مع التطور الهائل في التكنولوجيا، أصبح التدريس ممكناً عن بعد، فمن خلال برامج يتم تنزيلها على الحاسوب أو على الهاتف الذكي من خلال تطبيقات، تستطيع أن تقوم بمتابعة المحاضرة أو الدروس التعليمية أو المناقشات في شتى أنحاء العالم.
توجه الناس نحو التكنولوجيا يخلق جيلاً يسعى لأن يكون اعتماده الكلي على هذا التطور المبهر، في حين هناك جيل يستبعد أن تحل التكنولوجيا محل الفصل الذي يكون فيه التدريس مباشراً.
هناك رأي من أولياء الأمور يحبذ وهناك لا يقبل بالفكرة، وكلاهما موضوع تحقيقنا بشأن التعليم الإلكتروني الذي استطعنا أن نستطلع آراء طلاب وأولياء أمور واختصاصيين.
زينب السماهيجي (طالبة أعمال مصرفية ومالية في جامعة البوليتكنك)، تقول: «مع تطور التكنولوجيا ودخولها بشكل كبير في التعليم، إلا أنني لا أستطيع أن أدرس من خلالها في أوقات الامتحانات، لأنها تؤثر علي سلباً أكثر من أن تكون إيجابية».
وتضيف «حينما أقوم بالدراسة سواء من الهاتف الذكي أو الحاسب الآلي يؤثر ذلك على تركيزي ويشتت افكاري وسهل نسيان ما أقوم بدراسته، وغير ذلك أنها تسبب لي إجهاداً بالعين والصداع». وتتابع «إنني أفضل الطريقة التقليدية أكثر لأنها أسرع في الحفظ وأسهل في إيصال المعلومة ولا شيء آخر قد يشغلني».
وتابعت «ولكن من الممكن أن أتواصل مع زملائي أو مدرس المادة أو أي شخص من الممكن أن يجيب على أسئلتي أو يشرح ما تعسر عليَّ فهمه فيما يتعلق بالمادة من خلال استخدام وسائل التواصل المتاحة تكنولوجياً».
من جهتها، قالت يثرب رمضان (طالبة إعلام): «إن التكنولوجيا مهمة جداً في الدراسة فهي توفر مصادر كثيرة للبحث والتوسع في المواد، إضافة إلى انها توفر الجهد والوقت من ناحية محركات البحث والإنترنت». وأضافت «أما وسائل التواصل الاجتماعي فهي تؤثر بالسلب علينا كطلبة، وبحسب رأيي اعتبرها مضيعة وقت، حيث إن الدراسة أصبحت أسهل بوجود التكنولوجيا».
وأوضحت «في حين يستصعب علينا فهم بعض المواد نلجأ للشرح الموجود على الشبكة، إضافة إلى المعلومات الإضافية الموجودة ولكن قد تؤثر سلباً فقد ينشغل الطلبة بوسائل التواصل الاجتماعي عوضاً عن البحث والدراسة».
رأي أولياء الأمور
وتقول فاطمة الشروقي: «لا يوجد لدي مانع من أن يواكب ابني هذا التطور في استخدام التكنولوجيا الحديثة في دراسته، ولكن بعدما يكمل مراجعته الفردية، لأن الدراسة مع المجموعات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مثل «الواتس أب» طريقة حديثة وعصرية، فكل ما هو جديد يصعب على المجتمع تقبلة لأنه اعتاد على طريقة معينة يراها هي الأصلح والأمثل، ولكني كولية أمر أجد أنه من الأفضل أن أجعل ابني ينخرط مع المجموعات ليستفيد منهم وليعزز ما تم دراسته معهم وليفيد أصدقاءه بما عنده ويستفيد بما عندهم من معلومات».
وأضافت «لابد من إعطاء أبنائنا مساحة من الثقة والاعتماد على النفس لنعزز لديهم روح المسئولية والاعتماد على النفس، فبالدراسة الجماعية ستكون لديه علاقات كثيرة ومتنوعة لربما يستفيد منها في مستقبلة العملي، فأنا أرى أن كل عصر يختلف عن الآخر وزمن أجدادنا لم يعد ينفعنا في طريقة دراستنا وزماننا لا ينفع أبناءنا لأننا دخلنا على عصر الثورة المعلوماتية والتي باتت تدخل في جميع شئون حياتنا».
وتابعت «إذا عارضت ابني في استخدام التكنولوجيا الحديثة فإنه سيُصبِح إنساناً متخلفاً عن الجميع لأن هذه الثورة لن تتوقف فإذا لم يواكبها الشخص لن يستطيع اللحاق بها، فأنا أشبه الثورة التكنولوجية بالقطار، إذا وصلك لمكانك ولم تركبه فلن يتوقف لأجلك ولن يعود بل ستضطر إذا احتجته أن تتعب من أجل اللحاق به، فكذلك هي التكنولوجيا بالضبط، إذا هي الآن بين أيدي أبنائنا، فلندعهم يواكبونها بالطريقة التي ممكن أن يستفيدوا منها لأنها لن تتوقف من أجلهم بل هي في كل يوم تتجدد، فإذا ذهبت سيُصبِح من الصعب اللحاق بها فلربما يصلون إليها ولكن سيجدونها قد تبدل شكلها الذي كانوا يعرفونها عليه ليرجعوا مرة أخرى يحاولون دراسة ما أستجد فيها، فأنا أنصح أولياء الأمور بأن يجعلوا من هذه التكنولوجيا أداة خادمة لهم في تدريس أبنائهم لأن المناهج التي درسناها لم تعد هي التي يدرسها أبناؤنا فأصبح من الصعب تدريس الأبناء في هذا الزمان، فبدلاً من الاستعانة بالمدرس الخصوصي أصبح اليوتيوب يقوم بالعمل نفسه وبأقل التكاليف وأيسر الطرق، ويدرس جميع المناهج التي يريدها الطالب، كل ذلك ممكن أن يتقبله أولياء الأمور إذا نزعوا عنهم السلبية في النظر للأمور واستبدلوها بالنظرة الإيجابية والتي حتماً ستعود عليهم وعلى أبنائهم بنتيجة رائعة».
لا أحبذ التكنولوجيا
ندى السماهيجي، تختلف في رؤيتها عن استخدام التكنولوجيا في الدراسة، فتقول: «لا أسمح لأولادي أبداً باستخدام التكنولوجيا للدراسة، لأن ذلك فيه مضيعة للوقت، وعند استخدامهم لوسائل الاتصال الاجتماعي سيضيع عليهم الوقت في رأيي لا إرادياً». وأضافت «الكتاب أسهل بكثير في الدراسة لوجود الأشياء المطلوبة من قبل المدرس وأنه المرجع الصحيح والموثق، ولكن ذلك لا يغني عن الاستعانة بالتكنولوجيا لمعرفة معاني أشياء أو تفسيرات قد لا تكون موجودة في الكتاب لزيادة التوضيح».
ليلى شملان (خريجة محاسبة)، تقول: «شخصياً أعتمد على التكنولوجيا كثيراً في حياتي كسائر الناس ولكني أكرهها في الوقت نفسه، لذلك أنا ضد الدراسة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات والحواسيب».
وأضافت «أبحث عن ما يساعدني في الدراسة من خلال الإنترنت، ولكن لا يغنيني عن الدراسة من خلال الكتب المدرسية والأوراق الملموسة في يدي، فأنا لا أثق في جهاز بأن يتلف أو ينفجر أو يسرق». وتابعت «أعلم أيضاً أن الأوراق من الممكن أن تضيع أو تتلف ولكنها سهلة الحمل ولا تحتوي على بطارية تنتهي في أي وقت ويجب شحنها. فلذلك وقت دراستي للامتحان أحب أن أرى أمامي كتاب المادة وما يتعلق به من أنشطة وملخصات خارجية وأمسك قلمي وورقتي لتحديد وكتابة الملاحظات والتسميع كتابياً لنفسي».
