توج إشبيلية الإسباني بلقب بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي عقب فوزه المثير 3 - 2 على دينبرو الأوكراني في المباراة النهائية للمسابقة التي أقيمت بالعاصمة البولندية (وارسو) أمس (الأربعاء). واتسمت المباراة بالإثارة والندية على مدار شوطيها، إذ كان دينبرو (الحصان الأسود للبطولة) نداً حقيقياً للفريق الأندلسي طوال التسعين دقيقة، ولكن خبرة لاعبي إشبيلية حسمت الموقف لصالحهم في النهاية.وباغت دينبرو منافسه الإسباني بهدف مبكر في الدقيقة السابعة عبر لاعبه الكرواتي نيكولا كالينيتش، قبل أن يرد إشبيلية بهدفين عن طريق جريجوري كريتشوياك والكولومبي كارلوس باكا في الدقيقتين 28 و31.

وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة سجل روسلان روتو هدف التعادل لدينبرو، لينتهي الشوط بالتعادل بهدفين لكل فريق.

وتواصلت الإثارة في الشوط الثاني، بعدما عاد باكا لهز الشباك مرة أخرى مسجلا الهدف الثالث لإشبيلية وهدفه الشخصي الثاني في الدقيقة 73، ليقود الفريق الإسباني للتتويج باللقب والانفراد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة.

وبات إشبيلية، الذي توج بكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) العام 2006 و2007 أول فريق يحرز لقب البطولة تحت مسماها الجديد لعامين متتاليين.

ونال إشبيلية بهذا الفوز بطاقة التأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، طبقا للتعديلات الجديدة التي أجراها الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) على لائحة البطولة، ليعوض فريق المدرب أوناي إيمري إخفاقه في الحصول على إحدى المراكز الأربعة الأولى في ترتيب الدوري الإسباني المؤهلة للمسابقة الأوروبية.

وضرب إشبيلية بذلك موعدا في بطولة كأس السوبر الأوروبي، والتي تجرى دائما مع بداية الموسم القادم، مع الفائز في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا والتي تجمع بين فريقي برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي.

في المقابل، أخفق دينبرو، الذي تأهل للمرة الأولى في تاريخه لنهائي إحدى البطولات الأوروبية، في تكرار الإنجاز الذي حققه مواطنه شاختار دونتسك الذي توج بلقب الدوري الأوروبي العام 2009.

وكان أفضل إنجاز سابق لدنيبرو على المستوى الأوروبي هو الوصول مرتين إلى دور الثمانية في بطولة الكأس الأوروبية السابقة، عندما كان بطلا للاتحاد السوفياتي في الثمانينيات من القرن الماضي.

وفرض إشبيلية سيطرته الميدانية منذ البداية وشهدت الدقيقة الثانية التسديدة الأولى في المباراة من جانب الكولومبي كارلوس باكا، الذي تلقى تمريرة أمامية ولكنه أطاح بالكرة خارج المرمى.

وطالب إشبيلية بالحصول على ركلة جزاء في الدقيقة الخامسة، عقب سقوط قائد الفريق خوسيه أنتونيو رييس داخل المنطقة إثر كرة مشتركة مع روسلان روتان مدافع دينبرو، ولكن حكم المباراة الانجليزي مارتن انكيستون أشار باستمرار اللعب.

وعلى عكس سير اللعب تماما، ومن أول هجمة لدينبرو في المباراة سجل الفريق الأوكراني الهدف الأول في الدقيقة السابعة، بعدما تلقى نيكولا كالينيتش تمريرة أمامية من منتصف الملعب، ليمرر الكرة برأسه إلى ماثيوس نيسيمنتو المنطلق من الخلف من الناحية اليمنى، الذي مرر الكرة مباشرة إلى كالينيتش ليسدد اللاعب الكرواتي الكرة برأسه داخل الشباك.

وحاول إشبيلية استعادة اتزانه سريعا، وسدد لاعبه إيفر بانيغا تسديدة قوية من خارج المنطقة ولكنها ذهبت إلى خارج الملعب في الدقيقة 11، قبل أن يهدر فيتولو فرصة محققة بعدها بدقيقتين، عقب تلقيه تمريرة عرضية زاحفة من الناحية اليسرى، ليسدد الكرة مباشرة من على حدود المنطقة ولكنها اصطدمت في الدفاع الأوكراني.

وكثف إشبيلية من هجماته في الوقت الذي تراجع فيه دينبرو للدفاع، معتمدا على سلاح الهجمات المرتدة.

وحاول إشبيلية التسديد من المسافات بعيدة المدى في ظل التكتل الدفاعي المنظم من جانب دينبرو، ليسدد رييس قذيفة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة 20، ولكنها ابتعدت عن القائم الأيسر بقليل.

