العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ

قفزة لـــ 30 ثانية فقط!

حين يفتح ذلك الباب ويلفح وجهك الهواء تتبقى لك خطوة واحدة فقط ليتدفق شعور لا متناهٍ من الانتعاش والنشوة في كامل جسمك، حين تلقي بنفسك من ارتفاع 400 متر تقريباً نحو الأرض وتهبط بمظلة هوائية في مدة لا تتجاوز 30 ثانية فقط!

رياضة القفز الحر بالمظلات من الرياضات التي تحتاج إلى استعداد نفسي مسبق لدى الشخص الذي يرغب في ممارستها، وذلك لوجود عدد من المراحل، سواء أثناء التدريب الأرضي أو أثناء القفز التدريبي، فهي تحتاج إلى رغبة قوية في الأداء والتغلب على مشاعر الخوف والتردد داخل النفس. وهنالك عدد من المتطلبات التي يفضل توافرها فيمن يرغب في ممارسة رياضة القفز الحر، وهي:

1- الاستعداد النفسي لممارسة هذه الرياضة.

2- اللياقة البدنية الجيدة التي تستطيع بها تحمل المجهود القوي أثناء التدريب.

3- الخلو من أمراض القلب وضغط الدم.

4- سلامة الأذنين وجهاز التوازن بالرأس.

5- الالتزام الكامل بإجراءات الأمن والسلامة.

وربما القفز الحر هو الرياضة الوحيدة عالية السرعة وعالية المخاطر، والتي تحتاج للياقة البدنية العالية. واللياقة البدنية في القفز الحر مهمة لسببين: فهي تجعلك قافزاً مظلياً أفضل، فإذا كنت قوياً ومرناً فإنك تكون أقل احتمالاً للتعرض للإصابة، كما أنها تساعدك في العودة سريعاً للقفز بعد تعرضك للإصابة لا سمح الله.

قد تكون رياضة القفز بالمظلات من أكثر أنواع الرياضة متعة وإثارة، إلا أنها تحتاج جرأة كبيرة من الهواة، كونها تتطلب خطوة واحدة للقفز من على متن الطائرة في الجو، لكن خوض هذه التجربة الخيالية يستحق المغامرة لمشاهدة مناظر استثنائية خلال 30 ثانية فقط.

إن أهم الشروط للقفز بالمظلات ألا يقل عمر المتقدم عن 16 سنة، ويشترط على من هم دون الثامنة عشر الحصول على موافقة ولي الأمر، وبالنسبة لهذه الرياضة فإن معايير الأمن والسلامة فيها ممتازة، وهي أكثر أماناً من قيادة السيارة، نظراً لتوافر معدات آمنة عند القفز في الهواء، إذ يحصل الشخص على مظلة احتياطية عند تعطل الأساسية، إلى جانب توافر جهازٍ ضمن عدة القفز بموجبه تفتح المظلة عند ارتفاع معين إذا لم يفتحها القافز يدوياً، علماً أن نسبة حوادث المظلات في العالم أقل من نسبة حوادث السيارات.

إن المتدرب المبتدئ يحتاج من أربع إلى ست ساعات تدريب في غرفة هوائية خاصة كي يكون مستعداً للقفز في الجو برفقة مدرب محترف، وثمة جهاز يوثق عملية القفز لمشاهدة العملية بعد الهبوط على الأرض، كي يتعرف الفرد إلى أخطائه ويتعلم كيفية المناورة والنزول بصورة صحيحة.

وبعد أن يتمكن الشخص من القفز ثماني قفزات، يكون قد أنهى المرحلة الأولى بنجاح، ويستغرق المتدرب كي ينهي هذا الفصل من التدريب ثلاثة أيام في بعض الأحيان.


المهيرى.. أول معلمة إماراتية للقفز بالمظلات

السماء هي الحدود بالنسبة لشيخة أحمد المهيري، ففي الوقت الذي لم يتذوق فيه الجميع هذا الطعم، فإن تدفق الأدرينالين في عروق الفتاة البالغة من العمر 19 عاماً شيء لا يمكن مقاومته، المراهقة الإماراتية التي أدت قفزتها الأولى قبل عامين، الآن لديها في رصيدها أكثر من 1500 قفزة نفذتها بمظلتها.

وتعد المهيري الإماراتية الوحيدة التي حازت الرخصة (د).

ويعتبر لاعب القفز الحر بالمظلات طالباً لحين إصدار تصريح له، وتشير المستويات من المستوى (أ) حتى المستوى (د) إلى التدرج المهاري والإنجاز الذي يحققه اللاعب، ويعني المستوى (د) أن اللاعب قفز أكثر من 1000 قفزة، وهو ما مكن المهيري من أن تصبح معلمة.

وتقول: «في البداية لم يكن بالشيء الطبيعي أن أقنع أهلي ببمارسة هذه الرياضة لأنني الفتاة الإمارتية الوحيدة التي تقفز، وهذه تجربة جديدة بالنسبة لهم أن يتركوا ابنتهم تذهب وتقفز من طائرة».

وتتمنى شيخة أن تهتم النساء برياضة القفز الحر بالمظلات في المستقبل، وتقول عن ذلك: «أتمنى أن نجد المزيد من الفتيات، الفتيات المحليات، في المستقبل»، وتحرص شيخة أيضاً على الوصول إلى نقطة جديدة أعلى للقفز منها، كما تتمنى أن تشارك في مسابقة القفز الثماني والمكون من 16 لاعباً، جنباً إلى جنب كونها أول إماراتية تصبح معلمة للقفز الحر بالمظلات.

العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً