حذّر استشاري الأنف والأذن والحنجرة الدكتور طارق سليمان من استخدام الأعواد القطنية لتنظيف أو تجفيف الأذن. وشدد على أهمية حمايتها أثناء الاستحمام في برك السباحة عبر وضع سدادات الأذن.

ونصح الوالدين أن يبادروا بخضوع أولادهم منذ اليوم لإختبارات السمع المتوفرة في المستشفيات الحكومية والخاصة، حتى يتمكنوا من معالجة أي اختلال في هذا الجهاز المهم إن وجدت – لا قدر الله- في وقت مبكر ويقللوا أو يحدوا من أي مضاعفات مستقبلية.

الإلتهابات تأتي صيفاً

وبدأ الاستشاري في مستشفى ابن النفيس حديثه مع الوسط قائلاً: “دخلنا فصل الصيف الموسم الذي تكثر فيه الإصابات بإلتهابات الأذن الخارجية البكتيرية والفيروسية، ويعود ذلك لإرتفاع درجات الحرارة المصحوبة بالرطوبة”. وأكمل: “هناك أسباب أخرى وعديدة لهذه الإلتهابات المزعجة ومنها خدش الأذن بأعواد القطن وبالمناسبة هي عادة غير صحية، وانصح بتجنبها. وهناك ممارسات سلوكية تسبب الإلتهابات كالسباحة في برك غير معقمة وهو نشاط يكثر صيفاً”. داعياً إلى وضع سدادات الأذن أثناء السباحة.

على صعيد متصل، قال: “كثرة الإستحمام في المنزل أيضاً تفتح الباب أمام الإلتهابات، لأن كثرتها تجعل الجلد رطب ولين بحيث يكون عرض للهجمات البكتيرية أو الفيروسية، ونستطيع التذكير أيضاً أن كثرة استخدام المضادات الحيوية قد تكون سبب للإلتهابات”.

وأوضح: “لذلك نحاول كأطباء التقليل من استخدام المضادات كلما استطعنا ذلك، فكثرتها تؤثر على الجهاز المناعي للجسم والذي سيعتمد بدوره على المساعدة الخارجية في تحصين الجسم”.

عود القطن خطير

وفي رده على سؤال عن كيفية الطريقة المثلى لتنظيف وتجفيف الأذن، أجاب: “في البداية أود أن أطرح التالي القناة السمعية في الأذن يبلغ طولها 2.04 سم لدى البالغين، في هذه القناة يوجد مادة شمعية تمنع تجمع أو تسلل المياه للأذن، وفي حال كانت كمية المادة الشمعية قليلة فإن الماء يصل لهذه القناة”. واستأنف قائلاً: “إجابة على سؤالكم عن تجفيف الأذن هنا ننصح بتجفيفها بطرف المنشفة، أو بأعواد القطن مع الحذر الشديد وعدم إدخال العود للقناة السمعية والإكتفاء بتنظيفها وتجفيفها من الخارج فقط”.

ولفت إلى أن بعض الممارسات الخاطئة تتسبب في إصابات في طبلة الأذن، وقال: “تمر علينا العديد من هذه الحالات الذي يكون في الغالب تأثيرها محدود على الجهاز السمعي، ولكن ألمها شديد لارتباط الطبلة بالعصب العاشر والذي يطلق عليه أيضاً “الحائر” وهو واحد من 12 عصباً يخرج من الجمجمة للجسم”.

وفصّل: “إصابات الطبلة قد تسبب هبوطاً في الضغط لإرتباطها بالعصب الحائر، وقد يحدث هذا أثناء عمليات تنظيف الأذن فنبادر كفريق طبي بتغيير وضعية المريض لوضعية الإستلقاء مع رفع قدميه بغرض وصول كمية كافية من الدم للدماغ”.

وأكد مجدداً أن تأثيراتها محدودة جداً لأن الطبلة تلتئم بسرعة، وقال: “أحياناً نقوم كأطباء بإحداث شق في طبلة الأذن لإخراج المياه التي تتجمع خلفها، ولأنها تلتئم بسرعة نضطر أحياناً لوضع أنبوب صغير “تيوب” ليبقى الشق لفترة تسمح بخروج الماء بشكل طبيعي، ثم يسقط “التيوب” بشكل طبيعي وتعود الطبلة للإلتئام تلقائياً”.

أعلى من 9 دسيبل

د. طارق عرّج في المقابلة على ممارسة سلوكية ملحوظة، وهي استخدام السماعات الرأسية بشكل واسع. وقال: “استعمال السماعات لمدة طويلة تبعاً لطول المقطع] ولفترات زمنية طويلة لأشهر أو سنوات قد يسبب مشاكل صحية للجهاز السمعي مستقبلاً، خصوصاً إذا كانت وحدات الصوت أعلى من 9 ديسبل”.

واضاف: “الأصوات العالية هذه قد ينتج عنها طنين في الأذن، ومع الوقت قد تسبب فقدان في السمع. ويمكن ملاحظة التغيير في الجهاز السمعي. فيبدأ المصاب بضعف السمع في سماع الأصوات المرتفعة كنغمات الهاتف أو جرس الباب، وقد يفقده في الحالات المتقدمة”.

ونصح الإستشاري في مستشفى ابن النفيس من يعانون من هذه الحالات، والذين يعملون في أماكن يكون فيها الضجيج مرتفعاً كالمصانع بالخضوع لفحوص دورية للحفاظ على سلامة الجهاز السمعي من أي أضرار تلحق به ومعالجتها مبكراً إن وجدت.

وقال أن الطنين الذي يحدث بشكل مفاجئ هو عبارة عن منبه يحدثه العصب السمعي مع غياب صوت حقيقي، وهو أمر غير مقلق، ولكن يجب الحذر منه إذا استمر.

وأوضح: “الطنين المتواصل قد يصبح علاجه في غاية الصعوب إذا تأخر المريض عن مراجعة الطبيب المختص”. واضاف: “حينما يكون الطنين في أذن واحدة فإننا نخضع المريض –بالإضافة للإختبارات السمعية- إلى أشعة مقطعية للتأكد من عدم وجود أي انتفاخ في الدماغ يضغط على العصب السمعي”. وأكمل: “في حال التأكد من وجود انتفاخ في الدماغ يشرف فريق طبي متخصص مكون من اخصائي المخ والأعصاب واخصائي الأنف والأذن والحنجرة على علاج المصاب”.