عباس سلمان (خريج تسويق)، يقول رأيه في التعليم بواسطة التكنولوجيا: «ساهمت التكنولوجيا الحديثة في تسهيل حياة المجتمع في جوانب عدة، منها اجتماعية ومهنية وتعليمية وغيرها». ويضيف «على صعيد الدراسة تغير أسلوب الدراسة من الأسلوب التقليدي الذي يعتمد على المعلم والكتاب إلى أسلوب تشاركي يستطيع الجميع تشارك المعلومة وهم في أي مكان بفضل الأجهزة الحديثة، وبناء على ذلك تطورت أساليب ومصادر المذاكرة، فأصبح الآن من السهولة الحصول على مذكرات وملخصات للمواد الدراسية تسهل عملية الدراسة من مواقع الإنترنت بل أصبحت هناك مواقع متخصصة في هذا الأمر».
وتابع «الشيء المقبل بقوة هو تطبيقات الهواتف الذكية التعليمية والتي أصبح بعض أولياء الأمور يفضلونها في تعليم أبنائهم لسهولة إيصالها للمعلومة بطريقة أسهل ومرحة وتشد الطالب للتعلم منها أكثر من قراءة الكتاب. لكن هل نستطيع أن نقول بأن زمن الكتب الورقية انتهى؟ أبداً... فعلى رغم هذه الثورة التقنية فإن لها سلبيات عدة، أهمها أن تلك المعلومات المخزنة في شبكة الإنترنت والكمبيوتر والأجهزة الذكية عرضة للفقدان في أي لحظة بسبب تلف الجهاز المخزن لتلك المعلومات».
وأضاف أن «استخدام تلك الأجهزة يساهم بتشتت ذهن الطالب بسهولة لوجود وسائل الترفيه التي تكون جاذبيتها لذهن الطالب أثناء الدراسة، أيضاً الدراسة للامتحانات تتطلب التركيز في القراءة، وهذا يعني أن الطالب سيركز في قراءة المعلومات من الشاشة لفتره طويلة ما قد يسبب ضرراً للعينين، أخيراً دائماً أفضل عند الدراسة للامتحانات الكتابة على هوامش الكتاب والتي أعتقد بأنه يساعد على تذكر المعلومات في أثناء الامتحان وطبعاً هناك أجهزة أصبح بالامكان فعل ذلك ولكن الكتابة بالقلم على الورق يظل له سحره الخاص.
تأثير التكنولوجيا
حصة الجنيد (علم نفس واجتماع) تقول: «إن تأثير دراسة الطلاب باستخدام التكنولوجيا ممكن أن يكون سلبياً وممكن أن يكون إيجابياً، لأن المعلومات التي سيحصلها من خلال التكنولوجيا ليست دقيقة بالضبط كالتي سيحصل عليها من المعلم أو من الكتاب، حين يستخدم وسيلة من التكنولوجيا للاطلاع على المعلومات يجب أن يتأكد من المصدر سواء اسم الكتاب ومن أين مصدر النشر، لأن بعض المواضيع الموجودة تعكس نظر شخصية وليست كمادة علمية، فالأفضل أن يرجع للمعلم ويسأله عن مصادر موثوقة يستعين بها وتكون صحيحة». وأضافت «إنني أشجع الدراسة من التكنولوجيا، لكن بحيث إنه لا يستغنى عن الكتاب».
وتضيف الجنيد «وسائل التكنولوجيا أصبحت تقوي الذاكرة عند الجيل الجديد، لأن في السابق يلجأ إلى ورقة وكتاب وقلم لكن الآن في جهاز واحد يشمل كل هذه الأدوات، طبعاً الذاكرة مرتبطة بصورة والصورة مرتبطة بالعين والعين شيء حسي، فالإنسان دائماً يتذكر الأشياء الحسية أكثر من الأشياء التي يقرأها ويمكن أن ينساها».
وتابعت «فعندما يتذكر موقفاً قرأ عنه سيرى هذه الصورة، فكأنها عملت ملف حفط في الذاكرة». مضيفة «لا ننسى التجربة اليابانية والدول الأوروبية في التعليم، إذ قاموا باستبدال الكتب والورق حفاظاً على البيئة وفي الوقت نفسه حفاظاً على المعلومات، إذ قاموا باستبدال الكتب باستخدام أجهزة مثل «لآيباد»، ولإثبات ذلك ما نراه أن معظم المكتبات ومصادر المعلومات تحولت إلى مواقع إلكترونية تكون سهلة للناس لتبادل المعلومات».
ورداً على اختلاف الآراء بشأن مؤيدي التدريس من الأجهزة الإلكترونية أو رافضين لها، تقول الجنيد: «بالعكس الأولاد لو كانوا يريدون أن يستخدموا الأساليب الجديدة لن يمنعهم رفضكم لذلك لو أرادوها سيحصلون عليها، لن يؤثر عليهم ذلك لكن لابد من مراقبتهم».
وتضيف «إني أشجع استبدال الورق باستخدام وسائل التكنولوجيا مع الاحتفاظ بالمكتبات والكتب لأن هذي ثروة لا يمكن أن تتكرر في حياتنا».
التعليم بين التقليد والتكنولوجيا
فاطمة السيد محمد (خدمة اجتماعية)، تقول: «ما لاشك فيه أن للطرق التقليدية في الدراسة أهميتها لما لها من دور في رفع المستوى التحصيلي للطالب، فالتعليم لا ينفصل عن القلم والكتاب في الدراسة».
وتضيف «للتكنولوجيا دور بارز في التعليم والدراسة فالطرق الحديثة والعصرية منوعة ومشوقة وجاذبة للطالب وتسهم في تلقي المعلومة، بل وثباتها في الذهن، وأنا كمرشدة اجتماعية أشجع الطلبة على الاستفادة من خدمات التكنولوجيا في الدراسة وزيادة التحصيل الدراسي، مثل الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي التي أصبحت في متناول يد كل طالب».
وتابعت «لذلك لا ضرر في الرجوع إليها والاستفادة منها لتعزيز ما تم دراسته أو لفهم مادة الدرس. كما أنها سريعة التواصل كمجموعات للطلبة تساعدهم على تبادل المعلومات والخبرات وتساعدهم على فهم المادة العلمية، كما أنها تساهم في النمو الشخصي للطالب وبناء شخصيته وتزرع روح التعاون والمشاركة والاعتماد على النفس وبناء علاقات مع الآخرين».
ونوهت إلى أنه «لا يغيب عنا أهمية الحاجة لمراقبة من قبل ولي الأمر ومتابعة جيدة لهم وذلك كون التكنولوجيا ثورة معلوماتية واسعة المدى قد تشتت ذهن الطالب وتضيع وقته في البحث وتوصله إلى معلومات ليس بحاجه لها».
وقالت: «أنصح جميع الطلبة بالجمع بين الطريقتين فالطريقة التقليدية مهمة وقوية إلا أنها متعبة، اذا لم يواكب الطالب عصر التكنولوجيا وتنوع وسائل التواصل وسرعتها ووصول المادة العلمية للبيت، فنماذج الامتحانات متوافرة للجميع عن طريق تناقلها في وسائل الاتصال الاجتماعي من صوتيات ومرئيات تعليمية كافية ومنوعة في (اليوتيوب)»، مضيفة «كما أن الدراسات التعزيزية للاستذكار أصبحت تؤخذ عن طريق «الأون لاين»، وعلى الطالب أن يستخدمها لما يخدمه ويساعده في فهم المناهج فقط، ولا يشتت ذهنه وعقله في ما لا حاجة له به. مع تمنياتنا لجميع الطلبة بالتفوق والنجاح».
العدد 4647 - الخميس 28 مايو 2015م الموافق 10 شعبان 1436هـ
حملنا للحاسوب اقل من ربع ساعه تدمع العين ويشتتت الافكار
اعارض بشده الدراسه عن طريق الاجهزه الالكترونيه لما لها من اثر سلبي