العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ

التشخيص المبكر بوابتك للنجاة

على رغم الجهود المبذولة للحد والسيطرة على انتشار أمراض وسرطانات الجسم، إلا أنها لاتزال تحتل المرتبة الأولى بين عوامل الموت المرضية الأولى في العالم.

من بين الأماكن في جسم الإنسان، والتي تصاب بالسرطان، هي الفم بمختلف أجزائه من لسان، لثة، قاعدة الفم، والطبقة الداخلية لجدار الفم الداخلي.

يتقدم سرطان الفم في المرتبة السادسة من بين أماكن السرطانات التي تصيب الجسم، لذلك يعتبر من السرطانات بالغة الأهمية، والتي يجب الكشف المبكر عنها.

ينتشر سرطان الفم عند الرجال أكثر من النساء، بمعدل اثنين إلى واحد، وغالباً ما يصيب من هم فوق 40 عاماً.

يطلق مصطلح سرطان الفم على أي ورم قد يظهر في التجويف الفموي بمختلف أجزائه، وقد يسبق السرطان بدء ظهور بقع بيضاء حرشفية فوق اللسان أو اللثة، تكاد تكون صغيرة الحجم غير ملاحظة تنمو ببطء وتزداد حجماً وصلابة مع الوقت وتسمى هذه «الحالة قبل السرطانية». تليها تغيرات عدة في الفم كانتشار البقع البيضاء أو الحمراء على غشائها المخاطي، تقرحات وجروح بالفم لا تشفى حتى بالعلاجات، تتبعها أعراض عدة أهمها الشعور بتخدير بالفم، وصعوبة البلع والنطق وفتح الفم، كذلك الشعور بالتعب العام.

تتعدد الأسباب المؤدية إلى ظهور سرطانات الفم، ولعل أهمها التدخين الذي يكاد أن يكون المسبب الرئيسي لها؛ حيث إنه يرتبط بـ 75% من حالات سرطانات الفم، كما أنه يضاعف الإصابة بها 4 أضعاف مقارنة بغير المدخنين. ويؤدي التدخين إلى تهيج الأغشية المخاطية المبطنة للفم بسبب احتوائه على أكثر من 20 مادة مسرطنة.

وإضافة إلى التدخين وخطره، فإن شرب الكحول يشكل خطراً كبيراً ومباشراً في حدوث سرطان الفم، إضافة إلى العوامل الأخرى المساعدة كفيروس الورم الحليمي البشري، والتعرض المباشر لأشعة الشمس، الذي يساهم في سرطان الشفاه، كما سرطان الجلد.

أي نتوء، تغيير أو تقرحات بيضاء قد تظهر في الفم وتستمر لأكثر من أسبوعين تستدعي زيارة الطبيب الفورية للتشخيص المبكر والفحص المجهري الدقيق لما لذلك من أهمية كبيرة في الحد من انتشار المرض في أرجاء الجسم كافة عن طريق الغدد اللمفاوية بالرقبة، كذلك لزيادة نسبة نجاح العلاج.

يتم علاج السرطان في مراحله الأولى عن طريق الاستئصال الجراحي له من مكان تواجد الخلايا السرطانية، أما في مراحله المتقدمة فيتم الاستئصال من أماكن انتشار تلك الخلايا في الفك، اللسان، أو الرقبة، وذلك يتم عن طريق فريق طبي مكون من جراح الوجه والفكين، جراح الأورام، جراح الأنف والأذن والحنجرة، جراح التجميل، وبعد ذلك يأتي دور العلاج النفسي والتأهيلي، وكذلك العلاج الطبيعي والنطق. وفي بعض الحالات قد يستدعي العلاج بالأشعة أو الكيماوي.

خطوات بسيطة تمنع عنك أذى كبيراً! غيِّر نمط حياتك، حافظ على غذاء متوازن، ابتعد عن التدخين وتجنب أشعة الشمس المباشرة، وكل ما يساهم بنشوء السرطان، لا تهمل أي ألم أو تغير يطرء على فمك، ولا تنس زيارة طبيب الأسنان الدورية لفحص الفم وملاحظة أي تغير فيه.

د. زهره احمد النشابه

طبيبة جراحة الفم والأسنان

العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً