العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ

د. مرسال: احذروا السباحة في الظهيرة

إسمرار الجلد صيفاً درع وقاية

ارتفاع نسبة الإشعاع الشمسي مصحوباً بالحرارة العالية، وفي ذات الوقت نسبة رطوبة عالية، ثلاثي يطل علينا في كل فصل صيف يتلازم معه بعض الأمراض والأعراض الموسمية التي تبدأ بالإلتهابات الفطرية ولا تنتهي بالحروق.

وللتسلح بالإرشادات الوقائية لحماية الجلد باعتباره خط الدفاع الأول في الجسم، التقينا بإستشارية الأمراض الجلدية وطب الجلد التجميلي الدكتورة مرسال العريض، التي أكدت على أهمية اتباع منظومة وقائية تبدأ من الاهتمام بالنظافة الشخصية والتسلح الكافي في مواجهة قوة الإشعاع الشمسي بالملابس المناسبة والكريمات الواقية.

اللقاء أشار للكثير من الأمراض، ومسبباتها وطرق العلاج الوقاية منها، نترككم مع التفاصيل:

ما هي الأمراض التي يكثر الإصابة بها صيفاً؟

هذا موضوع طويل ومتشعب، لكن يمكننا أن نستعرض في هذه العجالة بعضاً من الأمراض الجلدية الشائعة، ومنها الإلتهابات البكتيرية والالتهابات الفطرية والتي تكثر في مرتادي برك السباحة العامة كما في الرياضيين وأصحاب بعض الأمراض المزمنة عند عدم الالتزام بالاحترازات الوقائية .

كما تكثر حالات حروق الجلد الناجمة عن التعرض المباشر للشمس ولفترات طويلة لغرض تسمير الجلد أو السباحة على حد السواء.

وأيضا حساسية الشري أو الارتكاريا (cholinergic) والمرتبطة بالتعرض للحرارة المرتفعة. كما وتكثر حساسية التماس وهي تحسس الجلد من تفاعل العطور أو المستحضرات مع أشعة الشمس.

وما هي الأمراض التي يجب المسارعة بعرضها على الطبيب؟

قبل ذلك يجب التعرف جيداً على ما ذكرنا من أمراض ليسهل علينا التعرف على أساليب الوقاية، وطرق العلاج.

بالنسبة للفطريات وهي الأكثر شيوعاً فإنها تنشأ بفعل الحرارة الشديدة مع فرط التعرق وبالتالي زيادة الرطوبة ، ويساهم التعرض للمياه بشكل كبير نتيجة تلامس الجلد مع المياه لفترة أطول في المشكلة. وأبرز الأماكن التي تنشأ فيها الفطريات في منطقة القدم خصوصاً بين الأصبع الصغير والأصبع الثاني.

وتبدأ الفطريات بالظهور على شكل مادة بيضاء تتقشرمصاحبة لاحمرار الجلد . وتكمن الخطورة في إهمال هذه الحالة التي قد تشمل جميع الأصابع، وفي الحالات المتأخرة قد تصل للأظافر وهنا يتطلب العلاج فترة طويلة تصل لأشهروكذلك قد تكون مدخل لشتي أنواع البكتيريا للجسم عامة.

وهناك نوع آخر شائع من الأمراض الفطرية وهو ما يطلق عليه شعبياً « أبو زليغة» الناتج عن نمو الفطريات بين الفخذين مما يسبب الإحمرار في هذه المنطقة، وصعوبة في المشي الذي يصاحبه ألم شديد وحرج أيضاً، وقد تتمدد لإلتهابات ثانوية أخرى إذا لم تعالج.

وتنشأ الفطريات في هذه المنطقة نتيجة للتعرق الشديد، أو الوزن الزائد وعدم تهوية أو عدم ارتداء الملابس القطنية الملائمة لامتصاص الرطوبة.

هل هناك أنواع أخرى من الأمراض التي تسببها الفطريات؟

نعم. فهناك ما يطلق عليه “النخالة المبرقشة” وهي شائعة جداً ويأتي في صورتين الأولى على شكل بقع بنية لذوي البشرة الفاتحة، والثاني على صورة بقع بيضاء لذوي البشرة الداكنة أو خليط من الإثنان، وتكسوه قشور كقشور النخالة .

اللافت فيه أن المصابين به يخشون من كونه بهاقاً. في حال كون المرض نشطاً .

ماذا عن أشهر الأمراض البكتيرية الشائعة؟

أشهرها الحصف أو القوباء الناشئ عن تسلل البكتيريا سطحياً للبشرة من خلال الجروح الصغيرة. وتظهر على شكل بثور تفرز صديداً وقيحاً، ويمكن أن توجد في أي مكان في الجسم. ولا بد من معالجتها بغسول الجلد المدعم بمضادات البكتيريا والكريمات.

كما وينتشر بين الأطفال دون السنتين الحصف الفقاعي يسبب تقرحات مؤلمة مليئة بالسائل الأصفر ويكون الطفل شديد العدوى حينها فيتوجب على الأهل إبقائه بعيداً عن الأطفال والرضع.

وتكثر أيضاً الدمامل في فصل الصيف خاصة عند قليلي المناعة أو مرضى السكري أو عند عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وهي عبارة عن تجمع للخراج والقيح في الطبقة الخارجية للبشرة على هيئة بثرة مؤلمة ذات رأس أبيض أو أصفر.

ما هي أنواع الحروق الشائعة صيفاً؟

حروق الشمس هي الأكثر شيوعاً فالتعرض للشمس بشكل مباشر في أجواء حارة كمنطقتنا قد يتسبب في حروق من الدرجة الأولى أو الثانية، وقد تتطور من احمرار الجلد إلى نشوء فقاعات مائية. وفي المراحل المتقدمة يتقشر الجلد ويتغير لونه، ويأخذ فترة طويلة للرجوع للونه الطبيعي.

يتعرض بعض الناس في الصيف لتغير صبغتهم، فتميل للسمرة. فهل يدل هذا على أي عرض غير صحي؟

بالعكس، إسمرار البشرة نعمة من نعم الله علينا، وهو ردة فعل طبيعية من الجسم تجاه أشعة الشمس إذ تفرز صبغة الميلانين بوفرة، وتساهم هذه العملية في وقاية الجلد من حروق الشمس. ونلاحظ أن البشرة السمراء قلما تحترق بينما البشرة البيضاء تكون دائماً تحت وطئة الخطر.

إذا التعرض للشمس بغرض التسمير فعل صحي؟

ليس بهذه الدقة فالتعرض بشكل مباشر بهدف تسمير البشرة دون وضع أي عوامل وقاية ككريمات الوقاية من الشمس التي تساهم بشكل كبير في الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة يؤدي لارتفاع معدل الإصابة بأورام الجلد الغير حميدة أو تبقعات في الجلد.

وهنا أود أن ألفت إلى أهمية وضع كريمات الوقاية كل 3 – 4 ساعات، فلا يوجد كريم وقاية يمكن أن يستمر مفعوله طويلاً. وألفت أيضاً إلى أن هناك نوعين من الكريمات الأولى كيميائي ويعمل على امتصاص الأشعة ويمكن أن يصاحبه اسمرار الجلد، والثاني فيزيائي ذا لون أبيض ويعمل على عكس أشعة الشمس وهو الأفضل.

وننصح هنا باستخدام الكريمات ذات نسب الحماية من 15 فما فوق ويمكن ملاحظة النسب على علب الكريمات عند العبارة التالية: .»SPF»

وأؤكد أيضاً أنه لا يوجد كريم وقاية من الشمس يقي بنسبة 100%.

ماذا عن مضار التعرض للشمس طويلاً غير الحروق؟

الكلف والذي قد ينتج عن تغيرات هرمونية خصوصاً عند النساء في فترة الحمل. ويبقى أن التعرض الطويل لأشعة الشمس يسبب الكلف بسبب زيادة انتاج صبغة الميلانين في الجسم ونستطيع أن نصفها بأنها مشكلة عويصة جداً.

وهناك أيضاً «الأرتكيريا أو الشري “ وتظهر على شكل تدرنات في الجسم تصاحبها حكة، وأحياناً انتفخات في الشفاه والعين. وفي الحالات المتقدمة يصاحبها صعوبة في التنفس. وهو من الأمراض المزعجة والمحرجة لأن المصاب يضطر لحك الأماكن المتهيجة وقد يصاحبه الشعور بالألم.

وننصح المرضى بتجنب التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشرأو الجلوس في أماكن مرتفعة الحرارة، و يوصف لهؤلاء المرضى أدوية لتقليل انتاج مادة «الهستامين» التي يزيد انتاجها أثناء التعرض للشمس.

وكذلك «أكزيما التماس» الناتجة عن تفاعل بقايا العطور مع أشعة الشمس، وتبرز في منطقة الرقبة وتسبب احمرارا في الجلد وتصبغات

هل ترفع الأمراض المزمنة من عوامل الإصابة بأمراض الجلدية صيفاً؟

نعم إذ أن في بعض الحالات تكون مناعة الجسم أقل من نظيرها في الشخص السليم فعلى سبيل المثال لا الحصر. مرضى السكر الذين يكونون عرضة للإصابة بفطريات القدم فيجب عليهم إيلاء عناية خاصة بهذه المنطقة الحساسة، والخطيرة من أجسامهم. فتطور إصابات القدم لديهم تصل في بعض الأحيان لنتائج غير محمودة يصعب ويطول علاجها.

ويجب عليهم أن يحافظوا على أدوات النظافة الشخصية الخاصة بهم كالأحذية والفوط، ولا يسمحوا لأحد باستخدامها، ولا يستخدموا حاجيات الغير أيضاً.

هل من الممكن مواجهة التعرق المفرط؟ وكيف ذلك؟

بدايةً التعرق هو ردة فعل طبيعية للجسم للتخفيف من الحرارة. قد يصاحب العرق روائح مزعجة. ويواجه أولاً بالاهتمام بالنظافة الشخصية التي تجنب ظهور الروائح المزعجة والمحرجة.

وفي حالات التعرق المفرط فهناك منظومة علاجية تبدأ بالعلاجات الموضعية وتتدرج حتى الجراحة وتعتمد على نسبة التعرق والمنطقة التي تفرز العرق بغزارة. هناك علاج بالكريمات الماسحة التي تحتوي على مادة «كلورايد الألمونيوم»، وهناك أيضاً حقن البوتكس التي تحقن في مواضع التعرق الغزير.

أما في الحالات المتقدمة جداً فنلجاً للجراحة التي نقتطع فيها جزء من الجهاز السمبثاوي لتقليل التعرق.

كيف نواجه ارتفاع «الأكزيما» بالنسبة للأطفال خصوصا في منطقة الحفاظات؟

الاكزيما عموماً تزداد شتاءاً مع قلة السوائل وجفاف الجلد .أم بالنسبة لطفح الحفاظ فإن قلة التهوية مع ارتفاع درجة الحرارة وراء ارتفاع حالة الاصابة بالأطفال بالطفح. وهنا انصح بتغيير الحفاظ في فترات متقاربة حتى ولو لم يكن الطفل قد تبول أو تبرز لتجنب أي طفح جلدي قد يتسبب بتسلخات وآلام.

هل تعتبر مياه البحر مفيدة للجلد؟ وما هي التعليمات الوقائية التي يجب اتباعها أثناء السباحة في البحر أو برك السباحة؟

مياه البحر مفيدة جداً لما تحويه من نسبة أملاح مما يجعله مطهراً يساعد الجسم على التشافي من حب الشباب، وتقليل أعراض الصدفية في بعض الأحيان ، ومفيد جداً للتطهير من الإلتهابات البكتيرية والفطرية.

أما برك السباحة فيجب مراعاة السباحة في برك فيها مادة الكلور بنسبة المحدودة فزيادة الكلور مضرة إذ تتسبب في حالات الحساسية وقلتها مضرة أيضاً تجعل البرك بيئة خصبة لانتقال العدوى.

وأود التحذير هنا من الاستحمام بمياه خزانات البيوت الساخنة، لأن درجة حرارة هذه المياه تتسبب بمشاكل عديدة للبشرة تبدأ من تبخر سؤال الجسم لأنك تستحم في أجواء حارة، وتساهم المياه الحارة في إزالة الطبقة الدهنية من على الجلد إذ تؤدي للجفاف والحكة . ويؤثر كذلك على الشعر فيتسبب له بالبهتان والتقصف.

ما هو تقييمك لتعامل البحرينين مع هذا الأمراض والأعراض التي تصيب الجلد؟

البحرينيين لديهم ثقافة صحية جيدة تجاه الأعراض التي تصيب الجلد، ويبادرون لتلقي العلاج في مراحل مبكرة.

وأود أن أشدد على أن الوقاية من أمراض الصيف تكون أولاً بالعناية بالنظافة الشخصية، والوقاية من الشمس عبر وضع الكريمات الخاصة بذلك، وارتداء الملابس المناسبة، وحالياً توجد ملابس تقي من الأشعة البنفسيجة، والنظارات الشمسية. كما أنصح باللجوء للطبيب عند تجاوز الأعراض المصاحبة لبعض الأمراض الجلدية الحالة الطبيعية وعدم تجاوبها مع المطهرات والكريمات الملطفة.

العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً