العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ

«ميبيوم» هو الاسم العلمي للـ «غمص»

أول شيء يقوم به الشخص عند استيقاظه صباح كل يوم هو إزالة المادة اللزجة التي تراكمت في زوايا عينيه طوال الليل. لكن ما هذه المادة و لماذا تتكون؟

يغطي العيون غشاء للدموع من ثلاث طبقات تسمح للعين القيام بوظفيتها على أحسن ما يرام. تسمى الطبقة الملاصقة للعين «الكنان السكّري»، والتي تتألف معظمها من مادة مخاطية. تغطي هذه الطبقة القرنية وتجذب إليها الماء، مما يتيح انتشاراً متساوياً للطبقة الثانية: وهي محلول الدمع الذي يتكون في الأساس من الماء. ربما لا يتجاوز سمكها أربعة ميكرومتر فقط، وهو يعادل تقريبا سمك خيط رفيع من حرير العنكبوت، إلا أن هذه الطبقة مهمة جداً، إذ أنها تحافظ على زيوت العين وتقي من الالتهابات المحتملة. وأخيراً، هناك طبقة خارجية تتألف من مادة دهنية تسمى «ميبيوم»، والتي تتكون من شحوم كالأحماض الدهنية والكوليسترول، و هذه المادة هي المادة التي نسميها «الغمص».

تطورت مادة «ميبيوم» هذه لتلائم تماماً جسم الثدييات، وعند درجات الحرارة الطبيعية للجسم البشري، تصبح هذه المادة سائلا دهنياً شفافاً. وإذا انخفضت حرارة الجسم لدرجة واحدة فقط، فإنها تتحول إلى مادة صلبة شمعية بيضاء اللون، و هي مادة العين اللزجة المألوفة لدينا.

تتشكل رقائق كبيرة من هذه المادة الصلبة خلال النوم لسببين. أولهما هو أن حرارة الجسم تنخفض قليلاً خلال الليل بشكل عام. ولذا، فإن بعضاً من مادة “ميبيوم” يبرد بما يكفي ليتحول من حالته السائلة إلى حالته الصلبة. وبدون وجود هذه المادة اللزجة في أعيننا، فإننا قد نعاني مشاكل في القدرة على الإبصار

أما السبب الثاني، بحسب طبيب العيون الاسترالي “روبرت جي لينتن” وزملائه، هو أن “النوم يهدئ النشاط العضلي لقنوات غدة الجفن (المسؤولة عن إفراز مادة ’ميبيوم‘) بشكل يكفي لإفراز كميات أكثر من المعتاد تخرج الى الجفنين وجذور الرموش أثناء النوم.” بعبارة أخرى، تُغطى عيوننا بكميات من مادة “ميبيوم” بصورة أكثر من الطبيعي أثناء الليل، وبالتالي، فعندما تبرد نحصل على كميات كبيرة من مادة العين اللزجة.

طبعاً، ليس مزعجاً أن نزيل هذه المادة اللزجة من أعيننا عندما نستيقظ. لكن، لماذا تتشكل مادة “ميبيوم” في أجسامنا في المقام الأول؟ حسناً! لسبب واحد، وهو أن هذه المادة تمنع الدموع من أن تنهمر باستمرار خارج العين لتسيل على الخدين.

«ميبيوم” ليست العامل الوحيد الذي يمنع جفاف أعيننا، إذ أن (رفّة الأجفان) مهم أيضاً. فعندما نومض بأجفاننا نقوم عملياً بعصر غدة الجفن، مما يتسبب في إفراز القليل من مادة “ميبيوم” الى العين إضافة إلى السيل الطبيعي الذي يُفرز باستمرار. كما تساعد ومضة الأجفان على خلط مادة “ميبيوم” الدهنية مع ماء الدموع سوية لتشكل مستحلباً يسمى طبقة الدمع.

وإذا لم ترف عينيك لفترة طويلة، تتفتت هذه الطبقة الحساسة (المستحلب)، فالدهن والماء لا يمتزجان. وعندها، يمكن للقرنية أن تتعرض للهواء. في أحسن الأحوال، ستشعر بضيق، وفي أسوأ الأحوال، يمكن للتدهور المزمن لطبقة الدموع أن يؤدي إلى الإصابة بحالة تدعى “جفاف العين”، أو بتعبير علمي أدق، “التهاب القرنية والملتحمة الجاف».

ولذا... في المرة التالية حينما تستيقظ وتزيل كل هذه المادة اللزجة من عينيك، توقف لكي تتأمل مدى أهمية هذه المادة.

العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً