مع قرب الامتحانات النهائية بدأ الحديث عن الامتحانات وصعوبة المناهج يسيطر على محاور الحديث بين الطلاب ومدرسيهم وأولياء أمورهم، لذلك أعلنت البيوت حالة الطوارئ، استعداداً لهذه الفترة التي يعتبرها الجميع “عصيبة”.
وفي ظل هذه الأجواء التي تفصلنا عن مواعيد الامتحانات بأيام قليلة، دخلت على صفنا مربية الفصل لتهيئ الطالبات للامتحانات، فأخذت تتحدث معنا كأم، عن كيفية استعدادنا للامتحانات، وما الذي نتمناه نهاية هذا العام... كان حديثاً ممتعاً وشيقاً، وقد كانت المربية الفاضلة تستمع للطالبات وتشجعهن، حتى جاء دور إحدى الطالبات المعروفة بإهمالها للدروس والمصنفة ضمن الطالبات المشاغبات، إذ بدأت حديثها مع المعلمة بقولها: “من الضروري أن أنجح هذا العام... لا أتمنى أن أرسب في مادة ما، ويصبح عليَّ دور ثانٍ لإعادتها”... سألتها المعلمة: ولماذا هذا العام بالذات؟... الطالبة: لأن امتحانات الدور الثاني ستكون في شهر رمضان، ودرجة الحرارة في الصيف في ازدياد”... ردت عليها المعلمة باستياء وهي تحرك رأسها متعجبة من هذا الكلام: وما المانع بأن تصادف الامتحانات شهر رمضان؟.
فكان جواب الطالبة التالي: “إن رسبت في مادة ما وأخذت دوراً ثانياً ستجبرني والدتي على النوم مبكراً في رمضان والاستيقاظ باكراً لأخذ دروس التقوية، كما أنها ستحرمني من مشاهدة المسلسلات، والمشاركة مع العائلة في الزيارات والرحلات الترفيهية.... لا أريد الرسوب بل يجب أن أنجح حتى أرتاح في شهر رمضان، إضافة إلى أن حرارة الشمس مهلكة وليست مناسبة لأجواء الامتحانات”.
علامة الحزن علت وجه المعلمة لما قالته الطالبة، فسألتها: “لو كانت امتحانات الدور الثاني لن تكون في شهر رمضان، فهل الرسوب والدور الثاني سيكون أمراً عادياً”... فأجابت الطالبة بكل ثقة: نعم.
هنا وقفت المعلمة في الصف، وقالت: ما تسعين له هذه الأيام من نجاح حتى تتجنبين امتحانات الدور الثاني في شهر رمضان لترتاحي، ما هي إلا راحة مؤقتة وستطلب منك جهداً كبيراً لاستيعاب جميع المواد في فترة قصيرة، ما سيشكل ضغطاً عليك، لكنك لو أعطيت الدراسة طوال العام وقتاً قليلاً بدلاً من المشاغبات طوال العام، لسهل عليك تحقيق الأمنية ولتجنبت الرسوب والدخول في امتحانات الدور الثاني... اسعي يا ابنتي لتكوني على أتم الاستعداد للامتحانات النهائية من بداية الدراسة وحتى نهايتها، لتحصلي على شهادة النجاح وأنت مرتاحة نفسياً وجسدياً... نظموا أوقاتكم وأعدو جدولاً أسبوعياً للمذاكرة، وراعوا فيه أن يكون واقعياً ومرناً، بحيث يمكن تعديل بعض بنوده إذا لزم الأمر، إذ تختلف عدد ساعاتِ المذاكرة في الجدول بحسب الوقت، فمع اقترابِ الامتحانات يزداد عددُ ساعات المذاكرة... مع تمنياتي لكم جميعاً بالتوفيق والنجاح”.
شكراً معلمتي... سنأخذ نصيحتك بعين الاعتبار، ونتمنى من الله أن يوفقنا في أداء الامتحانات كما هو مقدر.
مناهل
العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