العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ

لا تخذلوا أقدامكم السكرية

د. عبد العزيز:

“بسيطة لكنها خطيرة” هكذا يوُصّف اختصاصي الجراحة وجراحة القدم لمرضى السكر «القدم السكرية» في مركز الخليج التخصصي للسكر، الدكتور يسري عبدالعزيز. وأكد أنه على رغم خطورة «القدم السكرية» فإن هناك منظومات علاجية متعددة تعالج الإصابات والأعراض التي تصاب بها، مشدداً على أن آخر الحلول العلاجية هي البتر.

ولفت عبدالعزيز إلى أن دور الطبيب لا يقتصر على العلاج، فهو صاحب رسالة يتحمل فيها وقاية وعلاج الناس من الأمراض.

«الوسط الطبي» التقت الدكتور يسري عبدالعزيز للتعرف عن «القدم السكرية» كحالة مرضية، ووسائل العلاج والوقاية منها، ودار الحوار الآتي:

خطيرة رغم بساطتها

بدأ د. يسري حديثه قائلاً: «من المعروف أن داء السكري يؤثر على بعض الأعضاء في الجسم أكثر من غيرها، وهي العين، والقلب، والكلى، والقدم. وتعد المشكلات التي يسببها - على رغم ظاهرها البسيط - خطيرة، وقد تهدد الحياة في الحالات المتقدمة».

وأوضح: «يؤثر داء السكر على تروية القدم نتيجة تضيق الشرايين الرئيسية والصغيرة بمعدل أعلى من الإنسان غير المصاب بالسكر ونتيجة لتضرر أعصاب الإحساس أيضاً، ما يقلل الشعور ببعض الآلام أو الجروح أو حتى الحروق البسيطة التي قد تهمل وتصبح قروحاً خطيرة».

وأضاف أن «قلة العناية بالاصابات هي مكمن الخطورة، فالقدم تضطلع بدور كبير؛ أوله مسئوليتها الكاملة في التنقل، ما يجعلها تواجه الكثير من «المخاطر» مثل الحروق التي تنتج عن السير حافياً على أرضيات حارة»، مشيراً إلى أن «الحوادث «البسيطة» كالسيرعلى الأشياء الخشنة أو الحادة أو قص الأظافر من دون عناية، كذلك إهمال النتوءات الجلدية أو المسامير الجلدية، كلها تؤدي إلى حدوث التقرحات التي تعتبر من الأسباب الرئيسية للبتر عند مرضى السكر».

ويرى د. عبدالعزيز أن الوقاية والعناية اليومية بالقدم السكرية هي أنجع الحلول العلاجية. وقال: «يجب على المصاب بالسكري أن يفحص قدميه بشكل يومي بالنظر وبالتحسس يدوياً، وأن يستخدم المرآة لتساعده على رؤية الأماكن التي لا يستطيع رؤيتها بشكل جيد». ويعلل أهمية الفحص اليومي بقوله: «غالبية المشكلات غير محسوسة، كما أسلفت، وغير ظاهرة للعيان؛ لأنها تكون في أسفل القدمين».

ولفت إلى أهمية أن تشارك الأسرة المريض في الفحص، وقال: «قد يعاني مريض السكر، وخصوصاً الكبير في السن، ضعفاً في النظر، ما يجعل فحصه للقدمين غير دقيق. هنا يأتي دور الأسرة للمشاركة في عملية الفحص اليومي، ومن المهم أن يُصاحَب بالتدليك ووضع الكريمات المرطبة، مع تجنب وضعها بين الأصابع».

الحذاء أفضل

ومن طرق الوقاية أيضاً الحرص على ارتداء الأحذية والجوارب المناسبة، وفصّل قائلاً: «كأطباء ننصح مرضى السكري بارتداء الأحذية المناسبة لما تعطيه من حماية للقدمين، ولكن في بيئتنا العربية الحارة فإن الأعم الأغلب يفضلون ارتداء النعل العربي، ولذا فإننا نقنع من يرفض ارتداء الحذاء ارتداء «الصندل» كبديل مقبول».

وأضاف: «يجب على من يرتدون الأحذية أهمية الحرص على أن يكون ذا بطانة أسفنجية لينة من الداخل؛ لتساهم في امتصاص الصدمات وتخفيف الضغط على القدمين، ومن المهم جداً أن يكون واسعاً من الأمام ليسمح بحركة حرة للأصابع عمودياً وأفقياً».

ويبين اختصاصي الجراحة وجراحة القدم لمرضى السكر أهمية اتساع مقدمة الحذاء قائلاً: «يتسبب مرض السكر في تقوس أصابع القدم، لذا فمن المهم أن تكون مقدمة الحذاء مرتفعة بعض الشيء حتى لا تتسبب بأي تقرحات للأصابع»، مشدداً على أهمية أن تسمح الجوارب للقدمين بتهوية جيدة.

وتوقف د. عبدالعزيز عند تقليم الأظافر، موضحاً: «من المهم جداً تقليم الأظافر بعناية فائقة، ويجب ألا نكون «كرماء» في القص؛ لكي لا نجور في القص على القسم الحي من الظفر، وتجنب قص زوايا الأظافر حتى لا نتسبب بجروح لا داعي لها».

وعن إمكانية ارتفاع الإصابات بين النساء بسبب قص الأظافر، قال: «على العكس، أرى أن غالبية الإصابات تكون بين الرجال، وقد يرجع ذلك لقلة اهتمامهم في العناية بالقدمين. أما النساء فاهتمامهن أكبر، وأتوجه بدعوة للصالونات إلى أهمية مراعاة شروط التعقيم عند تقديم خدمات الأظافر للمصابات بالسكري لتجنب أي جروح»، لافتاً إلى أهمية طلب المساعدة من الأسرة لقص الأظافر للمصابين بضعف النظر من دون تردد أو خجل.

وأكد الدور الرئيسي في ضبط مستوى السكر في الدم في الحفاظ على مستوى صحي يساهم في مقاومة الأمراض والسرعة في الشفاء منها.

ليس الحل الوحيد

وانتقل الحديث بنا عن العلاج، فقال: «أمام الطبيب منظومات علاجية متعددة في علاج القدم السكرية تبدأ من العلاجات الوقائية بالفحوصات الدورية التي تعتمد على حالة المريض، فهناك مرضى بحاجة لفحوص شهرية وآخرين دورية كل شهرين أو ثلاثة أشهر». وأضاف: «هناك حلول علاجية متعددة أيضاً تبدأ بعلاج الجروح والتدخل الجراحي العاجل والسليم للتخلص من أي تجمع صديدي أو أنسجة متنكرزة نتيجة الغرغرينا، ما يؤدي إلى تحسن نتيجة العلاج وتقليل مستوى البتر وخسارة الأنسجة للحد الأدنى».

«ليس الحل الوحيد، ولكنه الأخير». هكذا كان رد الدكتور عبدالعزيز بشأن البتر، موضحاً أن الطبيب «يحاول أن يقدم الحلول العلاجية المناسبة للمريض. وتختلف الحلول من حالة إلى أخرى، فكلما كانت الحالة في بدايتها كلما كانت الحلول العلاجية بسيطة».

وأضاف: «أما إذا كانت متأخرة وتطورت وصاحبتها أعراض متعددة، فإن العلاج سيكون طويلاً ويتطلب إجراءات عدة. وقد يكون البتر آخرها، وهدف الأطباء المعالجين لهذه الحالات هو محاولة تجنب الوصول لهذا القرار بكل الوسائل المتاحة، ولذلك ليس بالضرورة أن نصل مع أي مريض سكري مصاب بجرح في القدم لهذه المرحلة».

العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً