الوجوه الكالحة التي لا ترى وجع الغير يؤلمها؛ بل إن البعض يشعر بالسعادة عندما يتألم هؤلاء، اعتبرهم غير أسوياء ويحتاجون للعلاج النفسي والبعض الآخر من باب الانتقام والتشفي من أشخاص قد أساء لهم هذا منطق البعض غير السوي. والبعض الآخر لا يستطيع أن يصفح عن من آذى كبرياءه وجرحه، ومثال عندما تحدث الخلافات الزوجية ويحدث الطلاق تحدث الكراهية ويتعامل كل من الطرفين بدون إنسانية ويدفع الأبناء الثمن.
أخي القارئ إنك تعيش بين فئات مختلفة من البشر فهم يختلفون عن بعضهم، فهناك من يتسامح ويذكر الله قبل أن يتخذ قراراً خاطئاً في حق الآخرين، فعليك يا أخي التريث في كل خطوة تخطيها أو أي إجراء تتخذه ضد الآخرين. حفظك الله.
صالح بن علي
كان فعلاً مهرجاناً متنوعاً فيه التسويق والترفيه والمتعة واللقاءات وحديث أيام زمان والألعاب المتنوعة شاركت فيه الجموع من داخل القرية وخارجها، صغارها وكبارها شيبها وشبانها نسائها ورجالها. شاركت مؤسسات قرية باربار الأهلية في تنظيمه، جمعية باربار الخيرية ونادي باربار الثقافي والرياضي وجمعية باربار النسائية ومشروع تعليم الصلاة وكشافة الإمام المنتظر وبهذه المناسبة فإن لي عدة ملاحظات:
عكس تنظيم هذا المهرجان الرائع على ساحل قرية باربار من قبل مؤسسات المجتمع المدني إمكانية عملية التوافق بين المؤسسات في تنظيم الفعاليات المجتمعية وقد حدث سابقاً مثل ذلك، كما عكس التنظيم تضافر الجهود المجتمعية والوطنية للمؤسسات والتي تؤتي ثماراً أفضل، كما أن عملية نقل الحفل من داخل القرية إلى ساحل قرية باربار خطوة موفقة لأجل توجيه الاهتمام والارتباط بالساحل والبيئة البحرية كان الحدث الأبرز في اهتمامات المشاركين فلم أسمع إلا الثناء على اختيار المكان الذي تبين أن هنالك جهود مشكورة في تنظيف الساحل لم تكن موجودة قبل الفعالية، وإن كنّا نتطلع إلى الأفضل، ربما كانت هناك رعاية رسمية لإقامة هذه الفعالية لكنها خجولة وغير ظاهرة رغم أنها فعالية وطنية بامتياز . أبرز الملاحظات أن المهرجان افتقد للخرائط الإرشادية والجهات المشاركة والداعمة، كان بالإمكان أن يكون الحضور كبيراً أكثر لو أن الجانب الإعلامي أخذ دوره بفعالية أكثر، وإعطاء المنظمين الوقت الكافي للاستعداد للمهرجان القادم قبل فترة كافية، كما إنه كان الأجدر على المنظمين أن يصدروا كتيب عن المشاركين والرعاة والمنظمين والبرنامج بفترة كافية. افتقدنا هذه السنة الدعوات لوجهاء القرية والمؤسسات الأخرى، ما هي الدروس المستفادة وما هو المنتج النهائي لهذه الفعالية؟
يمكن ملاحظة بعض النتائج كالراحة النفسية وعلامات الفرح على الوجوه وربما الإحساس بالحاجة إلى الارتباط بالبيئة و... وإبداعات المشاركين والمردود المادي البسيط وغير ذلك من ثمار المهرجان كذلك أيضاً بروز حجم التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني . شخصياً أعتقد بأن إبداع المنظمين كان يحتاج إلى لمسات ليظهر بالصورة المتوقعة لإمكانيات وقدرات المنظمين الكبيرة التي ظهرت في فعاليات أخرى، كما أعتقد بأن الفعالية نجحت إذا لاحظنا نتائج التعاون والارتباط بالساحل والفرحة وحجم المشاركة وإبداعات الصغار والكبار والتسويق للمنتجات المحلية وغير ذلك.
علي عبدالله محمد سبت
العدد 4647 - الخميس 28 مايو 2015م الموافق 10 شعبان 1436هـ