ووقف دينيس بويكو حارس مرمى دينبرو حائلاً دون تلقي فريقه هدف التعادل في الدقيقة 25، بعدما تصدى ببراعة لضربة رأس من جريجوري كريتشوياك لاعب إشبيلية، مبعدا الكرة إلى ركلة ركنية لم تسفر عن شيء.

وواصل بويكو تألقه بعدما أبعد تسديدة من رييس في الدقيقة 27 من على حدود المنطقة إلى ركلة ركنية.

وترجم إشبيلية سيطرته المطلقة عقب إحراز كريتشوياك هدف التعادل في الدقيقة 28 بعدما مرر رييس تمريرة عرضية من الناحية اليسرى إلى باكا، الذي مررها بدوره إلى كريتشوياك ليسددها بقدمه اليمنى قوية على يسار بويكو داخل الشباك.

وأصيب لاعبو دينبرو بالإحباط عقب هدف إشبيلية، ليستغل لاعبو الفريق الإندلسي الموقف لصالحهم ويسجل باكا الهدف الثاني لإشبيلية في الدقيقة 31 بعدما تلقى تمريرة بينية ماكرة من رييس انفرد على إثرها بالمرمى بعدما كسر مصيدة التسلل التي نصبها مدافعو دينبرو، ليرازغ اللاعب الكولومبي بويكو بمهارة قبل أن يضع الكرة بمنتهى الهدوء داخل الشباك.

بمرور الوقت، استعاد دينبرو اتزانه مرة أخرى، ليسدد لاعبه يفان كونوبلينكا قذيفة مدوية من خارج المنطقة، ولكن سيرخيو ريكو أبعدها ببراعة إلى ركلة ركنية في الدقيقة 38.

وكثف دينبرو من هجماته خلال الفترة المتبقية من الشوط الأول بحثا عن هدف التعادل بينما حاول إشبيلية استغلال المساحات الشاغرة في دفاع منافسه.

وكاد أليكس فيدال أن يضيف الهدف الثالث لإشبيلية في الدقيقة 42 بعدما تلقى تمريرة عرضية زاحفة من الناحية اليسرى ليسددها مباشرة من على حدود المنطقة ولكنها علت العارضة بسنتيمترات.

وجاء العقاب سريعاً من جانب دينبرو عقب تسجيل نجمه روتان هدف التعادل في الدقيقة 44 عبر ركلة حرة مباشرة نفذها بطريقة رائعة، بعدما أسقط الكرة خلف الحائط البشري، على يمين ريكو داخل الشباك لينتهي الشوط الأول بالتعادل 2 - 2.

وبدأ الشوط الثاني، بنشاط هجومي من جانب دينبرو من دون خطورة على المرمى، وشهدت الدقيقة 55 التسديدة الأولى في هذا الشوط من جانب كونوبليانكا ولكنها ذهبت إلى ركلة مرمى.

وواصل كونوبليانكا تسديداته بعيدة المدى، ليطلق قذيفة أخرى في الدقيقة 63 عبر ركلة حرة ولكنها لم تكن متقنة لتخرج إلى خارج الملعب.

وجاء الرد سريعاً من جانب إشبيلية في الدقيقة 64 بعدما تابع ستيفن مبيا ركلة حرة مباشرة من الناحية اليمنى، ليسددها برأسه ولكنها ذهبت إلى ركلة مرمى.

وشدد إشبيلية من هجماته بمرور الوقت، ليحصل على العديد من الركلات الركنية والحرة التي كان أخطرها في الدقيقة 67 بعدما تابع كريتشوياك إحداها ليسدد الكرة بقوة ولكن من دون تركيز لتصطدم في الدفاع وتخرج من المنطقة الخطرة.

وطالب لاعبو إشبيلية بركلة جزاء في الدقيقة 70 إثر سقوط فيتولو داخل المنطقة عقب كرة مشتركة مع ماثيوس ولكن حكم المباراة أشار باستمرار اللعب.

ولم تمر سوى ثلاث دقائق حتى أحرز باكا الهدف الثالث لإشبيلية بعدما تلقى تمريرة بينية رائعة من فيتولو، لينفرد بالمرمى ويسدد الكرة مباشرة بقدمه اليسرى على يسار بويكو.

وأضاع باكا فرصة مؤكدة لتسجيل الهدف الرابع لإشبيلية في الدقيقة 79 بعدما تلقى تمريرة عرضية من الناحية اليسرى، ليسدد الكرة برأسه ولكن بويكو أبعدها باقتدار إلى ركلة ركنية.

وشهدت الدقائق العشر الأخيرة هجوماً مكثفاً من جانب دينبرو من أجل إدراك التعادل، ولكن جميع محاولات لاعبيه باءت بالفشل لتنتهي المباراة بفوز ثمين لإشبيلية.