العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ

المياه في العيون

اهل الاول كانو يحذرون لا تشرب الماء قبل النوم مباشرة لانك ستصاب بالمياه البيضاء، وكانو يسألون ماهو اخطر المياه البيضاء او المياه السوداء؟؟. ويجب ان لا تخوضوا لاي عملية عيون للمياه البيضاء او السوداء قبل ان يكمل لاالماء وخاصة المياه البيضاء او يقال قبل ان ينضج وكأنه أكله او فاكهة تزال بعد ان تستوي على النار الهادئةاو تنضج في الشجرة. هذه الاقوال تناولتها الالسن والاجيال ويضل الجهل هو سيد الموقف. لماذا لانه لا علاقة بشرب الماء ولا علاقة بأن ينضج الماء الابيض حتى يزال. والفارق كبير جدا بين المياه البيضاء او الكاتراكت او الساد او المياه السوداء والتي تسمى في السعودية بالمياه الزرقاء، وعندما نسأل ماهو الاخطر نقول المياه السوداء او الجلوكوما وفي الحقيقة البعض يسميه سارق البصر لانه فعلا يسرق البصر تدريجيا وبدون ان يلاحظ المريض واذا بالمساحة البصر يتقلص تدريجيا ويبقى نظر بسيط في وسط مساحة البصر وكأنك تنظر من خلال انبوب طويل لا ترى اكثر من مساحة فتحة الانبوبة وهذه خطورة المياه السوداء، خطورة هذا المرض ان الكثير من كبار السن لا يشعرون به او باعراضه إلا عندما يتفاقم المرض.

الوقاية خير من العلاج وفي المراحل الاولى ولهذا أوصينا وزارة الصحة بتوفير اجهزة قياس ضغط العين في المراكز الصحية بهدف الاكتشاف المبكر للمرض وعلاجه بالادوية المتواصلة او قد يضطر الطبيب الجراح لاجراء عملية سحب المياه السوداء من العين لتخفيف حدة المرض ولابقاء ضغط العين في حدود الطبيعي بين 10- 20 ملم زئبقي. اما بالنسبة لتفشي المرض فيقدر بنسبة 1-2 بالمائة.

ويأخذنا الحديث للتفريق بين هذا المرض ومرض المياه البيضاء او الكاتراكت والذي يتسبب في فقدان البصر التدريجي وكأنه سحابه خفيفة امام العين تتدرج في العتامة حتى تصل الى عتامة شديدة في خلال اشهر او سنة او سنتين، هذا المرض يصيب معظم الناس في سن الكهولة سواء رجال او نساء وهذا ما كان ينتظره المصاب حتى تنضج المياه البيضاء، وعند اطباء وجراحي العيون لا ننصح بذلك، لماذا هذا الانتظار حتى تفقد البصر تماما لاجراء العملية، العملية تجرى في المراحل الاولية للمياه حتى لا تؤدي الى فقدان البصر وكذلك يجب ان لا تصل الى مرحلة التيبس الكامل وكأنها قطعة من الجبن الرومي او اكثر سماكة. في المراحل الاولى للمياه البيضاء تكون التغيرات ما زالت طرية جدا ويسهل ازالتها وطبعا زرع عدسة في استبدال العدسة البلورية الاصلية تعويضا لقوة العدسةـ تجري العملية بواسطة الفاكو ليزر من خلال فتحة صغيرة جدا لا تتجاوز 2 او 2 ونصف ملم وتوضع العدسة من خلال تلك الفتحة ولا يحتاج الى بنج كامل او بنج عميق بل الى بنج سطحي بعدها يقوم المريض بعد العملية راجعا للمنزل بحركة طبيعية ويشاهد التلفاز والتلفون بدون صعوبة، بعدها يتمكن المريض من ممارسة حياته الطبيعية خلال يومين او ثلاثة. اما نسبة النجاح على ايدي الاطباء الماهرين والمتمكنين اجراؤها بالطرق الحديثة تكون اكثرمن 95% ولهذا السبب ولنسبة النجاح العالية جدا فاننا لا ننصح بانتظار المياه البيضاء حتى تفقد البصر تماما، الشفاء التام سريع جدا ونسبة النجاح مرتفعة جدا جدا خاصة وان انواع العدسات المستعملة المزروعة تعطي نظرا ممتازا لان درجة العدسة المزروعة تكون محسوبة بأجهزة دقيقة لاعطاء الدرجة المناسبة ولنتيجة بصر ممتازة لا تحتاج الى نظارة في معظم الاحيان، وهكذا بعد ان كنا نبقى المريض في المستشفى لعدة ايام بعد العملية اصبحت عملية يوم واحد بل ساعة واحدة وينطلق المريض ليمارس حياته العادية...ماحد عنده وقت يضيعه!!!

دكتور حسن العريض

استشاري أمراض وجراحه العيون

العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً