تسكُنك، تتنفسُ معك، تشاطرك غذاءك، تهضمه هي، فتنتفع أنت!
تلك ليست بأحجية، بل شفرة قد فُكت رموزها كالتالي: (ب ر وب ا ي وت ك)، بروبايوتك، بكتيريا صديقة للإنسان!
قد يتبادر للبعض منكم غرابة ما أقول، أو استهجانه، اختلافه ولربما استحسانه.
حقيقة يفرضها الواقع العلمي، أنه ثمة بكتيريا معادية وأخرى معافية.
وحقيقة أن تسكن أمعاءئك وفمك ألف مليار خلية بكتيرية نافعة تعيش توازناً بيئياً فيما بينها وبين مثيلاتها، تفرض سيادتها للحد من تكاثر وانتشار النوع العدو الضار، حقيقة جديرة بالاهتمام والعناية والبحث.
لكن!!!
تغذية سيئة، إدمان منبهات، إفراط في المضادات الحيوية، تقدم في السن، توتر، أمراض مزمنة وغيرها، جميعها عوامل تفقد فلورا الأمعاء توازنها واستقرارها، فيزداد معها عدد البكتيريا الضارة، ما يؤدي إلى مجموعة من الاضطرابات المعوية والهضمية كالإسهالات وما شابه وربما أسوأ!
وعليه، فإنه من الحكمة الراجحة أنْ أهدتك الطبيعة «بروبايوتك»، تقبّلها وتفنّن في استثمارها.
تعتبر الألبان المخمرة، كاللبن وروب الزبادي الطازج، حصصاً غذائية غنية جداً بالبكتيريا الصديقة التي تضفي تأثيراً إيجابياً على صحة الإنسان.
فمثلاً:
- تحسين الهضم والامتصاص: تنشط البروبايوتك عمل الأمعاء.
- علاج حالات الإسهال الناتجة عن نقص أنزيم اللاكتيز: تعوض البروبايوتك إفرازه.
- تدعيم جهاز المناعة، خصوصاً المناعة المعوية: إعادة الاتزان البكتيري الطبيعي للفلورا.
- خفض الكوليسترول: توازن نسبة الضغط والسكر.
- علاج ووقاية من السرطانات، وخصوصاً سرطان القولون وسرطان الكبد: تقوم البروبايوتك بامتصاص السموم.
- خطر الأكزيما عند الأطفال: تقي البروبايوتك من الحساسية.
- مضادة للتأكسد: وبه تقوم البروبايوتك بمكافحة التهابات القولون الموجعة.
وهكذا، فبقدرتها البيولوجية المذهلة وتحمّلها لحموضة الجهاز الهضمي وعصاراته المعوية وأنزيماته الهاضمة، ناهيك عن قيمتها الاقتصادية المتاحة للجميع... مزايا تجعل البروبايوتك - بحق - صديقة رائعة لأجسامنا تستحق الإشادة... كل الإشادة والتقدير والامتنان.
ولكم دوام السلامة...
أشواق العريبي
باحثة في مجال علوم الأحياء
العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ
