العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ

مو شطانة .. بس يسمونه “فرط الحركة”

الاضطراب الأكثر زجاً بالأحداث في السجون الأميركية «أفتا»

يعتبر مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه (افتا)، من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في البحرين بين الأطفال والمراهقين، إلى جانب صعوبات التعلم والتوحد، كما صرح رئيس مستشفى الطب النفسي د. عادل العوفي.

والمرض هو اضطراب عصبي سلوكي ينتج عن خلل بيولوجي في نقص الموصلات الكيميائية بمراكز الدماغ، والتي تتحكم وتنظم التركيز والانفعالات، وتؤثر على السلوك والأفكار والعواطف. وغالباً ما يتم تشخيص أعراضه بشكل خاطئ أو يتم تجاهله بوصف شخصية الطفل بأنه غير مهذب أو متمرد.

عالمياً، هو الاضطراب الأكثر شيوعاً لدى الأطفال، حيث يؤثر على نحو 7% من أطفال العالم، ويستمر هذا الاضطراب في أكثر من 60% من المصابين إلى مرحلة الشباب. ومن المعتقد أن ما بين 3 و7% من الأطفال يعانون من مستوى ما من هذا الاضطراب، النسبة الكبرى منهم ذكور.

وفي لقاء أجرته جريدة «الرياض» السعودية في 2012 مع استشارية المخ والأعصاب، رئيسة مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بمستشفى الملك فيصل التخصصي، د.سعاد بن عبدالله يماني، ذكرت فيه أن نسبة الإصابة بالاضطراب في المنطقة الشرقية والوسطى يبلغ 15%، فيما بلغت نسبة الإصابة في الولايات المتحدة 18%، وفي الإمارات 14.9%، وقطر 11.1%.

ومنذ تصنيفه مرضاً منفصلاً، أُجريت كثير من الدراسات لكشف أسبابه وطرق علاجه، من بينها دراسة أكاديمية محلية بعنوان «الدلالات الفارقة لمقياس صعوبات الانتباه مع فرط النشاط في تشخيص صعوبات تعلم الرياضيات في مملكة البحرين» أعدها الباحث فهد سالم رشيد الركدان، وتوصل خلالها إلى نتيجة أن السبب في تدني مستوى الأطفال في مادة الرياضيات في المرحلة الابتدائية مرتبط إلى حد كبير بمرض صعوبات الانتباه وفرط النشاط (ADHD-SRS).

طفل «أفتا» متحرك ومشتت ومندفع

هنالك الكثير من الأطفال الذين مازالوا يعانون من المرض دونما إدراك للأهل والمعلمين بذلك الأمر، وهنالك علامات عدة تدل على إصابة الطفل بفرط الحركة، ومن الواجب أن يقوم المعنيون بالطفل بملاحظتها والتفريق بين كون الطفل مشاغباً فقط، أو مصاباً، وهي تنقسم إلى ثلاثة أعراض رئيسية:

- الأول: فرط الحركة: بحيث يتململ الطفل بسرعة ويتحدث بكثرة ويركض ويتسلق الأشياء في أماكن غير مناسبة، ويواجه صعوبة المشاركة في النشاطات بهدوء.

- الثاني: تشتت الانتباه: أن يكون الطفل كثير النسيان ويفقد الاهتمام بسرعة، ما يجعله يقوم بما يثير هذا الاهتمام، ولا يستمع عندما يتم التحدث إليه.

- الثالث: الادفاعية: إذْ يقوم بسلوكيات ذات مخاطر كبيرة، ولا يفكر في العواقب، ويواجه صعوبة في كتمان ما يريد قوله.

مع مراعاة أن تتكرر تلك الأعراض في مكانين مختلفين كالمدرسة والبيت، وأن يعتمد في التشخيص على مصادر رئيسية منها معلومات وملاحظات أولياء الأمور، والسجلات الطبية، وملاحظات المعلمين حول الخصائص السلوكية للطفل، والفحص العصبي السريري، والاختبارات النفسية والعصبية ومقاييس أخرى متعددة.

وتشير الأكاديمية الأميركية لطب نفس الأطفال والمراهقين (AACAP) إلى ضرورة الالتزام بالمعايير الآتية قبل تشخيص حالة الطفل على أنها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

- يجب أن تظهر السلوكيات الدالة على هذا الاضطراب قبل سن السابعة.

- يجب أن تستمر هذه السلوكيات لمدة ستة أشهر على الأقل.

- يجب أن تعوق الأعراض الطفل أيضاً إعاقة حقيقية عن مواصلة حياته بصورة طبيعية في مجالين على الأقل من المجالات التالية من حياته: في الفصل، في فناء اللعب، في المنزل، في المجتمع، أو في البيئات الاجتماعية.

الأساليب العلاجية الحالية مضللة

ووجد الباحثون حديثاً أن حركة القدمين والذراعين أمر حيوي لهؤلاء الأطفال لتذكر المعلومات وإنجاز المهمات المعقدة. وتظهر النتائج الجديدة أن الأساليب السائدة حالياً لا تساعد الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط، بل قد تكون مضللة.

وقال أحد معدي الدراسة، مارك رابورت، من جامعة سنترال فلوريدا: «إن التدخلات النموذجية تستهدف الحد من فرط النشاط. وهذا هو بالضبط عكس ما يجب أن نقوم به لمساعدة الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب». وأوضح رابورت: «ولكن الرسالة ليست تركهم يركضون بلا هدف في جميع أنحاء الغرفة، ولكن عليك أن تكون قادراً على تسهيل حركتهم، حتى يتمكنوا من الحفاظ على مستوى اليقظة اللازمة للأنشطة المعرفية». وتشير النتائج إلى أن غالبية الطلاب الذين يعانون من هذا الاضطراب كان أداؤهم أفضل في المدرسة والاختبارات والواجبات المنزلية إذا جلسوا على كرات قافزة أو استخدموا الدراجات الثابتة، على سبيل المثال.

وتحث البحوث الجديدة على أن العلاج الفعال هو العلاج المتكامل المشتمل على شِّق طبي، شق تربوي، وشق سلوكي. ويمكنك التواصل مع المختصيين النفسيين لوصف اللازم.

وأكدت رئيسة المؤسسة البحرينية للتربية الخاصة (BISED)، زهراء عيسى الزيرة، في حوار مع صحيفة «الوسط» البحرينية، أن «BISED» تقدم استشارات تربوية لمن يعانون من اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، كما أنها شخصياً لا تؤيد التدخل الدوائي لعلاج هذا الاضطراب؛ لأنه - بحسب قناعتها - له أعراض جانبية كثيرة وفائدته قليلة، فهي تركز على تعديل السلوك في المؤسسة، مشددة على ضرورة تعامل الآباء مع أطفالهم بطريقة صحيحة، وأن يثقف الآباء أنفسهم ويبحثوا عن أسباب المشكلة بالاستعانة بالمختصين، إنْ تعذر عليهم الأمر.

وأشارت الزيرة إلى أن الدراسات الأميركية تؤكد أن أعداداً كبيرة من الأحداث في السجون الأميركية هم ممن كانوا يعانون من نقص الانتباه وفرط النشاط، فهم كانوا يشعرون بالوحدة والغربة، وأنْ لا أحد يفهمهم.

لذا؛ تذكر وأنت تتعامل مع طفل مصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه، أن لديه الكثير من الحقوق التي من الواجب عليك معرفتها وعدم تهميشها.

نحن نعي أن وجود طفل بهذا المرض أمر صعب على العائلة والأصدقاء والمدرسة، وهو بحاجة للكثير من الصبر والجهد من جميع الأطراف، ولكن طفل «أفتا» سيبقى طفلاً حساساً بحاجة للحنان، للإصغاء، للتوجيه والتنظيم. فكن شريكاً في إصلاحه لا في زيادة الأمور سوءاً. فمثلاً أطفال «أفتا» في الغالب لديهم تدنٍ في احترام الذات، ويحبون أن يكونوا محبوبين على رغم التصرفات المؤذية التي تبدر منهم، لذا ابحث عن الجانب المضيء فيهم لتستطيع مساعدتهم.

العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً