استوقفتني رواية من أحد رواة «الواتس آب»، أن «إشتكى الناس لعمر بن الخطاب (رض)، غلاء اللحم، فقال لهم أرخصوه، فقالوا كيف؟ فقال لهم اتركوه لهم»، فكأنما صاحبنا يقول لمواطني البحرين، قاطعوا أكل اللحم الأحمر والأبيض وكل ما سترفع السلطات الدعم الحكومي عنه، ولا أدري لماذا اختار هذا الراوي، الخليفة عمر بن الخطاب، ليستند إليه في دعوته هذه، مع أن هذه الرواية عن الخليفة عمر، يشك في حقيقتها الطفل الرضيع فما بالك بالراشد المطَّلِع، إذ أن الخليفة عمر بعدله لم يكن يرجئ حل المشاكل إلى أن تتفشى فيشتكيها له الناس، وحتى لو بَلَغَهُ ذلك، فهو أعظم وأفقه وأذكى وأعدل، من أن يدعو الناس لترك حاجةٍ لهم، بسبب تسلط أناس آخرين على رقابهم، بل كان سيسل سيف العدالة ويُقَوِّم اعوجاج من اعْوَجّ، فمَن أبطش من عمر بمغتصبي حقوق الناس، والتاريخ العمري يشهد بذلك.
وإنما لأن الساحة التواصلية الاجتماعية، متاحة دون رقيب وحسيب، فهي مفتوحة لمرضى البشر بالكراهية للآخرين، للسب والشتم والتحريض والفعل الأثيم، والتجني بالحكم على الناس، بما يكرهون فيهم، وكأن هؤلاء المرضى، قضاة القضاة، حكمهم لا راد له، فيبدأون بمعاقبة من يختلفون معه بالعنف التحريضي والعنف التعاملي، ولو تيسر لهم لأبادوا كل من عداهم، ومطيتهم في ذلك العجز أو الالتفات الحكومي عن محاسبتهم، أو امتناعها بالحماية لهم، من باب أنها مستفيدة من جرائمهم ضد معارضيها بالخلاف التحليلي والتقييمي، واختلاف الرؤى الحَلِّية.
وآخر ينشر صوراً فوتوغرافية وفيديوات، لا يعلم يقينها إلا الله، ومحترفو الفوتوشوب، ولا تشير بذاتها إلى مؤتيها، بل ينسب هو سوء أسبابها وآثارها، إلى من يكره من الأفراد والأنظمة خارج حدود وطنه ونظامه، الذي لا يخلو من الأسوأ من المظالم، ولكنه يصمت عن هنا ويلعلع عن هناك، ويتبنى أن مواطنيه، بتواصلهم مع منظمات حقوق الإنسان الأممية، قد خرجوا على شرعية النظام وثوابته، الذي له كامل الحق في عمل أو تجاوز ما يريد، والخارج خرج نظامه على شرعية، هو يرسم لها حدوداً بعقله المريض، ظاهرها العروبية والقومية والوطنية، وباطنها الطائفية المذهبية، وحين كشف الحقائق التي تكشف سوء وكذب ادعاءات مثل أولئك، تراهم بملء فيهم يتقولون: «هذا كما وصلني، وناقل الكفر ليس بكافر، أرسلته من باب المعلومة والإفادة».
ويزداد غياً وقبحاً حين يُمَجِّد فيما ينشره من فديوات، توثق إجرام «الدواعش» و«القاعدة» و«النصرة» وغيرها، في القتل والتمثيل، لخليط من الناس من عساكر ومدنيين ونساء وأطفال في منازلهم، وبالطلق المباشر بالمسدس الملاصق لرؤوس الضحايا، واحداً تلو الآخر، وبعدها بأيام ستراه يعيد نشر مقاطع من ذات الفيديو وخصوصاً القتل الفردي بالطلق المباشر إلى الرأس، ولكن بتعليق يخطه قلم حقده الطائفي، بأن الفاعل هو نظام هاتيك الدولة أو تلك، من حيث أن باب السب والشتم فيهم، مفتوح على مصراعيه في محيط دولته وإقليمه. ولا تعجبوا حين تكتشفون أن المعني، رغم تبجحه بالعلمانية والعروبية والقومية، تراه محسوباً بشكل أو بآخر على جمعية تيار سياسي ديني سلفي، والمعني ليس فرداً بعينه.
أما الطامة الكبرى، فجمعية من جمعيات الإسلام السياسي، خرجت في غضبة حقدٍ منها، على نصف مواطني مجتمع البحرين بل أكثر، وما أغضبها مطالبة النائب الأول لمجلس نواب 2014، النائب علي العرادي، بتعويض موظفي المجلس المفصولين على خلفية أحداث 14 فبراير 2011، حيث نَصَّبت تلك الجمعية نفسها قاضياً، أسقط السلطة القضائية في البحرين، ورفضت قبول جلالة الملك لتقرير «اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق» وتوصياتها، فحكمت حكمها البات وغير القابل للنقض، بخيانة أولئك الموظفين المفصولين من المجلس للوطن، وكذلك حشود المواطنين الذين تظاهروا في دوار اللؤلؤة، للمطالبة بما رفعوه من مطالب، أساسها النحو بالبحرين ناحية المملكة الدستورية الحقة، على شاكلة الممالك الدستورية العريقة، بما يؤمن الفصل بين السلطات واستقلال السلطة القضائية، وانتخاب الحكومة، وبما يؤمن المجلس النيابي كامل الصلاحيات، والمنتخب انتخاباً حراً شعبياَ مباشراً، لتمثيل كامل شعب البحرين، بما يستوجب أن يشارك جميع شعب البحرين في انتخاب أي نائب، دون التقسيم إلى دوائر انتخابية تجزّيء وتقسّم البحرين إلى مساحات مناطقية وطائفية، وبشرط حوزه نسبة إيجابية من أصوات الناخبين، فلا يأتينا نائبٌ يحمل صوت شخصه، لكونه لم يرشح معه آخر في دائرته، أو كما حصل في انتخابات المجلس الحالي، من انعقاده بنواب لم يتحصلوا على نسبة 0.5 في المئة من ناخبي مواطني البحرين، ومطالب أخرى قابلة للتداول والحوار والتوافق الوطني حول تفاصيلها.
وقد اتهمت هذه الجمعية هذه الحشود من المواطنين، بخيانة الوطن وبـ «احتلال» دوار اللؤلؤة، وأخرجتهم من معادلة «الإجماع الوطني الشعبي»، وأساءت بالتحريض إلى رموز وجمعيات سياسية، وسَمَّتْ كلاً بالإسم، في توصيفها بأنهم «باعوا الوطن لأعدائه»، وتقولت على مجلس النواب، بحسب تعبيرها بأنه «يمثل الشعب»، ولكنها وهي يسيرة فيه وليست جليلة، لن تسكت عن ما طالب به النائب الأول، وبتعبيرها المتحدي للمجلس وسلطات الدولة الأخرى، «شاء من شاء وأبى من أبى»، واتهمت النائب الأول وأمانة المجلس بما في ذلك الرئاسة، بأنهم من أولئك الذين يعملون «بطريقة خبيثة يخفون بها نواياهم أمام وسائل الإعلام، كي يعملوا بصمت وعزم من أجل نشر الخيانة والدفاع عن الخونة».
وليس في الماضي البعيد، قامت الجماعة ذاتها، باختراق حدود دولةٍ عربيةٍ خلسةً، دون المرور بمنافذها الرسمية، ومن دون أوراق ثبوتية، كما يتسلل من ينوي الضرّ بغيره، وحملت السلاح وموّلت «الغزاة» تنفيذاً لفتواهم الشرعية! «من جهّز غازٍ فقد غزى»، كل هذا ونراهم اليوم نواباً في مجلس النواب، لأن السلطات ربما استحسنت أفعالهم، ولم تطبق عليهم القوانين السارية.
أما آن الأوان بعد، لقطع الطريق على كل عنف تحريضي وكذب إعلامي.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 4645 - الثلثاء 26 مايو 2015م الموافق 08 شعبان 1436هـ
لم نعرف هل أنت مع بعض جمعيات الإسلام السياسي
أو لدغدغة هذا الجمهور اوذاك أو مع الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية
لماذا لا تسمي الاشياء
بمسمياتها كي تتضح الامور للقراء من خارج البحرين كي يفهموا الامور ؟
فى خطء استادى
الناس سؤلو امام علي وليس الخطاب للتصحيح فقط وشكرا على المقال
يا رسول الله ص لقد بلغت أمتك الى حيث اخبرت عنهم.. انقلبت الموازين لديها
لقد انقلب حال الأمة الاسلامية ووصلت الى حيث اخبرت فأصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا ، لقد انقلبت المقاييس والموازين. الأمة في حال يرثى لها,
يصغون الشعب المطالب بحقوقه العادلة بالخونة وهم رعاة الإرهاب صورهم موجودة بالسلاح في تجهيز غازي
رمتني بدائها وانسلت ..
خل يشوفون الصحف الصفراء مازال هناك كتاب شرفاء
أحسنت وبارك الله فيك وليحيا قلمك الشريف
من أجمل مقالات اليوم بمتياز
كثر الله من أمثالك أيها الشريف يابن وطني الأصيل
ألغ ألف تحية إليك سبادي يامن تصدح بالحق في زمن الباطل
عبرت عما يجول بخاطرنا
اينهم منك يا استاذ ( ليتعلموا قليلا الوطنية )
وازيدك طامة اخرى اعتقد انك تعلم بها ولكن المساحة لم تسمح بذلك ، وهم من يسمون صحافيين ، نشطين في السب والقذف في تلك الدولة وغيرها لأنه كما قلت مشروع لهم كل شيء دون محاسبة يتهمون جيشها بالطائفية والمذهبية وكأننا نعيش التعددية المثلى دون تمييز ولكنه ولكنها لا يجرؤ او تجرؤ ان تتحدث ببنت شفه هنا والا اخذوه وراء الشمس ولكنهم ابطال على الأخرين المختلفين معهم والأدهى صحافيي السوء من المواطنين الجدد وهذا ما يجلب لك الضغط والسكر يسب ويشتم في الشعب الأصلي وهو ما يعرف لهجة البلد ولن يعرفها .
رعاك الله ..
هذه الكلمات استاذنا كخيط الذهب وسط القش .. أصبحت نادرة نادرة .. لم نعد نسمعها او نقرأها .. فليس الا التحريض والتكذيب والتخوين و التيئييس .. حيث اطبق الظلام مرة اخرى .. بل ظلمات بعضها فوق بعض! .. ولا ندري إن كان لهذا النفق آخر .. ام هي اصلاً حفرة لا نفق ..
رعاك الله سيدي ..
الاستاد يعقوب المحترم مخلفات الأزمة وتشعباتها لن تتوقف بل ستزيد
وأغلب التيارات الإسلامية دخلت اللعبة الديمقراطية ليس بايمانها بها هذامن صميم معتقدها وهي لأتنكر هذا وهذا من طبيعة هذه التيارات منذ أن وجدت هي مضادة ومعاكسة لبعض ولايمكن أن تلتقي في طريق واحدة وبقاءها في المشهد السياسي حيعقد الأزمة أكثر وأكثر ولايمكن أن يحل أي مطلب
أستاذ يعقوب
ادعو لك بأن يحفظك الله
أنت شريف نفتخر بك
أما آن الأوان بعد، لقطع الطريق على كل عنف تحريضي وكذب إعلامي.
وليس في الماضي البعيد، قامت الجماعة ذاتها، باختراق حدود دولةٍ عربيةٍ خلسةً، دون المرور بمنافذها الرسمية، ومن دون أوراق ثبوتية، كما يتسلل من ينوي الضرّ بغيره، وحملت السلاح وموّلت «الغزاة» تنفيذاً لفتواهم الشرعية! «من جهّز غازٍ فقد غزى»، كل هذا ونراهم اليوم نواباً في مجلس النواب، لأن السلطات ربما استحسنت أفعالهم، ولم تطبق عليهم القوانين السارية.
أما آن الأوان بعد، لقطع الطريق على كل عنف تحريضي وكذب إعلامي.
رائر
سلمت يا أ.يعقوب
هناك أناس يعملون على أذكا نار الفتنه ويعيشون على تفرقة أبناء الوطن الواحد وان الأيام سوف تكشفهم وبعدها يكونون قد خسرو كل امالهم
شكرا سيادي تكلمت بمافي خاطري
قلوب الناس تدعولك إستاذ يعقوب سيادي يحفظك ربي.